رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا شنودة الثالث الذين يحبون المديح درجات في الخطأ النوع الخامس: هناك أنواع أصعب من ذلك الإنسان الذي يمدح نفسه – فمديح النفس على درجتين. درجة فيها يمدح الإنسان نفسه بما فيه فيظل يتكلم عن أفعاله المجيدة التي عملها وعن صفاته الفاضلة. والدرجة الثانية فيها يمدح الإنسان نفسه بما ليس فيه فينسب آلي نفسه فضائل غير موجودة عنده، أو يذكر صفات جيده عنده يظل يبالغ ويكبر فيها، أو أن ينسب عمل غيره آلي نفسه،مثال ذلك: اذا كنت مشتركا في عمل حسن فعندما تحكى الموضوع قد لا تقول أنك اشتركت في عمل جيد، ويكون ذلك مديحا لنفسك فقط. بل قد تزيد قليلا وتركز كل العمل على نفسك، كأن كل الباقين الذين اشتركوا معك لم يكن لهم وجود ولا مجهود. بل في بعض الأوقات يحدث أكثر من ذاك فأنت تنسب كمية كبيرة من العيوب آلي غيرك وتتهمهم بالتقصير أو الضعف وتخفى حقهم. كأن تقول عن إنسان عن غير حق أنه لم يستطع أن يتكلم، وكان متلعثما حتى تضايق الناس منه، ثم تدخلت أنا وقلت الرد الصحيح. معنى ذلك أنك كنت سيد الموقف وغيرك أخطأ. مثل ذاك الإنسان لم يمدح ذاته فقط بل مدح ذاته وشنع بالآخرين. راهب قديس كان ينكر ذاته جدا، فلما كان يعمل عملا حسنا، ويعرف أن الناس سيمدحونه عليه، كان يشرك آخر معه في العمل ولو بقدر ضئيل جدا، أو في نهاية العمل يطلب من أحد أن يساعده، ثم اذا سئل عن العمل بعد نهايته، يقول "الله يبارك (فلان) الذي عمل هذا العمل" وينسب اليه الفضل حتى يبعد عنه مديح الناس. وهناك مثل آخر واضح لمحبة المديح وهو لعبة كرة القدم. فأن كان فريق يلعب وهو محب للمديح، فانه سيفشل جميعه لان كل واحد سيجرى بالكرة بمفردة كى يصيب الهدف بنفسه فتضيع منه. ولاعب آخر قد يسير بالكرة وحدة، وبجوار المرمى يمرر الكرة لاحد زملائه فيكسب الهدف. فيمدح هذا الأخير على الرغم من أنه لم يعمل شيئا بينما الاول هو الذي عمل كل شىء فاذا كان هذا في الروح الرياضية فكم تكون في الناحية الروحية. وهذا النوع من الإنسان الذي يمدح ذاته متجاهلا كل الظروف المحيطة والأشخاص المساعدين وينسب كل شىء آلي نفسه، يهدم حق الله في هذا العمل فهو ينسى جانب الله، كما ينسى الظروف المساعدة لنجاح العمل، ويركز كل شىء على نفسه، ويمدح نفسه بما ليس فيه. |
|