رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بطرس والمسيح كان لبطرس علاقة خاصة تربطه بالسيد المسيح، فبطرس هو أحد أقرب ثلاثة أشخاص للرب يسوع، بطرس ويعقوب، ويوحنا، علي أن بطرس لم يصل لهذه المكانة المتميزة بقدرته، وشخصيته، بل لأن السيد المسيح رأى فيه ما لم يره أحداً؛ ففي أول لقاء جمع بطرس بالمسيح، كانت نظرة السيد المسيح عميقة للدرجة التي رأى فيها سمعان، بمثابة صخرة فناداه قائلاً "أَنْتَ سمِعَانُ بْنُ يُونَا أَنْتَ تُدْعَى صَفَا الَّذَيِ تَفْسِيرَهُ بُطْرُسُ" (يوحنا 1: 42)؛ وآمن بطرس بالمسيح، وصار من تلاميذه ورسله. كانت توقعات المسيح في بطرس كبيرة، وكان إيمان بطرس بالمسيح ليس له حداً، لقد رأى بطرس السيد المسيح ماشياً علي الماء، وآمن أنه يستطيع أن يتمثل بسيده، فما كان منه إلا أنه قفز علي الماء ماشياً كسيده (متى 14 : 28). آمن بطرس بالمسيح، فنال ما لم ينله غيره من التلاميذ، الإعلان الإلهي من عند الآب، فنطق بالاعتراف الشهير حين قال "أَنْتَ هُوَ المَسِيحُ ابْنُ اللهِ الحَيِ" (متى 16:16). أقام المسيح الموتى، ورافقه بطرس حين أقام أبنه يايرس ورأى سلطان المسيح علة الموت (مرقس 5 : 41). وآمن بطرس في قول المسيح "اَلحَقَّ اَلحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بيِ فَالأَعْمَالُ الْتيِ أَنَا اَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضَاً وَيَعْمَلُ اَعْظَمَ مِنْهَا لأَنيِ مَاضٍ إِليَ أَبيِ وَمَهْمَا سَأَلْتُم بِاسميِ فَذَلِكَ اَفْعَلَهُ ليِتَمَجْدَ الآَبُ بِالابْنِ" (يوحنا 14 : 12 - 13). فأقام طابيثا ونداها من الموت قائلاً "طَابِيثَا قُوميِ .. فَفَتَحَتْ عيَنْيَهِاَ وَلمَاَ أَبْصَرَتْ بُطْرُسَ جَلَسَتْ فَنَاوَلهَا يَدَهُ وَأَقَامَهَا ثمَُّ نَادَى الْقِدّيِسَينَ وَاَلأَرَاَمِلَ وَأَحْضَرَهَا حَيَّةَ" (أعمال 9 : 40-41). شفى المسيح الرجل المشلول، والأعمى، وكان بطرس مرافقاً له، كان يرى ويتأمل ما يعمله السيد، ويؤمن به، وبعد أن صعد المسيح للسمـاء، جاء بطرس للهيكل وشفى الرجل الأعرج منذ ولادته (أعمال 3 :1 - 8). عمل بطرس ما كان يعمله سيده، وقدم يد الشفاء وصنع المعجزات. * عرف بطرس قوة سر الاسم الذي يحمله، عظمة الشخص الذي يؤمن به، فصنع المعجزات، والسؤال الذي يطرح نفسه، أليس كل واحد منا يحمل هذا الاسم العظيم، فلماذا نحن محدودون هكذا ؟! لماذا لا تكون أنت بطرس آخر؟! إن الأمر يحتاج أن تقترب من شخص المسيح أكثر، فلا يكفي الإعجاب به، أو الإيمان فقط بقدرته، فبطرس عرف نوعاً آخر من الإيمان بالمسيح، عرف كيف يكون هذا الإيمان حقيقة واقعة في حياته، امتلاء بالمسيح لدرجة التشبع، امتلاء بالروح القدس، فشهد بالمسيح المصلوب المقام، أمام الآلاف من الجماهير، وآمن في ذلك اليوم الآلاف بالمسيح. * قد تحتاج لأن تقف وتسأل نفسك، لماذا لا تظهر في حياتك قوة المسيح، أو لماذا تمر بحالة ضعف تمنع حتى شهادتك عن عمل المسيح في حياتك، صل الآن وأطلب ملء الروح القدس .. أعط قيادة حياتك بالكامل للمسيح، حينئذ ستختبر قوة الله في حياتك .. وفي شهادتك .. وسيعرف جميع مَن حولك قوة الله المغيّرة من خلالك. كانت محبة المسيح لبطرس عميقة، فقبل أن يسقط بطرس وينكر سيده شدده السيد المسيح قائلاً يا بطرس "طَلبْتُ مِنْ أَجْلَكَ لِكَيِ لاَ يَفْنىَ إِيمَاْنُكَ وَأَنْتَ مَتىَ رَجِعْتَ ثَبِّت إِخْوَتَكَ" (لوقا 22: 32). وحين جاءت التجربة وأنكر بطرس معلمه وسيده، نظر إليه المسيح نظرة حب وعتاب، نظرة انتشلت بطرس من سقطته وجعلته يفيق من خطأه، ويجري ليبكي بكاء مراً، لم يبكيه قبل ولا بعد ذلك. نعم .. لقد كانت ثقة المسيح في بطرس كبيرة، حتى عندما فقد بطرس ثقته بنفسه، وكاد أن يضيع ويسقط، كان المسيح يعرف ما في أعماق بطرس من حب واخلاص نحو سيده. ظل بطرس علي حب سيده طوال حياته، وعندما جاءت ساعته ليموت، تذّكر موت سيده، وتشرف بأن يموت مصلوباً كسيده، لكنه طلب أن ينكس الرأس ليموت لا كما مات سيده، فهو أقل شأناً من أن يكون كالمسيح في موته، ويكفيه أن يموت مصلوباً. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يوسف والمسيح |
تأمل بطرس والمسيح |
السيد المسيح وأنكار بطرس " الديك صاح والمسيح ينتظر ونحن لا نهتم " |
أنا والمسيح |
آدم والمسيح |