|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خريف الإنسان وربيعه
حياته القديمة وحياته الجديدة؛ التوبة والخلاص لقد أغلق الإنسان على نفسه في انحصاره في ذاته لفعل ما يحسن في عينيه بعيداً عن إرادة الله ومشيئته التي كانت محبوبة لديه وبتلقائية يُنفذها بدون عناء [ وفي تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل، كان كل واحد يعمل ما يحسن في عينيه ] (قضاة 17: 6)، وهذا يُسمى غلق جداول النعمة الإلهية على الإنسان، فانفصل بنفسه عن الله الحي وبالتالي عن كل إنسان، فتوقف كل شيء عن كونه عطية لهُ من الله، وصار متخبطاً باقي ايام حياته لا يعلم من أين يأتي ولا إلى أين يذهب، فقد سار في كل طريق وذاق كل ما هو ليس من الحياة، فتورط في الموت أكثر وسار نحو الفناء أسرع... وهذا هو سرّ صيرورة كل الأشياء التي من حولي – أنا الإنسان – موضوع استهلاكي، لأنه أصبح وسيلة لأُحقق من خلاله رغباتي الشخصية وشهواتي التي صارت متعة خاصة أُعبَّر فيها عن نفسي، وبذلك دخلت دائرة مُعيبة من العطش إلى آخر غير الله، عطش إلى شهوة قلبي الخاص، التي بمقدار ما تُشبعني أزداد جوعاً لتلبيتها، لأنها تزداد إلحاحاً عليَّ لكي أُنفذها وأُلبي مطالبيها مني، وبذلك أتورط أكثر في الموت وفقدان العقل والتعقُّل، وعلى قدر التصاقي بالشهوة على قدر رجوعي للتراب وفُقدان القيمة لكل الأشياء التي خُلقت لأجلي، فتشوه العالم بالنسبة لي، وجررته معي إلى مزالق الموت فتوقف عن أن يكون نافذة لأُعاين من خلالها الله، وصار موضوعاً وخاضعاً للفساد والموت كالإنسان نفسه الذي كُتب عنه بسبب السقوط كنتيجة تغلغلت في كيانه كله: [ أنه من التراب، وإلى التراب يعود ] (أنظر تكوين 3: 19)، لذلك فقد صار كل شيء بالنسبة لي يعود للتراب، وبالتالي ابتدأ الخوف يدخل حياتي، إذ أن الخطية ملكت بالموت الذي أخافه لذلك حياتي كلها أصبحت تحت العبودية: [ الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية ] (عبرانيين 2: 15). هذا هو خريف حياتي أنا الإنسان الذي أعيشه وتتساقط فيه أوراق حياتي كلها أمام عيني، لذلك لا أجد سرور ولا متعه في هذه الدُنيا، إلا متعة عابرة وقتية لا تجعلني أعيش مطمئناً، بل في قرارة نفسي أشعر أني في احتياج لآخر، ليُنقذني مما أنا فيه من عبودية وموت وفناء اشعره كلما كبرت ونضجت وسرت في هذه الحياة، لأن عند الكبر في السن والأيام نشعر دائماً اننا صرنا أقرب إلى الموت، ولأن أيامنا مضت بدون أن نجد فيها شيء يُشبع حياتنا لذلك لسان حالنا يقول: [ عبرت السنون وأتت أيام لم يعد لنا فيها سرور ] !!! وبكون الإنسان في خبرة حياته المُرَّة هذه، يشعر في قراره نفسه من الداخل أنه منفصل عن الله الحي، ويشعر بغصبه الشديد [ لأن غضب الله مُعلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم الذين يحجزون الحق بالإثم ] (رومية 1: 18)، لذلك صراخ حال كل إنسان من أعماق قلبه: [ ليس بيننا مُصالح يضع يده على كلينا ] (أيوب 9: 33) !!! الا يوجد مُصالح يُصالحني على الله الحي، ويستطيع أن يؤهلني للحياة معه بل ويضمن عدم خروجي من محضره مرة أُخرى مهما ما كان حالي، إذ يتشفع فيَّ دائماً، ويضمني على حساب بره الخاص ليقبلني الله ويرضا عني ولو مرة !!!
فالله يرق للإنسان ويسمع أنينه الصامت الذي لم يُصرح به بعد، وبكونه عارف أحواله من قبل أن ينطق فقد أعدَّ له خلاص خاص لكي يدخله في سرّ المُصالحة ليكون له سلام خاص معه، فارسل ابنه الوحيد لأجل خلاصه ليكون وسيطاً له، يدخل به لأقداس الله ولا يخرج منها قط، لأن له دم حمل الله رافع خطية العالم يستمر مغتسلاً فيه فيتبرر دائماً أمام الله ولا شيء يستطيع أن يُخرجه خارجاً مهما ما كان إلا لو هو الذي اراد ان يخرج ولا يدخل لأقداس الله العُليا بالإيمان بالابن الوحيد الذي صار وسيطاً بينه وبين الآب:
فقد ترفق الله بنا بمحبة فائقة لا تُقاس وقدم لنا خلاص أبدي وصنع لنا سلاماً وهدم حائط السياج المتوسط ورفع كل حاجز يحجزنا عنه، ولم يعد يظهر لنا بصورة مرعبة يجعلنا نستعفى من أن نقف في محضره أو نسمع منه:
وأما من ذاق الموهبة السماوية ودخل في سرّ الحياة الجديدة وأخطأ وابتعد عن الطريق لأي سبب مهما ما كان، فمكتوب لأجله:
|
24 - 09 - 2012, 03:07 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: حياته القديمة وحياته الجديدة؛ التوبة والخلاص
شكرا مارى لتعب خدمتكم
|
||||
24 - 09 - 2012, 10:28 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حياته القديمة وحياته الجديدة؛ التوبة والخلاص
شكرا على المرور |
||||
24 - 09 - 2012, 12:19 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: حياته القديمة وحياته الجديدة؛ التوبة والخلاص
شكرا مارى
موضوع رائع جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
24 - 09 - 2012, 12:19 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: حياته القديمة وحياته الجديدة؛ التوبة والخلاص
شكرا مارى
موضوع رائع جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
24 - 09 - 2012, 01:36 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حياته القديمة وحياته الجديدة؛ التوبة والخلاص
شكرا على المرور |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
التوبة والخلاص |
هكذا عاش أيوب كل حياته يطلب التوبة، فتصير حياته مطوبة |
التوبة والخلاص |
الخلط بين التوبة والخلاص |
التوبة والخلاص |