رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عودة إسرائيل إلى أرضه: 7 لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: رَنِّمُوا لِيَعْقُوبَ فَرَحًا، وَاهْتِفُوا بِرَأْسِ الشُّعُوبِ. سَمِّعُوا، سَبِّحُوا، وَقُولُوا: خَلِّصْ يَا رَبُّ شَعْبَكَ بَقِيَّةَ إِسْرَائِيلَ. 8 هأَنَذَا آتِي بِهِمْ مِنْ أَرْضِ الشِّمَالِ، وَأَجْمَعُهُمْ مِنْ أَطْرَافِ الأَرْضِ. بَيْنَهُمُ الأَعْمَى وَالأَعْرَجُ، الْحُبْلَى وَالْمَاخِضُ مَعًا. جَمْعٌ عَظِيمٌ يَرْجعُ إِلَى هُنَا. 9 بِالْبُكَاءِ يَأْتُونَ، وَبِالتَّضَرُّعَاتِ أَقُودُهُمْ. أُسَيِّرُهُمْ إِلَى أَنْهَارِ مَاءٍ فِي طَرِيق مُسْتَقِيمَةٍ لاَ يَعْثُرُونَ فِيهَا. لأَنِّي صِرْتُ لإِسْرَائِيلَ أَبًا، وَأَفْرَايِمُ هُوَ بِكْرِي. 10 «اِسْمَعُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ أَيُّهَا الأُمَمُ، وَأَخْبِرُوا فِي الْجَزَائِرِ الْبَعِيدَةِ، وَقُولُوا: مُبَدِّدُ إِسْرَائِيلَ يَجْمَعُهُ وَيَحْرُسُهُ كَرَاعٍ قَطِيعَهُ. 11 لأَنَّ الرَّبَّ فَدَى يَعْقُوبَ وَفَكَّهُ مِنْ يَدِ الَّذِي هُوَ أَقْوَى مِنْهُ. 12 فَيَأْتُونَ وَيُرَنِّمُونَ فِي مُرْتَفَعِ صِهْيَوْنَ، وَيَجْرُونَ إِلَى جُودِ الرَّبِّ عَلَى الْحِنْطَةِ وَعَلَى الْخَمْرِ وَعَلَى الزَّيْتِ وَعَلَى أَبْنَاءِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ. وَتَكُونُ نَفْسُهُمْ كَجَنَّةٍ رَيَّا، وَلاَ يَعُودُونَ يَذُوبُونَ بَعْدُ. 13 حِينَئِذٍ تَفْرَحُ الْعَذْرَاءُ بِالرَّقْصِ، وَالشُّبَّانُ وَالشُّيُوخُ مَعًا. وَأُحَوِّلُ نَوْحَهُمْ إِلَى طَرَبٍ، وَأُعَزِّيهِمْ وَأُفَرِّحُهُمْ مِنْ حُزْنِهِمْ. 14 وَأُرْوِي نَفْسَ الْكَهَنَةِ مِنَ الدَّسَمِ، وَيَشْبَعُ شَعْبِي مِنْ جُودِي، يَقُولُ الرَّبُّ. إن كان إرميا قد تنبأ عنخراب الهيكل خلال السبي فهو ليس ضد الهيكل ولا مقاوم للعبادة الجماعية... إنه يترقب عبادة روحيةمتهللة تضم الشعب القادم من أقاصي المسكونة بروح الفرح والوحدة. "لأنه هكذا قال الرب. رنموا ليعقوب فرحًا، واهتفوا برأس الشعوب. سمعوا سبحوا وقولوا: خلص يا رب شعبك بقية إسرائيل" [7]. يقدم لنا عودة من السبي مملوءة بروح النصرة، عبّر عنها يعقوب بهتافات الفرح والتسبيح [7]، حاسبًا نفسه "رأس الشعوب" أو أولها، وهو تعبيريحمل روح الفخر (عا 6: 1). "هأنذا آتي بهم من أرض الشمال وأجمعهم من أطراف الأرض. بينهم الأعمى والأعرج، الحبلى والماخض معًا. جمع عظيم يرجع إلى هنا" [8]. هذا الخروج العظيم من السبي يصحبه بناء من وسط الأنقاض والتدمير الكامل فتخرج مدينة فائقة البهاء، ويتحقق الخلاص الإلهي. إنه يأتي إلى هذه المدينة حتى بالعميان من طريق لم يعرفوها (إش 42: 16). هذا الخلاص أو الخروج العظيم لا يعتمد على ذراعٍ بشري. يأتي الله بالأعمى فيكون له عينًا، يريه الطريق ويدخل به إلى المجد! يأتي بالأعرج كمن يحمله على الأذرع الإلهية ليمارس العمل الفائق بقوةٍ. يأتي بالحبلى والماخض العاجزتين عن الحركة لأمتارٍ قليلة ليسرع بهما لا إلى أميال بل إلى الخروج من محبة العالم إلى السماء عينها! هذا الخروج العظيم من السبي يصحبه فرح عظيم وسط دموع التوبة مع تفجر أنهار الروح من الصخور (إش 40: 3-5؛ 43: 1-7؛ 48: 20؛ 49: 9-13). عوض النوح يحل الفرح، ويهبهم الله راحة وسعادة عوض الحزن. "بالبكاء يأتون وبالتضرعات أقودهم. سيرهم إلى أنهار ماء في طريق مستقيمة لا يعثرون فيها. لأني صرت لإسرائيل أبًا وإفرايم هو بكري" [9]. جاء الحديث هنا [8-9] مشابهًا في الأسلوب والفكر أحاديث إشعياء النبيعن الخروج الجديد(إش 35؛ 40: 3-5، 11؛ 41: 18-20؛ 42: 16؛ 43: 1-7؛ 34: 3-4؛ 48: 20-21؛ 49: 9-13). ارتبط العصر المسياني في ذهن الأنبياء بالمياه المقدسة (حز 36: 26؛ إش 30: 23؛ زك 13: 1-2؛ مز 46: 4 إلخ...) التي تحول القفر أرضًا خصبة، تروي المؤمنين كأشجار فردوس الله، تنزع النجاسات وتطهر الأرض من عبادة الأصنام، وتقدم حياة وتقديسًا... ما هو المطر المبكر والمتأخر إلا الروح القدس الذي يروي النفس الظمآنة، فتنبت البرية، وتحمل الأشجار ثمارها، وتعطي التينة والكرمة قوتهما؟! إنه الروح القدس الذي عمل في القديم كمطر مبكر، لكنه بالأكثر استقر فينا بعد صعود الرب ليحول بريتنا الداخلية إلى فردوسٍ مفرحٍ! لقد ادرك الشعب أمرين: الله هو مخلص شعبه، فإن لله بقية أمينة (عا 5: 15؛ إش 37: 30-31، إر 8: 3، حز 5: 10؛ 11: 23)، يهتم بها فتتمتع بالعهد الجديد (إش 4: 2؛ 28: 5؛ مي 5: 6-7). يدعو الله نفسه "أب إسرائيل" ليؤكد أن ما سمح به من تأديب خلال السبي إنما هو تأديب أبوي، وأن اللهيتطلع إلى شعبه بكره "الابن البكر." لقد دَعَى أفرايم (إسرائيل) البكر ليس لكي يقدمه على يهوذا، وإنما ليؤكد اعتزازه بهكابنبكر... كلاهما "إسرائيل ويهوذا" ابن واحد بكر. لقد سبق فسمح الله بقتل الأبكار بسبب شر فرعون ليقيم من شعبه "الابن البكر لله" (خر 4: 22، إر 31: 9). أقام الله شعبه كابن بكر له، وإذ جاء البكر الحقيقي إلى العالم واتحدت الكنيسة به صارت بحق كنيسة أبكار، كقول الكتاب المقدس. يدعوا الله الأمم والجزائرالبعيدة [10] أن تشهد الحدث العجيب (إش 42: 10؛ 49: 1). "اسمعوا كلمة الرب أيها الأمم وأخبروا في الجزائر البعيدة وقولوا: مبدد إسرائيل يجمعه ويحرسه كراع قطيعه. لأن الرب فدى يعقوب وفكه من يد الذي هو أقوى منه. فيأتون ويرنمون في مرتفع صهيون ويجرون إلى جود الرب على الحنطة وعلى الخمر وعلى الزيت وعلى أبناء الغنم والبقر. وتكون نفسهم كجنة ريا ولا يعودون يذوبون بعد" [10-12]. يُستخدم في [11] تعبيران عن الفداء: pada (ransom), goal (redeem) الأول يشير إلىالتحرر بعد دفع الفدية، وهو في الأصل تعبير يُستخدم في القوانين التجارية (استخدم في تث 9: 26؛ 13: 5؛ 21: 8؛ 7: 13؛ 13: 14؛ مي 6: 4؛ زك 10: 8؛ مز 25: 22، 78: 42؛ نح 1: 10) أما الثاني فيُستخدم بخصوص الالتزام العائلي. فكان الولي يلتزم أن يفتدي ممتلكاتقريبه، كما يلتزم بالانتقام لموته. كان القريب المخلص goal يحمل معنى رمزيًا في العهد القديم. التزم إرميا أن يفدي الحقل الذي كان يملكه ابن عمه حنمئيل (ص 32). استخدم التعبيران في خلاص الشعب من عبودية فرعون (خر 6: 5؛ 15: 13؛ تث 7: 8؛ 9: 26). استخدم تعبير مخلص goal بخصوص خلاصالله لشعبه من السبي البابلي، فهو يتدخل كوَلِيٍّ أو قريبٍ لهم يرد لهم الحرية. يأتون إلى صهيون "بوجوه مشرقة" nahar، وتصير نفوسهم كجنة ريا، أي مروية حسنًا [12]. "حينئذ تفرح العذراء بالرقص والشبان والشيوخ معًا وأحوِّل نوحهم إلى طرب وأعزيهم وأُفرحهم من حزنهم. وأروي نفس الكهنة من الدسم ويشبع شعبي من جودي يقول الرب" [13-14]. * يؤكد لنا ربنا أن أحزاننا يحولها إلى فرح بثمار التوبة . القديس غريغوريوس الناطق باللاهوتيات يروى نفوس الكهنة من الدسم، دسم الذبائح التي يقدمها الشعب لله حيث كان نصيبهم هو الفخذ اليمين (لا 7: 32-36). وكأن العبادة تعود بقوة ويصير للكهنة أنصبة كثيرة.كما يشير الدسمإلى حالة الرخاء التي سيعيش فيها الشعب (مز 36: 8؛ 63: 5؛ إش 55: 2). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إرميا النبي | عودة إسرائيل |
آرميا النبي | إصلاح إسرائيل ويهوذا |
أرميا النبي | قال رب الجنود إله إسرائيل |
آرميا النبي | الله ليس إله إسرائيل وحده |
آرميا النبي | (خيانة إسرائيل) |