رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مقتطفات من خِطاب شهير ألقاه مارتن لوثر كينج وهو قسيس بروتستانتى أمريكي ناضل من أجل حقوق مواطنيه الزنوج فى أمريكا، وفى أقل من 40 عام يُصبح للسود تلك المكانة العظيمة بأن يتقلدوا أعلى المناصب فى الولايات المتحدة، بل ويُصبح رئيس الولايات المتحدة واحدا منهم!!، فيما شعب عريق يرضخ تحت نير الاضطهاد لقرون طويلة ولا يستطيع أن يشعر فقط بالمساواة والكرامة فى ...أرضه!!.... عجباً ********************* قبل عقود من الزمان، وقّع الأمريكيّ العظيم الذي نقف اليوم تحت ظله الرمزي قرار إعلان تحرير الزنوج، وجاء هذا القرار الهام أملا عظيما للملايين من الزنوج العبيد الذين عانوا واحترقوا بلهب الظلم المزري، جاء كفجر مشرق لينهي سنوات الليل الطويل تحت الأسر، لكن.. وبعد مائة سنة من ذلك الإعلان، يجب أن نواجه الحقيقة المأساوية: الزنجي.. ليس حرا. بعد مائة سنة، مازالت حياة الزنجي مشلولة بقيود العزلة، وأغلال التمييز.. بعد مائة سنة، مازال الزنجي يعيش في جزيرة من الفقر المدقع وسط محيط شاسع من الرخاء الاقتصادي.. بعد مائة سنة، مازال الزنجي يعاني في أنحاء مجتمعه، ومازال يعتبر نفسه منفيا في أرضه.. لقد جئنا هنا اليوم لنعبر عن حالتنا المريعة.. جئنا لعاصمة وطننا لنصرف الصك الذي ورّثنا إياه بناة جمهوريتنا عبر الكلمات الرائعة للدستور وإعلان الاستقلال.. لقد حان الوقت لنرتفع من عزلة الوادي المظلم المهجور إلى طريق العدالة المشمس.. لقد حان الوقت لفتح أبواب الفرص المتساوية لكل أطفال الله.. لقد حان الوقت لرفع وطننا من رمال الظلم العنصري المتحركة إلى صخرة الأخوة المتينة.. سيكون خطأً قاتلا للدولة إن أغفلت الظروف الصعبة التي يعيشها الزنجي واستهانت بإصراره على نيل حقوقه.. لن يمر هذا الصيف الحار على الزنجي الساخط حتى يصل إلى خريف نشط بالحرية والمساواة.. لن يكون العام 1963 النهاية بل سيكون هو البداية.. وسيباغَتُ أولئك الذين يعتقدون أن ما يجري إنما هو تنفيس عن غضب يمارسه الزنوج وأنهم سيعودون لممارسة أعمالهم المعتادة غدا.. ولن ينعم الوطن بالهدوء حتى يحصل الزنجي على كل حقوقه الوطنية.. وستستمرّ رياح الثورة في هز أسس الدولة حتّى اليوم الذي تتحقق فيه العدالة للجميع .. لكنّ هناك شيء يجب أن أقوله لشعبي الذي يقف على العتبة الدّافئة التي تتصدر قصر العدل: للحصول على حقوقنا المشروعة لا يجب أن نتورط في أعمال خاطئة، دعونا لا نحاول إرضاء عطشنا للحرية بالشرب من كأنس القسوة والكراهية. للأبد، يجب أن يقوم صراعنا على الكرامة والانضباط.. لا يجب أن نسمح لاحتجاجنا الخلاق أن يتدهور إلى العنف الجسدي.. دائما يجب أن نرتقي إلى حيث تلتقي قوّة الروح بقوة الجسد.. النضال الجديد الرّائع الذي غمر المجتمع الزّنجيّ لا يجب أن يقودنا للارتياب بالبيض.. كثير من اخوتنا البيض, كما هو ملاحظ بوجودهم هنا اليوم, قد جاؤا مدركين أن قدرهم مقيد بقدرنا، وأن حرّيّتهم لا تنفك عن حرّيّتنا. لا يمكن أن نمشي وحيدين.. لكننا ونحن نمشي، يجب أن نضع تعهداتنا أمامنا.. لا يمكن أن نعود للخلف.. هناك هؤلاء الذين يسألوننا: متى سترضون ؟!! لا يمكن أن نكون راضون أبدًا طالما أن أجسامنا متعبة بالسفر لأننا لا نستطيع الإقامة في فنادق الطّرق السّريعة و فنادق المدن.. لا يمكن أن نكون راضون طالما أن كل ما يستطيعه الزنجي هو الانتقال من حيّ فقير أصغر إلى حي فقير أكبر قليلا.. لا يمكن أن نكون راضون أبدًا طالما أن الزنجيّ في ميسيسبي لا يمكن أن يصوّت.. و الزنجيّ الآخر في نيويورك لا يصوت لأنه يعتقد أنّ لا شيء لديه ليصوت من أجله.. لا، لا، نحن غير راضون.. و لن نكون راضين حتّى تهبط العدالة مثل المياه و تكون الاستقامة مثل السيل العظيم . أنا غير غافل أنّ بعضكم قد جاء محملا بالتّجارب و المحن الكبيرة .. وبعضكم قد جاء من الزّنزانات الضّيّقة .. وبعضكم قد جاء من مناطق حيت تحطم حلم البحث عن الحرية بعواصف الاضطهاد ووحشية الشرطة.. متمرسين أنتم بالمعاناة.. لكن لتستمروا بالعمل مؤمنين بأن المعاناة هي سبيل الإنعتاق. دعنا لا نسكن في وادي اليأس.. أقول لكم أصدقائي، بالرّغم من الصّعوبات و الإحباطات, مازال لديّ حلم .. لديّ حلم أنه في يوم من الأيام ستنهض هذه الأمّة لتعيش معنًى عقيدتها الحقيقيّ : نؤمن بهذه الحقيقة: أنّ كلّ الرّجال خُلِقُوا متساوين.. لديّ حلم أنه في يوم من الأيام وعلى تلال جورجيا الحمراء سيكون أبناء العبيد و أبناء ملاك العبيد السابقين قادرين على الجلوس معا على مائدة إخاء.. لدي حلم أنه في يوم من الأيام أنه حتّى ميسيسبي التي تتصبّب عرقًا من حرارة الظلم والاضطهاد ستتُحَوَّل إلى واحة حرّيّة وعدالة.. لديّ حلم أنّ أطفالي الأربعة سوف يعيشون في يوم من الأيام في دولة لن تعاملهم بلون جلدهم لكنّ بمحتويات شخصيّتهم.. لديّ اليوم حلم. لديّ حلم أنه في يوم من الأيام وفي ولاية ألاباما, التي تنثر شفتي حاكمها عبارات التحلل وإلغاء الآخر, ستُحَوَّل إلى مكان حيث يستطيع أولاد سود صغار وبنات سود صغيرات أن يتصافحوا مع الأولاد البيض الصّغار و البنات البيض الصغيرات ويمشوا معًا كأخوات و اخوة.. لديّ حلم اليوم، لديّ حلم أنه في يوم من الأيام سيعلوا كل واد، وسينخفض كلّ تلّ و جبل، ستتضح الأماكن الوعرة، وستستقيم الأماكن المعوجة، وسيعلن مجد الرّبّ، وسيكون كل الناس معا.. هذا هو أملنا.. هذا هو الإيمان الذي أعود به إلى الجنوب.. و بهذا الإيمان سنخرجُ من جبل اليأس نواة أمل.. وبهذا الإيمان سنحول التنافر في أمتنا إلى سيمفونيّة أخوّة جميلة.. بهذا الإيمان سنعمل معًا، ونصلي معًا، ونقاتل معًا، ونذهب إلى السّجن للدّفاع عن الحرّيّة معًا، مؤمنين بأننا سنكون أحرارا ذات يوم. سيأتي ذلك اليوم حين يستطيع أولاد الله أن يتغنوا بمعان جديدة: وطني.. ارض الحرية الحلوة.. لك أغني.. حيث مات آبائي.. الوطن الذي فاخر به القادمون الجدد.. من كلّ جهة، دع الحرّيّة تصدح.. ولتكن أمريكا أمة حقيقية.. ولتكون كذلك لندع الحرية تصدح من قمم التلال المدهشة في نيوهامبشاير، دع الحرّيّة تصدح من على الجبال العظيمة في نيويورك.. دع الحرّيّة تصدح من مرتفعات اليجينس ببنسلفانيا.. دع الحرّيّة تصدح من جبال روكي المغطّاة بالثّلج في كولورادو.. دع الحرّيّة تصدح من القمم الجذّابة في كاليفورنيا.. دع الحرّيّة تصدح من جبال جورجيا.. دع الحرّيّة تصدح من جبال تينسي .. دع الحرّيّة تصدح من كلّ تلال ميسيسبي.. من كلّ جبل.. دع الحرّيّة تصدح. عندما تصدح الحرية.. عندما نتركها تصدح في كلّ قرية وكلّ ضاحية، في كل ولاية وكلّ مدينة، عندها سنعجل الوصول إلى ذلك اليوم، اليوم الذي يقف فيه كل عيال الله متساويين: البيض والسّود، اليهود وغير اليهود، البروتستانت و الكاثوليك.. حين ذاك سنتصافح ونغني كلمات الأنشودة الزّنجيّة القديمة: "أحرار أخيرًا.. أحرار أخيرًا.. شكرا يا إلهي.. نحن أحرار أخيرًا .." |
|