من حكايات أبونا يوسف أسعد
أحد الشباب ذهب الى الدير للرهبنة ومكث فى الدير ثلاثون سنة ولم تتم رسامته(رهبنته) لكن فى خلال هذه الثلاثين سنة كان يعمل طباخاً فى الدير وأبونا الذى كان يرعاه ويرشده قال له أن يعلق سلسلة فى رقبته فيها دفتر وقلم لكى كلما يخطىء خطية يكتبها حتى لا ينسى تسجيل خطاياه وكان الرهبان الذين يصغرونه يعاكسونه ويعيروه أنه مرت سنوات طويلة له فى الدير ولم تتم رسامته وبأن الذين أتوا بعده قد تمت رسامتهم فكان يريد عليهم بأنه يشكر الله أنهم ارتضوا أن يقبلوه فى الدير وأنه لو كشف عن أفكاره وخطاياه التى يدونها فى النوتة لطُرد من الدير تنيح هذا الأخ وبعد نياحته ذهب أحد الرهبان يؤنب رئيس الدير لأنه تركه حتى نياحته ولم يرسمه راهباً فقال له رئيس الدير:تعال نذهب الى مقبرته...وأخذه الى المقبرة وقال له:ما رأيك هذا الرجل يقول أنى ظلمتك فرد عليه من المقبرة هذا الطباخ الذى عمل ثلاثون سنة فى مطبخ الدير وقال له:أنا أخذت بركة كبيرة جداً لا أستحقها هكذا رد من المقبرة دليلاً على قداسته فأمر رئيس الدير أن يُخرج من المقبرة ويدفن فى مدافن القديسين رغم أنه لم يُرسَم راهباً لكنه أخذ رتبة القديسين.
فهو نجم لأنه عاش يخدم اخوته بمحبة ويحاسب نفسه ويفكر فى خطيته من أجل المسيح ولم يدين اخوته ولم يشهر بهم لكن شكرهم أنه قبلوه فى وسطهم.
يا عزيزى اقرأ كثيراً فى سير آبائنا القديسين فانى أتمنى أن الشباب لا ينام الا اذا قرأ فى سير الشهداء والقديسين اذ أنهم نجوم فحينما تقرأون حياتهم تمتلى قلوبكم فرحاً أنهم بشر مثلنا عاشوا تنفيذ الوصية وأطاعوا باخلاص وأحبوا المسيح فتلتهب قلوبكم أنتم أيضاً بمحبة المسيح.