رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هي الأصوات الوهمية التي نسمعها داخل رأسنا؟ جميعنا يستمع باستمرار إلى الصوت الذي يتحدث داخل رؤوسنا. هذه الأصوات الوهمية التي تُشبه إلى حدٍ كبير الكلام العادي لكنها لا تُنطق بصوتٍ مرتفع، ولا تحتاج إلى شفاه ولسان ليتم نُطقها، بل تُشبه إلى حدٍ كبير حوار داخلي يقوم به عقلك معك. ما هذه الأصوات؟ ولماذا نسمعها باستمرار؟ ما هي الأصوات الوهمية التي نسمعها داخل رأسنا؟ في ثلاثينيات القرن العشرين، تخيّل عالم النفس “ليف فيجوتسكي” أن الكلام الداخلي سببه استيعاب الكلام الخارجي، وطرح فكرة أن الأصوات الوهمية داخل رأسنا تمر بنفس عملية تكوين الكلام الخارجي حتى يتم نطق الكلمات بصوت مرتفع، وقد يكون هناك بعض الحقيقة في هذه النظرية! من المُدهش أن الكلام الداخلي يُسبب حركة صغيرة في عضلات الحنجرة بصورة تُشبه إلى حدٍ كبير ما يحدث عند نطق الكلام الخارجي. عندما “يتحدث” هذا الصوت في رأسنا، فإن نفس الجزء من الدماغ الذي نستخدمه في الكلام الخارجي يكون نشطًا أيضًا للكلام الداخلي. هذا يعني أن الكلام الداخلي يشترك بالفعل في الكثير من أوجه التشابه مع الكلام الخارجي من حيث طريقة عمل أدمغتنا وتفاعل أجسامنا. دراسة حديثة أجراها علماء في فنلندا قاموا خلالها بمسح أدمغة المشاركين الذين يُعانون من هلوسات سمعية ثم طُلب منهم تخيّل نفس الصوت عن قصد. أظهرت النتائج أنه في حين أن أجزاء متماثلة من الدماغ قد أضاءت في الحالتيْن، لكن الفرق الرئيسي كان في منطقة المحركات التكميلية، التي كانت أقل نشاطًا عندما سمع الأشخاص هذه الأصوات. هذا يدعم النظرية القائلة بأننا نعتمد على إشارات من هذا الجزء من الدماغ من أجل التعرف الصوت الداخلي باعتباره صوتنا. أخيرًا، الأصوات الوهمية التي نسمعها باستمرار داخل رؤوسنا ليست هلوسات سمعية، إنما هي نتاج التفكير في العقل. قد يتحوّل الصوت إلى أمر مزعج ويتسبب بإصابة المرء باضطرابات نفسية، في حال تحوّل إلى مصدر للأفكار السلبية والمخاوف في نفس الإنسان. في هذه الحالة، على الشخص أن يطلب المساعدة من مختص نفسي لتعلّم كيفية تحويل هذا الصوت إلى أفكار إيجابية. |
|