رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نظرات سلبية من الناس لله ليس بالضرورة بهذه الصورة المطلقة الصريحة، بل كثيرًا ما نتورط فيها جزئيًا أو نسبيًا: فمن لا يعمل لله حسابًا في السر والعلن ويتصرف وكأنه نسى أن هناك من يطالب وأن الأعلى هو فوق الكل، أليس ضمنيًا يتصرف كما لو كان “ليس إله”؟! ومن لا يستشيره في أمور حياته، ولا يفكر في أن يطيعه ويأتمر بأمره، ولا بحث عن مشيئته، ألم يضعه “خارج التفكير”؟! ومن لا يرى الله ظاهرًا في كل صغيرة وكبيرة، ولا يفرق معه أن يميّز تعاملات الله وأموره، ألا يُعتبر الله بالنسبة له “الإله المجهول”؟! ومن يعتبر أن لله جزءًا محدَّدًا في الحياه، قد يسميها “الحياة الروحية”، دون أن يعطيه حقه في الحياة بجملتها، أو أن الله فقط في “الاجتماعات” ألم يقم بـ“تحييز الله”؟! أما عن “الاقتراب الشكلي”، فحدِّث ولا حرج، وكل منا يعرف ضربة قلبه في هذا الصدد، فكم من المرات قالت شفاهنا لله أحلى الكلمات والترنيمات مما لم نكنَّه في قلوبنا بل وعشنا عكسه؟! أما عن “معاداة الله” فهي أمر تمنعنا ثقافتنا الشرقية من أن نُجاهر به، وقد نعتقد أننا أبعد ما نكون عنه بحكم أمور كثيرة، لكن ماذا نقول أمام القول الصريح «أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ ِللهِ؟ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُحِبًّا لِلْعَالَمِ، فَقَدْ صَارَ عَدُوًّا ِللهِ» (يع4: 4)؟! فلنفحص أنفسنا إذن! الله يقترب رأينا أن كل فلسفات الإنسان، وبسبب شره وعناد قلبه وكبريائه، صبَّت كلها في طريق البُعد عن الله. وأصبح التقرير نافذ على الجميع «هَلْ مِنْ فَاهِمٍ طَالِبِ اللهِ؟ ... لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ». على أن الله، لأن لذته في الإنسان، وقلبه لا يرضى بأقل من أن يكون في علاقة حبية مع هذا المخلوق المميَّز المحبوب لقلبه؛ كان يحب أن يتدخل هو. وفي هذا الصدد أكتفي بهذه الآيات البليغة المُبهرة الخالدة التي تغني عن أي إضافة: «لأَنَّ الْمَسِيحَ، إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ (لا يمكننا فعل أي شيء يقربنا منه)، مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ (في كثير من الترجمات بمعنى “بلا إله”)... وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا... وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ» (رو5: 6-10). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لا يستطيع الشرير أن يقترب إلى الله، إذ لا يقبله الله |
أن يقترب إلى الله |
محب الصمت يقترب من الله |
ملكوت الله يقترب |
تسع طرق يقترب بها البشر من الله |