محاضرات في علم اللاهوت الطقسي
الأنبا بنيامين
مقدمة عامة في الطقوس
كلمة طقس ليست كلمة عربية لكنها من الكلمة طاكسس وهى كلمة يوناني تطلق على نظام العبادة أو نظام العلاقة بين الإنسان وربنا فنحن أحيانًا نقول كلمات ليس عربية مثل كلمة ترابيزه trapeza هي كلمة قبطية.
كلمة طقس: معناها ترتيب أو تقليد أو نظام العبادة أو تنظيم العلاقة. هي كلمة فريدة تفرد علاقة الإنسان بربنا. فعلاقة الإنسان بربنا تختلف عن أي علاقة أخرى أو أي نظام آخر.
وفى الحقيقة النظام وصية إنجيلية أو وصية رسولية وهناك إصحاحات كاملة تتكلم عن النظام. وكلمة نظام العبادة أو النظام في العبادة عكس التشويش أو التداخل. و الكتاب يقول إلهنا إله نظام أو إله سلام فالنظام يوجد السلام لكن الفوضى تضيع السلام.
أهمية النظام:
1-النظام يمنع التشويش:
تخيلوا عدم وجود نظام في الكنيسة فماذا كان يحدث هناك يكون تشويش وعدم نظام.
2- النظام يؤكد وجود الخالق:
نظام الطبيعة، اتجاه النجوم، دوران الأرض حول الشمس، كل ما يكتشفه العلماء بخصوص الطبيعة تكشف عن وجود الخالق، سماء الجلد الشمس والنجوم والقمر حتى المزمور يقول السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه من حيث النظام. من يدرس السماء والحركة التي بها يشعر بوجود خالق ممجد وسط الخليقة. الله ضابط الكل يضبط كل شيء.
أيضًا النظام في جسم الإنسان ودقة الأجهزة التي فيه.هناك فرق بين الكلية الطبيعية والكلية الصناعية مثلًا الكلية الصناعية جهاز ضخم بينما الكلية الطبيعية حجمها صغير وتؤدى نفس الدور، وهكذا القلب الصناعي والقلب الطبيعي، الكمبيوتر والعقل البشرى هناك فرق كبير كل هذا يمجد الخالق.
وكلمة العقل صفة من صفات الروح ربنا أوجد للجسد خلايا المخ لكن العقل إمكانية تخص الروح.
طاقات الإنسان الروح، فالعقل، فالعاطفة، فالنفس، فالجسد. الروح والعقل معًا والنفس والجسد معًا والعاطفة إما أن تنحاز إلى هنا أو إلى هناك.هذا نظام.
هكذا أيضًا نظام البناء هناك التصميم ثم التنفيذ الأساسات وما فوق الأساسات. لا يستطيع أحد أن يعمل العمدان دون القواعد الخرسانية وهكذا. النظام في كل شيء.
النظام أيضًا في الجيش الرتب والحرب وما فيها من نظام الهجوم والدفاع واشتراك الأسلحة معًا والكتائب المتخصصة أسلحة متخصصة وهكذا.
النظام في المجتمع أيضًا التخصصات المتعددة فهناك اختلافات تظهر تعددية معينة. كل تخصص يقدم إمكانيات وقدرات وله مجالات كثيرة. كلمة مجتمع أي مكان يجتمع فيه تخصصات كثيرة وإمكانيات كثيرة ومواهب كثيرة.
أيضًا النظام في الكنيسة هناك الرتب الكنسية والمسؤليات في الكنيسة هناك الرعاة والرؤساء والرعية والمواهب التي يمنحها الروح القدس حتى نسمع في الكنيسة يقول سبع طغمات كنيسة الله. سبع طغمات من الدرجات الثلاثة الشماسية فيها (الأبصالتوس والأغنوسطوس و الإيبيذياكون و الدياكون) الأرشيذياكون درجة إدارية لا نحسبها ودرجة القسيسية فيها القس (شفيع) و القمص درجة إدارية. ودرجة الأسقفية: الأسقف ورئيس الأساقفة و المطران إذ لم يكن معه أساقفة مساعدين فيكون مثل الأسقف إذا كان معه أساقفة تساعده فيكون رئيس أساقفة. إما المطران أو البابا البطريرك كرئيس أساقفة. هؤلاء سبع طغمات كنيسة الله وهى الطغمات الخادمة.
هناك طغمات أخرى الرهبان والراهبات والعذارى والأرامل والمكرسين والمكرسات أنماط حياة روحية داخل الكنيسة أو ما يسمى بمناهج الحياة داخل الكنيسة. وهكذا تسير الكنيسة وفق نظام.
حتى في الكهنوت هناك الكهنوت في القديم والكهنوت في الجديد. قبل موسى كان رب الأسرة هو كاهن الأسرة أيام إبراهيم يعقوب وأسحق ونوح ما قبل موسى من آدم إلى موسى. بعد موسى أصبح هناك سبط لاوي نظام. والكهنوت مرتبط بالذبيحة والمذبح تجد مذبح النحاس للذبائح الحيوانية ومذبح البخور من الذهب للذبيحة الروحية والآن نسمى مذبحنا بالمذبح السماوي. لأن الذبيحة التي تقدم عليه جسد ربنا يسوع المسيح ودمه هذه ذبيحة سماوية ناطقة (1كو 11: 22 ،34) (1كو 14:13) هذه إصحاحات توضح أهمية النظام الروحي داخل الكنيسة.