رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أذان ولكنها لا تسمع بقلم قداسة البابا شنودة 28\11\2010 كل انسان لابد أن تصل إلى فكره أو إلى قلبه فى وقت ما رسالة مناسبة ونافعة له أو لغيره عن طريق إرشاد أو عظة أو فى كتاب يقرأه أو تصله نصيحة أو حتى توبيخ أو انذار.. فان كان حكيما يستوعب الرسالة، ويطيع وينفذ مثل هذا يقال عنه بالعامية انه (انسان يسمع الكلام) أى يطيعه. له أذن من النوع الذى يسمع. وهنا لا نقصد الاذن الخارجية الجسدية بل الأذن الداخلية أى الارادة. فى مقدمة أصحاب الأذان التى تسمع: الملائكة القديسون الذين ما إن يسمعوا كلمة من الله حتى يبادروا بتنفيذها على الفور. ومثلهم ايضا الانبياء الذين يتلقون الرسالة عن طريق الوحي. أو بعض الابرار الذين قد تصلهم رسالة عن طريق رؤى أو احلام من عند الله ومن أمثله من لهم أذان للسمع. الابناء البررة، أو التلاميذ المطيعون جدا لمرشديهم ومعلميهم أو كل من 0 هو مطيع بدقة لرؤسائه. على ان هناك أخرين لهم أذان لا تسمع وما أكثر الامثلة لهذا النوع وما أكثر أسبابها . هناك أذان لا تسمع بسبب وجود شهوة فى القلب تمنع وصول الكلمة اليه كالشهوة المسيطرة والانفعالات الداخلية، تحجب كل وصية وكل كلمة نافعة حتى لا تصل الى الارادة. هناك نوع مستعد ان يسمع النصيحة فى كل شيء، ما عدا شيئا واحدا لا تقبله اذناه. هنا عدم السمع ليس مطلقا ولكنه مركز فى شيء واحد، فى نقطة الضعف، كالرغبة الداخلية المسيطرة كشخص يمكن ان يستمع الى النصح فى أمورعديدة ما عدا فى شهوة المال او شهوة النساء. وهناك نوع أخر تملكه مشاعر الحقد والغضب على شخص ما أو مجموعة معينة، هذا الحقد يكون فى قلبه كأنه حاجز قوى، يمنع كلمة النصح من أن تدخل الى أذنيه فان سمعها يكون كأنه لم يسمع فيمضى وينفذ ما يريد لانه مشغول جدا لسماع صوت الحقد أكثر من سماع نصيحة. أحيانا يكون عدم قدرة الأذن على السماع يرجع الى قساوة فى القلب هذا النوع القاسى لا تستطيع أذنه ان تسمع انذارات الله كما حدث لفرعون الذى كانت له أذن لا تستطيع اطلاقا ان تسمع لصوت موسى النبى. وقساوة ألقلب تلد العناد والعناد أيضا يمنع من سماع الكلمة ذلك العناد الذى يغلق القلب ويغلق الفكر ومهما قيل له من كلام نافع مقنع فانه لا يسمع ، له اذنان، ولكنهما لا تسمعان انه متشبث بفكر» مهما كلمته فكأنك لم تتكلم فالتشبث بالفكر هو نوع من الكبرياء يغلق الاذن عن السماع بعكس الانسان الوديع المتواضع يمكنة ان يسمع الكلمة ويقبلها حتى ان كانت له أخطاء فهو مستعد أن يستمع كلمة التأنيب والتوبيخ والنصيحة ويصلح طريقه دون تذمر. المبتدعون ايضا فى العقيدة او في طرق اخري هم ايضا يتصفون بالعناد والكبرياء وأذانهم لا تسمع النصيحة ولا الاقناع من الجانب الآخر وقد يموت كل منهم وهو متمسك ببدعته وبفكره. وقد تحاور انسانا من هذا النوع فتجده متحفزا للرد عليك قبل أن تكمل كلامك ،لسانه اسرع من أذنيه. فأذنه لا رغبة لديها فى السماع ولا فى قبول الاقناع يمنعها التشبث والعناد . وبالمثل كل انسان يتمسك بفكره الخاص، مصر على فكره، تكلمه وكأنك تكلم صخرا صلبا لا توجد فيه منافذ تدخل منها الكلمة. ونفس الوضع مع كل انسان معتز بكرامته فأذناه ترفضان السماع لاية نصيحة. انه يشعر ان النصيحة كأنها اهانة تهز كرامته وتشعره بالخطأ وتتعب نفسيته فلا يكون مستعدا اطلاقا لان يسمع ولهذا فان العتاب مع هذا النوع لا يأتى بنتيجة اطلاقا، فالمتكبر المعتز بكرامته ان عاتبته يزدأ الأمر سوءا . هناك عقبة أخرى تمنع تأثير حتى كلمة الرب نفسه من الوصول الى الأذنين، وذلك ان كانت هناك محبة اخرى تطفى على محبة الله فى القلب. فكم من وصايا الله وكلماته يسمعها الشخص وطبعه هو نفس الطبع 0 لا يتغير مهما سمع ،كذلك ايضا الذين تملك عليهم الحرفية فى سماع وصايا الله وليس روحانية الوصية. وتمنعه عن سماع التفسير السليم وترفض اذانهم ان تسمع ذلك التفسير. هناك نوع أخر يمنع الاذن من السماع وهو الخوف من التهديد والخوف من الضياع وقول البعض لمثل هذا الشخص ان فتحت فمك لتتكلم فسيحدث لك كذا وكذا، وكذلك ان حاولت ان تهرب منه او ان تكشف المؤامرة، او ان لم تخضع سيدركك تنفيذ التهديد الواقع عليك .مثل هذا الانسان لا تدخل الى اذنه كل نصيحة لانقاذه تكلمه كأنه لا يسمع الخوف يسد أذنيه. هناك سبب اخر يمنع الأذن من السماع هو الاستهتار واللامبالاة ويشمل ذلك إلغارقين في الخطية آو فى الضلال. . فلا يقبلون كلمة النصيحة وبجدية بل ربما يقابلونها بالتهكم والازدراء أو بتحويل الجو الى عبث، هؤلاء ايضأ لهم اذان ولكنها لا تسمع ويشبه هؤلاء النوع المتردد الذى يسمع كلمة نافعة من مرشده فيمنعها عن اذنيه تأثير اصدقاء السوء. وأنت يا أخى القارئ ان وجدت أن أذنك لا تسمع فأبحث عن السبب فى ذلك لا تذهب الى طبيب اذان يعالجك بل اذهب بالاكثر الى طبيب قلب يكشف ما فى قلبك من موانع تمنع الكلمة من الوصول الى اذنيك ابحث هل هناك شهوة فى قلبك تريد ان تحققها والشهوة من طبيعتها ان تصم الاذنين عن السماع واعرف انه لكى تكون لك القدرة على السماع، ينبغى أن تكون لك الرغبة فى أن تسمع، وأن تكون لك الجدية فى التنفيذ بل ان تكون بالاكثر مشتاقا لسماع كلمة من أجل منفعتك. . ولهذا كله علينا ان نحاسب انفسنا ،كم مرة سمعنا ولم نعمل، وكأننا لم نسمع!! |
|