مرحلة التجربة | تجربة المخدر
1- مرحلة التجربة: حيث يبدأ الإنسان في تجربة المخدر بسبب أو لآخر، وقد ناقشنا في الجزء الأول من هذا البحث الأسباب التي تقود للإدمان مدعَّمة بالقصص الواقعية، فهناك أسباب نفسية، وبيولوجية، واجتماعية، ودينية، وثقافية تقود للإدمان، ومن الأسباب النفسية ذكرنا ما يلي :
أ - الاستعداد النفسي للإدمان، ولا سيما أن هناك شخصيات معرضة بالأكثر للإدمان وهى الشخصية الاكتئابية، والانطوائية، والمكروبة (القلقة المضطربة) والسيكوباتية.
ب - الهروب من التوتر والقلق والاكتئاب.
ج - التأخر الدراسي وغياب الهدف.
د - حب الاستطلاع وروح المغامرة.
ه - الاعتقاد ببعض المفاهيم الخاصة مثل الفهم الخاطئ للحرية، والتسلية والترفيه، والرجولة والشهامة، والجنس. هذا بالإضافة إلى الجهل بأنواع المخدرات وآثارها المدمرة.
ومن الأسباب الاجتماعية للإدمان ذكرنا:
أ - المشاكل الأسرية مثل غياب القدوة وضياع القيم الدينية، والتفكك الأسرى، والتأرجح بين القسوة والتدليل، وإهمال الأبناء وغياب أحد الوالدين أو كليهما بالموت، أو بالانفصال، أو بالوجود الشكلي الغير فعَّال أو بالسفر للخارج.
ب - الاستجابة لضغوط أصدقاء السوء.
ج - الفراغ والبطالة.
د - قبول المجتمع والأسرة لسلوك الإدمان.
ه - سهولة توفر المواد المخدرة.
وغالبًا ما تكون الجرعة الأولى مُقدَمة مجانًا من أحد أصدقاء الشر، وقد يتناولها الإنسان بعد رفض وتردُّد كثير، فيسقط في المرحلة الأولى من الإدمان وهى مرحلة التجربة، وبعدها يشعر بندم شديد يدفعه ويلح عليه بعدم تكرار هذه التجربة مرة ثانية، ومع هذا فقد يضعف ثانية أمام إلحاح الأصدقاء، ولا سيما أن تناول المخدر مرة واحدة يكسر حاجز الخوف لدى الإنسان.
وتدل الإحصائيات العلمية على أن 75-80% من الذين يسقطون في مرحلة التجربة يعودون إلى رشدهم بسبب تبكيت الضمير الشديد، أو بسبب إدراكهم لخطورة الإدمان، أو بسبب عدم توافر المصدر المالي لشراء المواد المخدرة، أو خوفًا من اكتشاف الأسرة للحقيقة المرة، أو بسبب تحسن الظروف السيئة التي كان قد تعرض لها الإنسان ودفعته لتجربة المواد المخدرة.