رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
يرتفعُ شخص سيّدة البحار على فقش الامواج البحر الأبيض عند مدخل ميناء عمشيت.. لطالما تشفّع "البحريون" لسيّدة البحار رفيقة الصيادين والمسافرين من شواطئ الفنيقيين الى كل العالم، وكيف لا وهناك كنيسة أثرية لسيّدة البحار في جبيل وكابيلا صغيرة جداً لسيّدة البحار بالقرب من شاطئ البشّاش وميناء عمشيت بين أشجار النخيل والصنوبر في حرم منزل الاستاذ عبدالله زخيا... تعود لتطلّ سيدة البحار مرتفعةً كنجمة الصبح، تشرق حنانها وعطفها فوق مخاطر البحر وألغازه وأسراره...لتكون الملجأ المعين عند أرتفاع امواج الشدائد... عند مدخل عمشيت، تنظر سيدة البحار نظرة الام الحنون الى البلدة وهي تحمل الطفل الالهي وكأنه على عرش مركب مريم يبارك ويعلِّم ...ويصغي الى تضرعات الصيادين والمسافرين من جهة، والى دقات قلب أمّه مريم من جهة أخرى... تمثال وشخص سيدة البحار هو منارة ساطعة في ليل أمواج الصعوبات... هو قنديل قناديل البحّارة... هو مركب الأمان... هو مرفأ السلام... في الصباح الباكر، رحتُ أزور ميناء عمشيت وأتأمل جمال شخص سيّدة البحار: فرأيتُ بربور البحري يخبر الأسماك عن السماء... رأيت بشارة روحانا الذي أبى أن يموت إلا عند كتف ميناء، فكان فقش الامواج أخر صوت سمعه من سفر هذه الدنيا... رأيتُ فؤاد مرعي وجبرايل القصيفي يغنون "لشمس الشموسة" وفي أيديهم شباك الخير تطعم الصغار الجائعة ليحملوا في الغد راية ميناء قديم، ميناء قديم من عمر الأرجوان... كم أفتخر الْيَوْم بأبي روحانا روحانا وهو حالياً أقدم "البحَّارة " في ميناء عمشيت، يخبرني بتجاعيد حفرتها الشمس والأمواج والرياح: " يا ابني وحدو البحر الهايج بيقفر البحري القبضاي... السعادة بهالدني بتجي بمواج... وحدو صوت البحر بيحكي روحي...يا أبني كل البحَّارة يلّي سبقوني تركو البحر وراحو، بس البحر ما تركن..." الاب فادي روحانا التعديل الأخير تم بواسطة souad jaalouk ; 31 - 07 - 2018 الساعة 10:50 AM |
|