*اسأله لماذا اختار يهوذا الخائن؟ لماذا عهد إليه بالخزانة مع معرفته أنه لص؟ هل أخبرك بالسبب؟ اللَّه يحكم حسب الحاضر لا حسب المستقبل. إنه لا يستخدم سابق معرفته ليدين إنسانًا مع معرفته أنه فيما بعد يفعل ما لا يسره.
لكنه في صلاحه ورحمته التي لا يُنطق بها يختار إنسانًا يعرف أنه إلى حين هو صالح، لكنه سيتحول إلى الشر، مقدمًا له فرصة التغيير والتوبة. هذا ما يعنيه الرسول بقوله: "غير عالم أن لطف اللَّه إنما يقتادك إلى التوبة؛ ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضبًا في يوم الغضب واستعلان دينونة اللَّه العادلة، الذي سيجازي كل واحدٍ حسب أعماله" (رو4:2-6).
آدم لم يخطئ لأن اللَّه سبق فعرف أنه سيفعل هكذا. اللَّه بكونه اللَّه سبق فعرف ما سيفعله آدم بكامل حرية إرادته.
القديس جيروم