رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حزقيال نفسه رأى رؤيا المجد، أراه الله إياها على مركبة الكاروبيم [8]. يُعتبَر حزقيال نجمًا لامعًا بين الأنبياء في أرض السبي. يبدأ سفره برؤيا العرش الإلهي ليؤكد الله لشعبه أنه يشتاق أن يشتركوا مع السمائيين في التمتُّع بمجده، ومن جانب آخر فهو غير محتاج إلى الهيكل الذي دَنَّسوه والتقدمات والعبادة ما لم تكن قلوبهم مقدسة له، تتهيَّأ لسكناه. وختم السفر بهيكل العهد الجديد المجيد. هكذا تنبأ حزقيال النبي في أرض السبي، فاتحًا باب الرجاء لشعبه. نظر رؤيا العظام الجافة التي صارت حية وقامت كجيشٍ عظيمٍ جدًا جدًا (حز 37: 8-10). إذ طرد الشعب من وطنه بسبب رجاساته الوثنية وسفكه الدماء تحوَّلت مدنه إلى خراب لا يسكنها أحد، فصارت وكأنها بقعة ملآنة عظامًا كثيرة ويابسة جدًا. بمعنى آخر صارت كأنها قبر مفتوح يضم عظامًا بلا حياة! هذه ليست صورة المدن بل بالأحرى هي صورة الشعب نفسه الذي تشتَّت في مواضع كثيرة بنفسٍ مُحَطَّمةٍ، فصار أشبه بوادي الموت يحوي عظامًا يابسة تحتاج إلى من يقيمها من موتها، ويجمعها من جديد ويهبها الحياة. شعر ابن سيراخ أن الشعب صار في حالة موت، بل صاروا عظامًا يابسة برفضهم الحكمة الإلهية وانشغالهم بالحكمة الباطلة، لكن الربّ وحده قادر أن يلمس هذه العظام اليابسة ويحييهم ويقوموا على أقدامهم وينطلقوا نحو أورشليم العليا. هذا ما تحقَّق بتجسد حكمة الله وتقديم نفسه ذبيحة، وإذ وُضِع في القبر لمس العظام اليابسة التي في الجحيم وانطلق بهم إلى الفردوس. ليت الربّ يدخل كل قلبٍ كما في قبرٍ لينطلق بنفوسنا إلى فردوسه! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أرسل لهم الأنبياء قبل سبي بابل وأكثر منهم من بعد السبي |
حزقيال وتمردهم في أرض السبي |
بعد أن أكد حزقيال حدوث السبي |
حزقيال ومجد الأنبياء الكذبة |
حزقيال قبل السبي |