رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ينقل الراقدين من الجحيم إلي الفردوس إن الله في قيامته، قدس الطبيعة البشرية القابلة للموت، وجعلها قابلة للقيامة.. وقبل القيامة، كان الرب يعمل من أجلنا أيضًا، حتى حينما كان جسده في القبر.. بالموت انفصلت روحه عن جسده ولكن لاهوته لم ينفصل قط لا عن روحه ولا عن جسده. واستطاعت روحه المتحدة بلاهوته أن تعمل عملًا خلاصيًا عجيبًا من أجل الراقدين علي رجاء. كان بموته قد دفع ثمن الخطية، واشترانا بدمه، لذلك كان من حقه وقد فدي البشرية، أن ينقل الراقدين من الجحيم إلي الفردوس. وقد كان. بروحه المتحدة باللاهوت، ذهب إلي الجحيم، ليبشر الراقدين هناك علي رجاء. لقد نزل إلي أقسام الأرض السفلي، وسبي سبيًا (أف 4: 8، 9). وفتح باب الفردوس، ونقل إليه الأبرار المنتظرين في الجحيم، وادخل معهم في الفردوس اللص اليمين أيضًا. حقًا ما اصدق قوله للقديس يوحنا الرائي إن "بيده مفاتيح الهاوية والموت" (رؤ 1: 18) وإن كان قد فتح باب الفردوس، فهو كما قال أيضًا "أسماؤهم مكتوبة في سفر الحياة منذ تأسيس العالم" (رؤ 17: 8) (في 4: 3). حقًا طوبي لهؤلاء الذين أسماؤهم مكتوبة في سفر الحياة. إذ لا سلطان للموت عليهم. قد يقيمون فيه حينًا، كما أقام يونان في بطن الحوت، ثم أخرجه الرب بسلام، دون أن يكون للحوت سلطان علي أذيته..! هكذا أخرج الرب الذين في الجحيم، وبسلطانه علي الفردوس أدخلهم إليه. وهذا العمل العظيم عمله الرب في الخفاء وتهللت له السماء، وتحققت به أقوال الأنبياء، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وفي الخفاء أيضًا قام الرب من بين الأموات. أتت روحه المتحدة بلاهوته، واتحدت بجسده المتحد بلاهوته. وقام بقوة لاهوته، وخرج من القبر المغلق. |
|