رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المعاني الروحية للسمكة في المسيحية
السمك من المخلوقات التي خلقها الله وسلط عليها الإنسان كما سلطه على الحيوانات وكل ما يدب على الأرض ( تك 1 : 26) السمك في حياة المسيح كان للسمك مكانة خاصة عند السيد المسيح ، فقد ذكر عنه أنه أكل سمكا بعد قيامته( لو 24 : 42 ، 43 ) وقد كان علي الأقل أربعة من تلاميذ السيد المسيح يشتغلون بصيد السمك ، فالمسيح اختار بعضا من تلاميذ من أرب هذه الحرفة ، ليجعلهم صيادي الناس بدلا من صيادي سمك " هلم ورائي فأجعلكما صيادي الناس " . كما بارك في الخمس خبزات والسمكتين " فأمر الجموع ان يتكئوا علي العشب ، ثم أخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك وكسر وأعطي الأرغفة للتلاميذ والتلاميذ للجمع " ( مت 14 : 19 ) ، وبارك مرة ثانية في السبع خبزات وقيل من صغار السمك .( مت 15 : 36 ) . وكانت اول معجزاته مع تلاميذه هي صيد السمك الكثير " فأجاب سمعان وقال له يا معلم قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئا ولكن علي كلمتك ألقي الشبكة ، ولما فعلوا ذلك امسكوا سمكا كثيرا فصارت شباكهم تتخرق " ( لو 5 : 5 ، 6) ، وآخر معجزاته لهم هي صيد ( 153 ) سمكة ( يو ( 21 : 8 – 11 ) . وعندما طلبوا منه أن يدفع الجزية ، سددت ضريبته سمكة " أذهب إلي البحر والقي صنارة والسمكة التي تطلع أولا خذها ومتي فتحت فاها تجد إستارا فخذه وأعطهم عني وعنك ( مت 17 : 27 ) . السمك كرمز للمسيح ·الحروف اليونانية لكلمة سمكة ( اخثوس ) مشتقة من الحروف الأولية للكلمات اليونانية التي تعني " يسوع المسيح أبن الله المخلص ·تشبيه السيد المسيح بالسمكة فهو تلك السمكة التي اعتادنا أن نطلق عليها أسم سمكة " طوبيا " التي تشير إليه ، وقد أخرجت مرارتها الشياطين من سارة زوجة طوبيا ( طو 8 : 2 ، 3 ) . ·ولا ننسي أن السمك أحد العنصرين الذين قدمهما السيد المسيح طعاماً للجماهير ليشبعهم رمزاً عن نفسه طعام الحياة ( يو 6 : 5 – 15 ) ، أما العنصر الأول فكان " خمسة أرغفة من الشعير " المعاني الروحية التي تربط بين السمك والسيد المسيح : إن السمك وهو مائت لكنه غير فاسد ، والمسيح الذي مات لم ير فساداً ، وكما أن ملوحة السمك هي التي حفظته من الفساد ، هكذا أيضاً لاهوت المسيح حفظ ناسوتة المتحد به من التعفن والتحلل أي حفظه من الفساد . السمك حيوان لكنه لا يلد كما تلد الحيوانات الأخرى ، إنما يبيض كما تبيض الطيور ، لهذا يجمع السمك بين طبيعتي الطيور السمائيه والحيوانات الرضية ، وفي هذا إشارة للمسيح الذي كان له طبيعته واحدة من طبيعيتين إحداهما سمائية والأخرى أرضية ، ألم يقل معلمنا بولس الرسول " . وإذا تأملنا في طريقة ولادته ، نجد أن السمك يلد دون اجتماع الذكر بالأنثى ، فالأنثى تضع البيض ثم يأتي الذكر ويلقحه فيتم إخصابه ، وهذا إنما يشير إلى رب المجد يسوع الذي ولد من عذراء لم تعرف رجل " لما كانت مريم أمة مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلي من الروح القدس " (مت 1 : 18 ) ( ( لو 1 : 34 ) . إذا خرج السمك من البحر إلى اليابسة ، يكون قد خرج من الحياة إلى الموت ، ولماذا يموت ؟ أليس لكي يكون طعاماً للإنسان ! وهكذا أيضاً السيد المسيح أبن الله ، خرج من حضن الآب إلى أرضنا الجافة المقفرة ، لكي يموت عوضا عنا ، ويعطينا جسده لنأكله ، لا لنحيا حياة أرضية ، وإنما لنحيا حياة أبدية ( يو 16 : 51 ) . يعتبر السمك الطعام الوحيد ، الذي لا تمنع أي ديانة أكلة ميتاً ودمه فيه ، دون أن يحسب هذا نجاسة ، ودون أن يتعارض مع نواهي الكتاب المقدس الذي يأمر أن يمتنع عن الدم والمخنوق ( أع 15 : 29 ) ، والمسيح وهو في جسم البشرية سمح أن نأكله لحماً ونشربه دماً ( مت 26 : 26 – 28 ) . للسمك أسلوبان في صيده ، فقد تمسكه صناره ، وقد تقتنصه شبكة ، وإنما يشير إلى عمل المسيح الكرازى في جذب النفوس ، فكثيراً ما يجذبهم عن طريق العمل الفردي ( الصنارة) أو عن طريق العمل الجماعي (الشبكة) . ولا ننسي أنه عن طريق سمكه ( حوت ) نجا يونان النبي ، ومرارة سمكة طوبيا أخرجت الشياطين من سارة ، وفي هذا إشارة إلى الذين خلصوا بكرازة المسيح ونجوا من قبضة إبليس ، إشارة أيضاً إلى الذين أخرج منهم الشياطين . السمك كرمز للمؤمنين كما ترمز السمكة إلى المؤمنين ، ففي ( مت 13 : 47 ) أستخدمها السيد المسيح رمزاً لشعبه إذ قال : " يشبه ملكوت السموات شبكة مطروحة في البحر وجامعة من كل نوع ، والمقصود بكل نوع هنا أنواع البشر المختلفة ، وفي ( لو 5 : 10 ) أكد له المجد نفس المعني وذلك بقوله لبطرس : " من الآن تكون تصطاد الناس " ، وفي هذا المعني يقول القديس كيرلس الأورشليمى " عن السيد المسيح يصطادنا كما بسناره لا ليقتلنا وإنما ليقمنا أحياء بعد أن نموت " . السمكة كرمز للإيمان وقد رمز المسيحيون الأولون بالسمك إلى إيمانهم ، فكان السمك علامة التعارف بينهم ، فالتقليد يذكر لنا : عن المسيحي في عصور الاضطهاد كان عندما يتقابل مع نظيرة المسيحي ، يرسم له رأس ونصف جسم سمكة ، فيبادله الآخر برسم نصفها الثاني مع ذيلها ، فيتعارف الاثنان على أنهما مسيحيان . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ما هى المعانى الروحية فى عقيدة الشفاعة |
المعاني الروحية لأقوال الله |
المعاني الروحية في طقس القداس الإلهي |
ما هى المعانى الروحية فى الشورية |
المعانى الروحية لصوم الرسل |