"سيجلس بعد الشيوخ والشيخات في أسواق أورشليم،
كل إنسان منهم عصاه بيده من كثرة الأيام" [4].
من الجانب الحرفي، إذ يحل الله في وسطهم يمتلئون أيامًا صالحة ويحل السلام فيهم يفاجئهم الموت في شبابهم بل يعيشون حتى الشيخوخة، مملوئين صحة إذ ينزلون إلى أسواق المدينة يشترون احتياجاتهم ممسكين كل واحد عصاه بيده. أما من الجانب الرمزي فأسواق أورشليم التي يجلس فيها الشيوخ والشيخات هي فيض الحكمة الذي يناسب كنهر يفرح مدينة الله (مز 46: 4)، يستطيع الكل أن ينزل إليه ليرتوي منه، أو يدخل الأسواق ليقتنيه. وكما يقول الحكيم: "الحكمة تُنادي في الخارج، في الشوارع تعطي صوتها" (أم 1: 20). هذه الحكمة إنما هي: "شخص السيد المسيح"، الذي نزل من السماء وتقدم إلينا كعبد، يمكن للجميع أن يقتنيه في داخله وينعم به؛ هذا الذي تقول عنه العروس: "في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي، طلبته فما وجدته؛ إني أقوم وأطوف في المدينة في الأسواق وفي الشوارع أطلب من تحبه نفسي" (نش 3: 1-2). فإذ يلتهب قلبها شوقًا إلى عريسها، "الحكمة عينها" تطلبه فلا تجده بجوارها، فتقوم بالتوبة من سريرها وتدخل إلى الكنيسة "المدينة المقدسة"، وتطوف في أسواقها وشوارعها، فتجده متجليًا في داخلها، يقدم ذاته لمن يطلبه.