منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 06 - 2012, 04:00 PM
الصورة الرمزية sama smsma
 
sama smsma Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  sama smsma غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

من كنوز اباء البرية
مميزات و شروط الصلاة المستجابة



من كنوز اباء البرية مميزات و شروط الصلاة المستجابة



شرح القديس إسحق للزائرين الراهبين كاسيان و جرمانوس المعانى الروحية للصلاة الربانية ثم أردف قائلاً: هذا هو نموذج الصلاة الذي قدمه لنا الرب نفسه لكى نصلى به إليه، هذا الطابع من الصلاة الذى لا يحوى أى توسل لأجل الغنى و لا أى ذكر للكرامات الدنيوية و لا أى طلب للقوى الجسدانية و لا أى ذكر لصحة الجسد أو ما يتعلق بهذه الحياة الوقتية. لأن ذلك الذى هو مؤسس الحياة الأبدية يريد ألا يسأله البشر عن شئ متقلب أو حقير أو وقتى، حيث أن الإنسان يهين جلال خالقه و سخاءه إن هو تخلى عن التوسل من أجل الأمور الأبدية و اختار أن يطلب منه أمور زائلة، كما أنه بصلاته التافهة يجلب على نفسه بالحرى سُخط الديان بدلاً من عطفه.

ميزة الصلاة الحارة:
تحتوى الصلاة الربانية على ملئ الكمال حيث وضعها الرب و أسس كلماتها بسلطانه، فهى ترفع الإنسان إلى حالة أسمى و تجعله يواصل مسيرته رغم أية عقبات، إذ يسمو إلى تلك الصلاة الحارة التى لا يعرفها و لا يختبرها إلا القليلون، و التى لا يمكن وصفها فى الحقيقة، و التى تَفوق كل الأفكار البشرية، و التى تتميز ليس بأى صوت مسموع بل بالحرى تعدم تحريك اللسان بأى كلام منطوق، و التى يستنير بها العقل بانسكاب ذلك النور السماوى الذى لا تصفه أية لغة من اللغات البشرية الضيقة و لكنه ينسكب بغِنى كما من ينبوع فائض بأفكار متكدسة تعبر لله بطريقة لا توصف فى أقصر وقت ممكن عن أمور عظيمة لا يمكن للعقل أن يصفها عندما يرجع إلى حالته الطبيعية. هذه الحالة سبق أن مارسها الرب أيضاً بتلك التوسلات التى قيل إنه كان يسكبها فى صمت عندما كان يعتزل منفرداً فى الجبل، كما أنه عندما كان يجاهد فى صلاته فى جثسيمانى كان عرقه كقطرات الدم، و كانت هذه نماذج و مُثلاً عليا لنا للصلاة.

ثم تكلم القديس إسحق عن الثقة فى الصلاة، ثم قال:
أى شك فى صلاتنا يحطم الثقة فيما نطلبه بنوع من فقدان الرجاء. فليكن شعورنا عندما نسكب صلاتنا أننا فد حصلنا على سؤال قلوبنا و لا يشك أن طلباتنا قد وصلت بفاعليتها إلى الله. لأنه بقدر ما يؤمن الإنسان باهتمام الله به و باستطاعته أن يعطيه، بقدر ما يسمعه الله و يجيب سؤاله، لأنه لا يمكن أن يتراجع الرب عن قوله: "كل ما تطلبون حينما تصلون فآمنوا أن تنالوه فيكون لكم." (مر 11: 24)

جرمانوس: نحن متأكدون أن هذه الثقة فى أن تسمع صلاتنا تنبع من نقاوة القلب، أما نحن الذين لا تزال قلوبنا تصاب بلدغات الخطايا فكيف تكون لنا هذه الثقة حيث إنه ليست لنا استحقاقات تشفع لنا حتى نثق فى استجابة صلواتنا ؟

شروط استجابة الصلاة:
الأب إسحق: يعلمنا الكتاب المقدس أنه توجد أسباب أو شروط مختلفة لاستجابة الصلاة بالنسبة لاختلاف و تغير كل نفس، و هى:

أولاً: أشار الرب إلى الاستجابة كثمرة لاتفاق شخصين فى طلب نفس الشئ: "إن اتفق اثنان منكم على الأرض فى أى شئ يطلبانه فإنه يكون لهما من قبل أبى الذى فى السموات" (مت 18: 19) ثانياً: ثمرة الإيمان و لو كان مثل حبة الخردل:
"الحق أقول لكم لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل (أصغر الحبوب) لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل و لا يكون شئ غير ممكن لديكم" (مت 17: 20)

ثالثاً: مواصلة الصلاة أى المواظبة على التوسل بلا ملل التى يسميها الرب: "لجاجة" "أقول لكم و إن كان لا يقوم (صديق نصف الليل) و يعطيه لكونه صديقه، فإنه من أجل لجاجته يقوم و يعطيه قدر ما يحتاج" (لو 11: 8)

رابعاً: تأتى الاستجابة كثمرة للصدقة "اغلق على الصدقة فى مخازنك" أى اجعلها مخصصة للمحتاجين دون أى غرض آخر "و هى تنقذك من كل ضيق" (ابن سيراخ 29: 12)

خامساً: تنقية حياتك و أعمال الرحمة ، تأتيك الاستجابة كما قيل: "أليس هذا صوماً اختاره: حل قيود الشر، فك عقد النير...... أليس أن تكسر للجائع خبزك.... إذا رأيت عرياناً أن تكسوه و أن لا تتغاضى عن لحمك؟ حينئذ تدعو فيجيب الرب، تستغيث فيقول هاأنذا.... (إش 58: 6 – 9)

سادساً: أحياناً لسبب الضيق الزائد عن الاحتمال تُستجاب الصلاة "فى ضيقتى صرخت إلى الرب فاستجاب لى" (مز 120: 1) و أيضاً "لا تضطهد الغريب و لا تضايقه، لا تسئ إلى أرملة ما و لا يتيم..... فيكون إذا صرخ إلى إنى أسمع لأنى رؤوف" (خر 22: 21 – 27).

إذاً فبطرق كثيرة نحصل على عطية الاستجابة، و ذلك حتى لا نُحرَم من تأمين أى احتياج نافع أو أمور أبدية باقية لنا. إننى أسلم بأننا بتأملنا فى تفاهتنا نجد إننا معدمون تماماً من كل تلك الفضائل التى ذكرناها، و إنه ليس عندنا ذلك التوافق الجدير بالثناء بين شخصين، و لا ذلك الإيمان الذى يشبه بحبة الخردل و لا أعمال الرحمة التى يصفها النبى.

اللجاجة فى الصلاة ممكنة لكل إنسان:
و لكننا بالتأكيد لا يمكن أن نكون مُعدَمين من هذه اللجاجة التى يزود الله بها كل من يرغبونها، تلك التى بسببها وعدنا الرب أنه سيعطينا أى شئ نطلبه منه. و على ذلك فعلينا أن نواظب على الصلاة دون أن يتزعزع إيماننا و لا يكون عندنا أدنى شك بأننا باستمرارنا فى الصلاة بهذه الشروط سنحصل على كل تلك الأمور التى نطلبها حسب مشيئة الله.

إن الرب إذ يريد أن يهبنا السماويات و الأبديات يحثنا أن نجبره بلجاجتنا، لأنه لا يحتقر أو يرفض الذى يلج فى صلاته بل بالحرى يرحب به و يمدحه، كما انه يعِد أن يهب بسخاء أى شئ يطلبه منه بمواظبة قائلاً: "اسألوا تُعطوا ، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يفتح لكم، لأن كل من يسأل يأخذ و من يطلب يجد و من يقرع يُفتح له." (لو 11: 9، 10) و أيضاً: "كل ما تطلبونه فى الصلاة مؤمنين تنالونه" (مت 21: 22) و على ذلك فحتى إذا أعوزتنا كل الدعامات التى ذكرناها و التى على أساسها تُسمع صلواتنا فإن جديتنا فى اللجاجة على أى حال تشجعنا، لأنها فى إمكان أى من يريدها لأنها لا يعوزها مصاعب و صراعات الوصول إلى الفضائل.

و لكن إذا شك الإنسان فى تضرعه فلن يستجاب له، فقد تعلمنا من دانيال النيى المبارك أن نسأل الرب بلا ملل لأنه رغم أن صلاته سُمعت منذ أول يوم بدأ يصلى فيه، فقد حصل على نتيجة توسلاته بعد 21 يوماً (دا 10: 2 – 13) لذلك علينا ألا نتراخى فى جدية صلواتنا التى بدأناها إن كنا نتصور أن الاستجابة لن تأتى إلا ببطء، و ذلك لئلا تتأخر استجابة العناية الإلهية ، أو أن الملاك الذى عليه أن يأتينا بالبركة الإلهية ربما عندما يخرج من حضرة القدير يتعوق من مقاومة الشيطان، لأنه من المؤكد أنه لا يستطيع أن يأتينا بالعطية المطلوبة إذا وجد أننا قد تراخينا عن جدية توسلنا الذى بدأناه.

و بالتأكيد كان هذا هو الذى سيحدث مع دانيال النبى لولا أنه واظب على الصلاة بثبات ليس له مثيل حتى اليوم الحادى و العشرين!

كما أنه علينا أن نقدر قول القديس يوحنا الذى فك غموض هذه المسألة بوضوح عندما قال: "هذه هى الثقة التى لنا عنده انه إن طلبنا شيئاً حسب مشيئته يسمع لنا" (1 يو 5: 14) فهو يأمرنا أن تكون لنا ثقة كاملة خالية من أى شك فى الاستجابة لتلك الأمور التى ليست هى لمنفعتنا و راحتنا الوقتية بل تتفق مع مشيئة الرب. كما أننا تعلمنا أن نقول فى الصلاة الربانية: "لتكن مشيئتك" لا مشيئتنا، لأننا إذا تذكرنا أيضاً كلمات الرسول: "لسنا نعلم ما نصلى لأجله كما ينبغى" (رو 8: 26) لرأينا أننا أحياناً نطلب أموراً تتعارض مع خلاصنا، و أن طلباتنا قد يرفضها ذاك الذى بفضل عنايته الإلهية يرى ما هو صالح لنا بطريقة أفضل و أصوب جداً مما نستطيع نحن أن نرى. لقد حدث هذا أيضاً مع معلم الأمم عندما صلى طالباً أن يفارقه ملاك الشيطان الذى سمح له الرب أن يلطمه لأجل خيره و صالحه قائلاً: "من جهة هذا تضرعت إلى الرب ثلاث مرات أن يفارقنى فقال لى: تكفيك نعمتى لأن قوتى فى الضعف تكمل" (2 كو 12: 7–9)

كما أن هذا الشعور عبر عنه ربنا صلى و هو لابس طبيعتنا البشرية حتى يعطينا نموذجاً للصلاة قائلاً: "يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عنى هذه الكأس و لكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت" (مت 26: 39) و ذلك رغم أن إرادته لم تكن متعارضة مع إرادة أبيه، "لأن ابن الإنسان قد جاء لكى يخلص ما قد هلك.....و ليبذل نفسه فدية عن كثيرين" (مت 18: 11، 20: 28)، كما يقول عن نفسه: "ليس أحد يأخذها منى بل أضعها أنا من ذاتى، لى سلطان أن أضعها و لى سلطان أن آخذها أيضاً" (يو 10: 18) و هو ما رتل به داود النبى عن الوحدة بين مشيئتى الآب و الابن قائلاً: "أن أفعل مشيئتك يا إلهى سررت" (مز 40: 9) إذا قرأنا عن الآب: "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد" (يو 3: 16) نجد أيضاً عن الابن: "الذى بذل نفسه لأجل خطايانا" (غل 1: 4) و كما قيل عن الآب: "الذى لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين" (رو 8: 32) هكذا كتب عن الابن: "جعل نفسه ذبيحة إثم" (إش 53: 10) و حتى فى قيامة الرب علمنا أن إرادة الآب كانت متفقة مع إرادة الابن فالرسول يقول: "يسوع المسيح و الله الآب الذى أقامه من الأموات" (غل 1: 1) هكذا أيضاً الابن يشهد أنه سيقيم هيكل جسده قائلاً: "أنقضوا هذا الهيكل و فى ثلاثة أيام أقيمه" (يو 2: 19) و هكذا إذا تعلمنا من الرب بهذه النماذج كلها، فعلينا دائماً أن نُنهى توسلاتنا بنفس تعبير مخلصنا: "و لكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت."

أدخل مخدعك و اغلق بابك:
و قبل كل شئ علينا أن نراعى الوصية الإنجيلية التى تأمر كل منا أن يدخل مخدعه و يغلق بابه و يصلى لأبيه فى الخفاء، هذه الوصية ينبغى أن نراعيها هكذا: أن نصلى فى مخادعنا، أى نبعد من قلوبنا ضجيج جميع الأفكار و الاهتمامات، ثم نقدم صلواتنا سراً و فى علاقة مغلقة مع الرب...أى نصلى لذاك الذى يطلب القلب لا الكلام. إننا نصلى فى الخفاء: أى نقدم توسلاتنا لله وحده من قلب و ذهن حارين لكى لا تستطيع أى قوة معادية حتى أن تكتشف طبيعة توسلاتنا ثم علينا أن نصلى فى سكون تام ليس فقط لنتجنب انتباه الاخوة المجاورين لنا إلى صوتنا المرتفع و أن نشوش على أفكار الذين يصلون، بل أيضاً لكى نُخفى محوى و مضمون توسلاتنا من أعدائنا الذين يراقبوننا بصفة خاصة حينما نصلى، هكذا نتمم الوصية: "احفظ أبواب فمك من المضطجعة فى حضنك" (مى 7: 5).

قيمة الصلاة القصيرة الصامتة:
و علينا أن نصلى كثيراً بكلمات مختصرة لئلا ببعدنا لمدة طويلة عن الصلاة ينجح عدونا الماكر أن يغرس شيئاً فى قلوبنا. لأن هذه هى الذبيحة الحقيقية: "الذبيحة لله هى روح منكسرة" هذه هى التقدمة النافعة النقية: "ذبيحة البر، ذبيحة التسبيح" هذه ضحايا حقيقية و دسمة: "محرقات سمينة مع بخور و كباش، تقدم بقلوب منسحقة متضعة" (مز 51: 17 و 19 50: 23، 66: 15 ) هذه الذبائح التى تدل على غيرة الروح التى يمكنها بقوة فعالة أن ترتل: "لتستقم صلاتى كالبخور قدامك، و ليكن رفع يدى كذبيحة مسائية" (مز 141: 2).

و لكن الآن إذ أذف الوقت و حل الظلام نشعر أنه علينا أن نفعل هذا الأمر: أى أن نقدم الصلاة بمميزاتها التى ذكرناها، حيث يبدو أننا قدمنا لكما موضوعاً نافعاً كما سمحت لنا مقدرتنا الهزيلة، و أننا قد أطلنا فى الحديث إلى أمد بعيد، رغم أننا نعتقد أننا تحدثنا قليلاً جداً بالنسبة لسمو الموضوع و صعوبته.

بهذه الكلمات التى سمعناها من القديس إسحق انبهرنا و ارتوينا. ثم بعد خدمة صلاة المساء ارتحنا قليلاً حتى الفجر و قد فرحنا جداً بما اكتسبناه من هذه الوصايا و المعرفة الروحية عن الصلاة.

رد مع اقتباس
قديم 29 - 06 - 2012, 04:04 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
بنتك يايسوع Female
..::| مشرفة |::..

الصورة الرمزية بنتك يايسوع

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 24
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 30
الـــــدولـــــــــــة : قلب بابا يسوع
المشاركـــــــات : 14,413

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بنتك يايسوع غير متواجد حالياً

افتراضي رد: من كنوز اباء البرية مميزات و شروط الصلاة المستجابة

موضوع اكتر من رااااائع بجد
ميرسي كتير ياسمسمة ياقمر
ربنا يباركك
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 08 - 2016, 11:48 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
MenA M.G Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية MenA M.G

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 123114
تـاريخ التسجيـل : Aug 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 109,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

MenA M.G غير متواجد حالياً

افتراضي رد: من كنوز اباء البرية مميزات و شروط الصلاة المستجابة

موضوع جميل جدا
شكرا للإفادة
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
شروط الصلاة المستجابة
هل توجد أية شروط للصلاة المستجابة؟
الصلاة المستجابة 1
الصلاة المستجابة 2
الصلاة المستجابة


الساعة الآن 02:05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024