عيناه كالحمام على مجاري المياه، مغسولتان باللبن، جالستان في وقبَيْهما
"عيناه كالحمام على مجاري المياه مغسولتان باللبن جالستان في وقبيهما" (5: 12) ليس مثل العين يعبّر عما يكنه الإنسان في باطنه.. إنها في صمتها تتكلم بلغة أكثر وضوحًا من كلام الشفتين.. في سفر الرؤيا رأى يوحنا وسط العرش خروف قائم كأنه مذبوح له سبعة أعين هي سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض (رؤيا 5: 6). إن عدد 7 يشير إلى الكمال " لأن عيني الرب تجولان في كل الأرض ليتشدد مع الذين قلوبهم كاملة نحوه (2 أي 16: 9). لكن ما أكبر الفرق بين عيني العريس كما تصفهما العروس، وبين عينيه اللتين رآهما يوحنا في جزيرة بطمس " عيناه كلهيب نار" (رؤ 1: 14). إن في هذا الوضع الأخير كمن يقضي وسط الكنائس. إنه في طهارته الفائقة يعمل بسلطانه القضائي لإدانة كل ما لا يتفق مع الحق والقداسة.. أما هنا فنرى عينيه كالحمام في وداعته. أما القول عن عينيه إنهما جالستان في وقبيهما أي مستقرتان في مكانهما، فالمعنى أن نظرته لخاصته ثابتة وليس فيها تغيير، ولا يمكن أن يتغير قلبه من نحوهم وتتحول نظرات محبته عنهم. إنهم في يده ولا يستطيع أحد أن يخطفهم منه.