نشتم من هذه الكلمات تأكيد الله لإرميا ألا يحكم قبل الوقت. فإن انتظر يرى حكمة الله وأيضًا عدله الممتزج بالحب والرحمة!
كأن الله يسأل نبيه إرميا ألا يضطرب بمثل هذه الأسئلة وهو يتطلع إلى بني قومه يقاومونه ويغدرون به، فإنه مُرسل لخدمة الشعوب كما سبق فأخبره: "جعلتك نبيًا للشعوب" (إر 1: 5). بمعنى آخر كأن الله يقول له: إني أتعجب أنك تتساءل في هذه الأمور الصغيرة، وأنا أرسلتك لخدمة الشعوب. عوض الانشغال بهده التساؤلات احرص على تتميم رسالتك العظيمة التي ائتمنتك عليها. ارتفع بنعمتي فوق الأمور التي تشغل بني البشر وذلك بإدراكك لمركزك الجديد الذي قدمته لك.