|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ظهور الرب يسوع مع بولس رسول في الطريق الى دمشق بعد ميلاد كنيسة العهد الجديد رجم استفانوس رئيس الشمامسة وأول شهداء المسيحة بعد ميلاد كنيسة العهد الجديد ، وإزداد الإضطهاد والخوف فتشتت التلاميذ وبعض المؤمنين ، والذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة. لقد كان استشهاد استفانوس انتصارا ” للقطيع الصغير”. لأن تدبير الله يعلو على تدبير البشر مهما كانوا. وتأمل شاول نتيجة عمله فازداد غيظه اشتعالًا لأن الكارزين في هروبهم من بطشه حملوا البشرى إلى البلاد التي لجأوا إليها ، كقول الكتاب ” وأما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب إستفانوس فاجتازوا إلي فينيقية وقبرص وأنطاكية وهم لا يكلمون أحدا بالكلمة إلا اليهود فقط . ولكن كان منهم قوم وهم رجال قبرصيون وقيروانيون الذين لما دخلوا انطاكية كانوا يخاطبون اليونانيين مبشرين بالرب يسوع . وكانت يد الرب معهم فآمن عدد كثير ورجعوا إلي الرب “( أع 19:11-21) . وبعد بضعة شهور من استشهاد القديس استفانوس ، خرج شاول مع جماعته قاصدًا دمشق. كان عليه السفر مدة أسبوعين من اورشليم الى دمشق عبر الجولان… على هذا الطريق الذي يحمل الكثير من الذكريات. فقد سار عليه أليعازر وكيل أبونا إبراهيم (تك 1:24-10) الذي كلفه أبونا ابراهيم واستحلفه بالرب أن يذهب إلي عشيرته في أرام النهرين إلي مدينة ناحور ويأخذ لأبنه إسحق زوجة ، كما سار علي نفس الطريق نعمان السرياني (2مل 1:5-14) الذي شفاه الله من البرص بواسطة أليشع رجل الله . ولكن شاول لم يكن في حالة نفسية تمكنه من استعادة الذكريات ولا من الاستمتاع بجمال الطبيعة الذي خلقها الله ، فهو ذاهب لاصطياد “أتباع الطريق” ، وكان قلبه مفحما بالغيظ والكراهية والإنتقام . أخيرا وصل شاول مع جماعته إلى قمة تل كوكب الذي يبعد عن دمشق حوالي 18 كم على طريق القنيطرة او القنطرة الموصلة الى الجولان ففلسطين، من كوكب كان يستطيع منها أن يرى دمشق. وفجأة وفي وقت الظهيرة والشمس ساطعة ” أبرق حوله نور من السماء . فسقط علي الأرض وسمع صوتًا قائلا له شاول شاول ، لماذا تضطهدني فقال: “من أنت يا سيد”. فقال الرب:” أنا يسوع الذي أنت تضطهده، صعب عليك أن ترفس مناخس”. فقال وهو مرتعد ومتحير “يا رب ماذا تريد أن أفعل”. فقال له الرب:” قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي أن تفعل. ” (أع3:9-6). لقد اهتزّ كيان شاوول القاسي والمضطهد كله لأنه رأى ربنا يسوع المسيح بالجسد الروحاني الممجد وهو في بهاء مجده ، كلمه وشاهده بالعين المجردة وهو في كامل يقظته ووعيه. ” فنهض شاول عن الأرض، كان وهو مفتوح العينين لا يبصر أحداً. فإقتادوه بيده وأدخلوه إلي دمشق. وكان ثلاثة أيام لا يبصر فلم يأكل ولم يشرب ” (أع8:9-9). يبدوا أن شعاعاً من النور اخترق ندمه وألمه. شعاع المحبة الحانية الغافرة التي أظهرها ربنا يسوع المسيح في مجيئه إليه، ولم ينسى شاول هذه المحبة الغامرة مدى حياته. فسلام الله قد تسرب إلى قلبه، وانتهت الأزمة به إلي رجل راكع يبكي حين أبلغه القديس حنانيا الرسول ماذا يجب عليه أن يفعل. وكان الطريق إلى دمشق هو الفيصل الذي غير مجرى حياته من خلال تلك المقابلة الرهيبة الوجاهية مع الرب يسوع… والرؤيا فائقة الضياء التي جعلته يفقد البصر وغيرت لاحقاً كل مجريات حياته (أعمال الرسل فص9) وصرخة الرب يسوع:” شاول شاول لماذا تضطهدني . فقال له من أنت يا سيد . فقال الرب أنا يسوع الذي أنت تضطهده . صعب عليك أن ترفس مناخس . ” (أع 3:9-5). وكلمة مناخس هي المنخاس الحديد الذي يلبسه الفارس في مؤخرة حذائه ، والذي بواسطته يستطيع الفارس السيطرة علي الفرس الذي يمتطيه للجري بأقصي سرعة، والفرس لا يستطيع ان يرفس المنخاس لأنه سوف يؤلمه ويؤذي نفسه، وفي هذا إشارة إلي قلب شاول الطرسوسي الذي كان ينخسه لمحاربة أهل الطريق ومحاولة القضاء عليهم بشتي الطرق، داخل وخارج أورشليم، ولذلك ظهر له الرب لأن الرب هو الذي يقودنا في موكب نصرته. كان لقاء الرب يسوع المسيح شخصياً مع شاول في الطريق إلي دمشق سبباً في انقلاب حياته، وتغير من مضطهد لأهل الطريقة الجديدة إلى مؤمن بهذه الطريقة وكارز ومبشر بالمسيح في كل الإمبراطورية الرومانية لأن الرب عينه رسولا للأمم وقد قام بثلاث رحلات تبشيرية.تقابل شاول مع القديس حنانيا الرسول في دمشق في الزقاق المستقيم، وكان الرب قد قال للقديس حنانيا قبل أن تتم هذه المقابلة أن شاول هذا أناء مختار ليحمل أسمي أمام أمم وملوك بني إسرائيل لأنني سأريه كم ينبغي أن يتألم من أجل أسمي (أع1:9- 17) وبالفعل جاز القديس بولس الرسول آلاماً كثيرة وضيقات وشدائد من أجل المسيح، وكان يتقبل هذه الآلام بفرح حتى استشهد بقطع رأسه في روما سنة 67 م. بأمر من نيرون الملك الطاغية من أجل شهادته للمسيح. وقد سار على هذا المنوال رسل المسيح له المجد، وأيضا خلفاؤهم . كيف لا وأن نور من السماء أشرق عليه وحاوره يسوع وأقنعه بأنه اضعف من ان يرفس مناخس وانه الرب يسوع المسيح الموعود، القائم من بين الأموات، وكانت دمشق هذه المدينة السورية مكان الوعد بأعادة نظره من قبل اول اسقف على دمشق لأول جماعة مسيحية بعد اورشليم وهو الرسول حنانيا الذي عمده في بيت يهوذا الدمشقي في الشارع المستقيم ومن حينها عرف باسمه (بولس) واقترنت دمشق باسم بولس الرسول ففي طريقها شاهد وحاور الرب يسوع، وفيها نال الخلاص بمعمودية الماء والروح، ومنها انطلق للتبشير في كل المسكونة. عندما سأل شاول الرب يسوع يارب ماذا تريد أن أفعل فقال له الرب قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي أن تفعل . ثم قال الرب في رؤيا لتلميذ اسمه حنانيا كان موجودا بدمشق ” يا حنانيا . فقال هاأنذا يارب . فقال له الرب قم واذهب إلي الزقاق الذي يقال له المستقيم واطلب في بيت يهوذا رجلا طرسوسياً اسمه شاول . لأنه هوذا يصلي وقد رأي رؤيا رجلا اسمه حنانيا داخلا وواضعا يده عليه لكي يبصر. … . فقال له الرب اذهب . لأن هذا لي إناء مختار ليحمل اسمي أمام أمم وملوك وبني إسرائيل . لأني سأريه كم ينبغي أن يتألم من أجل إسمي .” (أع10:9-16) . لم يقول الرب لشاول ماذا يفعل بل أرسل القديس حنانيا الرسول لأن ربنا يسوع المسيح يحترم ” سلطان الحل والربط ” الذي منحه لتلاميذه وكذلك أراد هنا أن يعلمنا احترام السلطان الذي أعطاه للتلاميذ ولخلفائهم من بعدهم وهو” سلطان الحل والربط “. كان ارسال حنانيا إلي شاول لكي يصلي عليه ويشفيه ويجعله يبصر مرة أخري ويعطيه الحل ويعمده ويمتلئ من الروح القدس ويرشده للكرازة بإسم الرب (أع16:22)، (أع17:9)، وكان ذلك عام ( 35م). كما ان الرب عندما أرسل القديس حنانيا الرسول قال له ” قم واذهب إلي الزقاق الذي يقال له المستقيم واطلب في بيت يهوذا رجلا طرسوسيا اسمه شاول . لأنه يصلي.” (أع 11:9) . وهذا يوضح لنا أن المسيح يسوع ربنا هو الله العالم بكل شئ في حياتنا ، يعلم أين نوجد وماذا نعمل وكيف نفكر ولا ‘يخفي عليه شئ ولذلك فهو الوحيد ولا أحد سواه الذي يستطيع أن يدين العالم لأنه هو الوحيد الذي يعلم بخفايا الأمور ، كذلك ، لأن” الآب قد أعطي كل الدينونة للإبن ” (يو22:5). والمعني الذي ‘يفهم من أن الاثنين عشر تلميذا سيجلسون علي الكراسي يدينون اسباط اسراييل الاثني عشر في اليوم الأخير هو أنهم سوف يجلسون علي الكراسي ‘يخجلون و‘يحرجون أسباط إسرائيل ونسلهم لأنهم لم يؤمنوا بالرب عند مجيئه الأول ، لأنه ” إلي خاصته جاء وخاصته لم تقبله “(يو 11:1) “وأما شاول فكان يزداد قوة ويحير اليهود الساكنين في دمشق محققا أن هذا هو المسيح. ولما تمت أيام كثيرة فتشاور اليهود ليقتلوه . فعلم شاول بمكيدتهم . وكانوا يراقبون الأبواب نهارا وليلا ليقتلوه . فأخذه التلاميذ ليلا وأنزلوه من السور مدلين إياه في سل” (أع22:9 – 25 ) انطلق الى العربية هارباً من اليهود الدمشقيين الذين كانوا يودون اغتياله، فهربه جاورجيوس بواب الباب الواقع على يمين “الباب الشرقي” في سور دمشق والمعروف حالياً باسم “باب بولس” بأن دلاه بزنبيل ( سل كبير) بمعونة التلاميذ الى خارج السور فهرب الى منطقة العربية (حوران وشرق الاردن…) فكان مصير البواب جاورجيوس الاستشهاد رجماً ودفن فيه وتحول مكان دفنه الى المقبرة المسيحية في دمشق منذ تاريخه حيث صار المسيحيون يدفنون موتاهم حول ضريحه واليوم معروف باسم مقبرة القديس جاورجيوس. |
|