رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يقول مُعلّمنا متى: " وَآخَرُونَ قَطَعُوا أَغْصَاناً مِنَ الشَّجَرِ وَفَرَشُوهَا فِي الطَّرِيقِ " (مت21:8) دون تحديد لنوع الأغصان ، ولكن في أُورشليم كانت تنمو أشجار الزيتون، والمسيح الزارع السماويّ جاء ليغرس الزيتون الصغير بقوَّته الإلهيّة ، وكل غرس يغرسه في الحقل الإلهيّ يُعلن: " أمَّا أَنَا فَمِثْلُ زَيْتُونَةٍ خَضْرَاءَ فِي بَيْتِ اللهِ " (مز8:52). وإن كان الزيتون يرمز إلى الألـم لمرارته ، إلاَّ أنَّه يرمز أيضاً إلى السلام ، فالحمامة التي أرسلها نوح من الفلك، عندما غطّت مياه الطوفان الأرض، عادت إليه وهى تحمل غصن زيتون أخضر في فمها، فعلم نوح أنَّ المياه قلّت عن الأرض (تك11:8)، فكان ذلك إشارة إلى حلول سلام الله على الأرض، ومنذ ذلك الوقت قد صار غصن الزيتون شعار السلام وعلامته، وشجرة الزيتون علامة تُشير إلى النجاح والبركة الإلهيّة ، ولهذا يقول الله: " أَكُونُ لإِسْرَائِيلَ كَالنَّدَى.. وَيَكُونُ بَهَاؤُهُ كَالزَّيْتُونَةِ " (هو6:14)، وتُشير أيضاً إلى الرحمة وهذا يعني: إننا لن نحيا فى سلام إلاَّ من خلال آلام المسيح ، فعن طريق الآلام تم الفداء، ومن ثمار الفداء عودة السلام إلى الأرض مرّة ثانية، بعد أن ساد عليها الخوف سنينَ طويلة.. ولهذا عندما وُلِدِ المسيح شقّت الملائكة ببهائها ظلام الليل فحوَّلوت الأرض سماء وملأت الكون بتسابيحها الروحيّة، وعزفت على قيثارات الحُب تسبيح المجد والفرح والسلام " الْمَجْدُ لِلَّهِ فِي الأَعَالِي وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ " (لو14:2). وعند استقبال الشعب السيِّد المسيح اختلط سعف النخيل بأغصان الزيتون، وكأنَّ روح النصرة قد امتزجت بروح السلام، إذ دخل الأسد لكي يرقد في القبر ففزع الموت ، وانفتحت أبواب الجحيم، فصار سلاماً فائقاً للنفس بارتفاعها فوق الموت، ودخولها إلى حضن الآب في مصالحة أبديّة. ولَعَلَّ أغصان الشجر هنا تُشير إلى نبوّات العهد القديم، التي نقتطعها لكي تفرش لنا طريق دخول المسيّا المخلّص إلى قلوبنا ، فما كان ممكناً للعالم أن يتقبّل ربّنا يسوع بكونه المسيّا المُخلّص، لو لم تُفرشْ هذه النبوّات أمامه في أذهاننا وقلوبنا لتُعلن عن شخصه. |
|