رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التَّطبيق التَّاريخي للنَّص الإنجيلي: لمَثَل وَليمة المَلِكٍ تطبيق تاريخي حيث أنَّ يسوع يدعو الشعب اليهوديّ في شخص ممَثَليه الرَّسميين إلى وليمة العُرْس، إلى عيد الخلاص وما سيحمل معه من فرح. فرفض، فجرّ عليه رفضُه الكارثة. إذ يروي هذا المَثَل رداً على الشُّكوك التي أثارتها مخالطته للخَطأة والعَشَّارين لدى الفِرِّيسيِّين (الأتقياء) والكتبة (اللاهوتيون) ورؤساء الشعب الدينيّون (الكهنة)، فهؤلاء لم يدركوا أهمية دَعْوة الله فلم يلبُّوا الدَعْوة. كشف المَثَل أنَّ الرَّفض يمنع النِّعْمة عن الأبرار. عندئذ قبل الله، بدلاً منهم، العَشَّارين والخطأة والزناة والوَثَنِيِّين، لأنهم انفتحوا على نداء يسوع وتبعوه طوعًا (لوقا 15: 1-2). ومن هنا تتعدّى دَعْوة الله كل الحدود الاجتماعية والدِّينية. كُلُّنا مدعوُّون إلى وليمة الرَّبّ، كل الذين على ملتقى الديانات والحضارات، كل الأشرار والأخيار، كما جاء في نبوءة أشعيا: " وفي هذا الجَبَلِ سيَضَعُ رَبُّ القُوَّات لِجَميعِ الشُّعوبِ مَأدُبَةَ مُسَمَّنات مَأدُبَةَ خَمرَةٍ مُعَتَّقَة مُسَمِّناتٍ ذاتِ مُخٍّ ونَبيذٍ مُرَوَّق" (أشعيا 25: 6). امتدت الدَعْوة إلى العابرين الذين لم يكن شيء يهيّئهم لمَثَل هذا الامتياز. يمَثَل هؤلاء العابرون صغار القوم داخل الشعب اليهوديّ (الخطأة، العشّارون). كما يمَثَلون المَسيحيِّين الذين دُعوا كلهم لكي يدخلوا إلى المَلكُوت. في هذا النصّ سخاء الرَّبّ وبِرّه وتأكيدًا مُطلقًا لمجانيّة عطائه تجاه تفكير الخصوم الذين يستندون إلى استحقاق أعمالهم. التَّضاد بين المَدعُوِّينَ المتوقَّع أن يأتوا ويرفضوا تلبية الدَعْوة، وبين المَدعُوِّينَ غير متوقع أن يأتوا ويلبُّون الدَعْوة؛ وهذا الأمر ينطبق على كل تاريخ بني إسرائيل. وهذا التَّضاد لا يقوم في داخل فئات شعب بني إسرائيل فقط، بل أيضا بين إسرائيل والشعوب الأخرى. ويحكم هذا المَثَل بشكل ضمني على رؤساء الشعب وأحبار اليهود، لأنهم رفضوا دَعْوة المسيح فتوجهت البِشَارة إلى الوَثَنِيِّين. يُوجّه يسوع تعليمه ليس لليهود فقط إنما أيضًا إلى تلاميذه: يحذرّهم أنه لا يكفي أن يكونوا مدعوّين ويقولوا "نعم" (على مستوى الكلام لا العمل) لكي يتأمّن لهم الخلاص والمُشاركة في وليمة العُرْس. أجل، لا يكفي أن نعترف باسم المسيح كي نكون جزءًا من جماعته (ندخل بالمعموديّة إلى قاعة العُرْس)، بل يجب أيضًا أن نلبس حُلّة العُرْس، أي أن نقوم بالأعمَال التي يفرضها البّرّ الجديد (متى 7: 21)، وأن نحبّ بالعمل والحقّ. وإلاّ، قد نطرح خارجًا، ونستبعد عن المَلكُوت إلى الأبد، حتى لو دخلناه كما دخله عابرو الطريق. لأنه يقال لنا في تلك الساعة: " يا صديقي، كَيفَ دخَلتَ إلى هُنا، ولَيسَ عليكَ لِباسُ العُرْس "؟ (متى 22 13). |
|