رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عقوبة أم تأديب إن العقوبة الأرضية في أحيان كثيرة تدفع الإنسان للتوبة، وهي أيضًا تعطي الآخرين عبرة بسبب هلاك الشرير، لعل غيره من الأشرار يتعظون، وخير مثال على ذلك أن نبوخذنصر، بعدما عاقبه الله رجع عن شره، وأعطى المجد لله، قائلًا: "وَعِنْدَ انْتِهَاءِ الأَيَّامِ، أَنَا نَبُوخَذْنَصَّرُ، رَفَعْتُ عَيْنَيَّ إِلَى السَّمَاءِ، فَرَجَعَ إِلَيَّ عَقْلِي، وَبَارَكْتُ الْعَلِيَّ وَسَبَّحْتُ وَحَمَدْتُ الْحَيَّ إِلَى الأَبَدِ، الَّذِي سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ، وَمَلَكُوتُهُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ" (دا 4: 34). العدالة في أتمِّ صورها. العقوبة الأرضية على الخطية ليست هي القصاص العادل للخطية، لأن قصاص الله العادل لن يكون كاملًا إلا في السماء، وذلك بالهلاك الأبدي للأشرار، لأن أجرة الخطية ليست موت جسدي فقط، لكنها موت، وهلاك أبدي، كقول الكتاب: "الَّذِينَ سَيُعَاقَبُونَ بِهَلاَكٍ أَبَدِيٍّ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ وَمِنْ مَجْدِ قُوَّتِهِ" (2تس 1: 9). وقد وصف الوحي الإلهي شدة الانتقام الأبدي في السماء، بأنه انتقام سبعة أضعاف، لأن رقم 7 يشير إلى كمال الأمر، كقوله: "... لِذلِكَ كُلُّ مَنْ قَتَلَ قَايِينَ فَسَبْعَةَ أَضْعَافٍ يُنْتَقَمُ مِنْهُ. وَجَعَلَ الرَّبُّ لِقَايِينَ عَلاَمَةً لِكَيْ لاَ يَقْتُلَهُ كُلُّ مَنْ وَجَدَهُ" (تك ٤: ١٥). |
|