رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الوحيد بين شقيقات لعل المانع الوحيد لتجنيد الأخ الوحيد كونه سيحمل عبء الأسرة عند كبر الأب، وبالتالي فإنه يعفى أيضا الأخ الكبير من التجنيد في حالة وفاة الأب أو إحالته إلى المعاش إذ يصبح هو عائل الأسرة، ولكن ترى ما هي الأسباب التي دفعت بعض الأديرة إلى الاعتذار لطالبي الرهبنة متى كان المتقدم وحيدا بشكل عام أو وحيدًا بين شقيقات، سألت نيافة الأنبا ايسوزورس رئيس الدير خلال السنوات العشر الماضية -هي مدة رئاسته للدير- أي شخص وحيد، فقال:- رأيت بالتجربة والخبرة الشخصية أن ذلك غير مناسب، وقد أيدنى في ذلك الكثير من رؤساء الأديرة، حين ناقشنا هذا الأمر في لجنة الرهبنة المنبثقة عن المجمع المقدس، وذلك لعدة أسباب: 1- أن الوحيد هو عائل أسرته، والمتبع في الرهبنة أن يضحى الشخص بماله ووظيفته وراحته هو حبا بالمسيح ورغبة في الحياة معه متجردا من أمور هذا العالم، لا أن يضحى براحة أسرته ومواردهم التي من المفروض أن يكفلها لهم، والكتاب يقول (وإن كان أحد لا يعتني بخاصته ولا سيما أهل بيته فقد أنكر الإيمان وهو أشر من غير المؤمن) (1تى 5: 8) وبالتالي فقد يناسبه الزواج ولكن هذا شأنه هو. 2- يخشى أن يكون الوحيد هو شخص مترف مدلل، كان محط الأنظار والأضواء لسنين عديدة نال فيها من الترفيه ما يجعل من رهبنته سببا في تعبه وشقائه، نظرا لشظف العيش وقسوة الحياة وتجاربها، فنضع بذلك عليه ثقلا لا قبل له باحتماله. 3- أنه قد يتعرض مثل ذلك الشاب –وهو يقيم بالدير- لحروب ثقيلة بخصوص أسرته، حيث تنتابه القلاقل عند توارد أي أخبار تقلقه عنهم مما يدفعه إلى محاولة الاطمئنان عليهم بشتى الطرق وفي هذا تشتيت للذهن وخروج به عن دائرة اهتماماته الحقيقية إلى اهتمامات عالمية. 4- أنه وفي المقابل فقد يبادله الأهل ذات المشاعر وما يرافقها من قلق، مما يدفعهم أيضا وبالتالي إلى بذل شتى المحاولات للاطمئنان عليه، وقد يحدث أن تتطور الأمور إلى الحد الذي يجعلهم لا يستطيعون الاستغناء عن اهتمامه وخدمته لهم. 5- أما تحسب له رعايته لأسرته جهادا ورسالة تستحق المكافأة الأبدية! إن قلبها بفرح وأتمها بأمانة. وهل يجوز له أن يتركهم وهل يسر الله بمثل ذلك؟ ومع ذلك فإذا ترهب بالفعل فإنه يجب ألا يشغل ذاته بهم (يرد في بستان الرهبان أن القديس بيمن رفض التدخل لدى الرائي لإنقاذ ابن أخته المسجون، كما نقرأ عن آخر رفض إعطاء أخته طعاما في وقت المجاعة، حيث من المحتمل أن يستلزم الأمر عودته إلى العالم ليعمل من أجل إعالتهم، وربما كان ذلك أيضا بحيلة من الشيطان ليخرجه من البرية). ومع ذلك يقول نيافته: أنه قد نجح الكثيرون ممن لهم مثل هذه الظروف الأسرية، في الحياة الرهبانية واستطاعوا التغلب على هذه الظروف غير المواتية، ولكنها مخاطرة على أية حال يجب التحسب لها جيدا. |
|