القصب في الديكورات العصرية

[walaa farouk]

القصب في الديكورات العصرية


في السنوات القليلة الماضية، رأينا جدراناً هندسية مميزة، وألواناً مستوحاة من الثمانينيات، والأثاث المتعرج، تنتشر بشعبية كبيرة، ولكنها تلاشت بالسرعة التي وصلت إليها تقريباً. وبينما اختفت هذه الاتجاهات، كان البعض الآخر يرسخ نفسه في عالم الديكورات الداخلية، مثل الديكورات الفينتيج، والألوان غير التقليدية، وبالطبع الأثاث المصنوع من القصب. يعدّ ستايل القصب المنسوج، كلاسيكياً نوعاً ما، لذا لا ينبغي أن يكون مفاجئاً أن أثاث القصب ظلّ شائعاً للغاية. كان هذا الستايل على وجه الخصوص، هو الأفضل، ربما بسبب قدرته على الاندماج مع العديد من أنماط الديكور وعصور التصميم المختلفة.

يشير مصطلح «القصب» إلى جزء معين من الألياف الطبيعية، تتم إزالته من الطبقة الخارجية الشائكة للنبات. إنه ذو لون فاتح، على عكس التدرّجات الخشبية الداكنة والأكثر دفئاً، يتم نسجه في نمط معيّن لإنشاء طبقة قوية من القصب. كما أنه يستخدم أيضاً للالتفاف حول أجزاء من الأثاث لجمع القطع معاً، كما هو الحال على كرسي بيسترو الفرنسي التقليدي. بهذا الصدد، يقول مهندس الديكور جورج منصور، مالك دار مفروشات Decale Concept Store: «ظهرت صيحة القصب بداية في أوروبا، حيث بدؤوا باستخدامه في السلال، ومن ثم انتقل إلى المفروشات ليمنحها نفحة عملية. القصب ليس فقط كلاسيكياً، بل هو يعدّ من التفاصيل المتناغمة مع مختلف الصيحات العصرية الرائجة راهناً».
النوعان الأكثر شيوعاً من حزام القصب هما النسج السداسي والراديوي. وكلا النسجين قويان للغاية، ومقاومان للماء، ما يجعل القصب مادة مرغوبة لعدد من قطع الأثاث، بما في ذلك الكراسي، والخزائن، والطاولات، وألواح الرأس، وفواصل الغرف، والمزيد.. يمكن لأي شيء من القصب أن يكون محايداً إذا كان متناسقاً مع الغالبية العظمى من المنزل. يوافق مهندس الديكور منصور، ويقول في هذا الصدد: «أعتقد أن شعبية القصب تفسح المجال لحقيقة أنه مادة طبيعية ذات لون محايد، وأنها سهلة الاستخدام، وصديقة للميزانية. الطلب على القصب يشكل حنيناً للماضي، ولكن طواعية المادة جعلتها تحت الأضواء راهناً. أنا شخصياً أحب استخدام القصب في الأثاث لأنه انتقائي. لديه القدرة على أن يبدو بوهيمياً أيضاً اعتماداً على كيفية استخدامه». ثم يضيف: «إن روعة القصب تجعله قادراً على أن يدخل في الديكورات البسيطة المينيمالية، وتلك الفاخرة والمبالغة بتفاصيلها».


القصب ليس محايداً فحسب، بل إنه يجلب بعض الدفء إلى أي مكان يوضع فيه. يقول جورج: «السبب الرئيس وراء عودة اتجاهات الأثاث إلى القصب هو ببساطة أنه يأخذنا بلحظة إلى الطبيعة، وهو أمر غاية بالأهمية في الزمن الرقمي الحالي، أي أنه يصحبنا إلى عوالم من صنع الإنسان. في المناطق الاستوائية، نرى الكثير من أثاث القصب في المنزل، ونشعر دائماً بالانجذاب إلى لمسه، ولديه القدرة على توفير المساحات، فيما مرور الضوء من خلاله يمنحه سحراً خاصاً. إنه مادة مرنة للغاية وفي الوقت ذاته ثمة سهولة لافتة في استخدامه، وهذه فقط بعض من الأسباب بأنه قد صمد لعدة عقود».

مثل العديد من الاتجاهات الدورية الأخرى، حافظ القصب على جاذبيته من خلال التكيف مع العصر. يمكن تلوينه ليلائم قطعة مزخرفة، أو تركه طبيعياً ليناسب قطعة من منتصف القرن. ويشير المهندس اللبناني جورج منصور: «أعتقد أنه مثل معظم اتجاهات العصر البائد، تم تجديد القصب من قبل الأجيال الشابة، ولكن بطرق أكثر حداثة في عالم التصميم الداخلي والخارجي. إنه يتناغم مع وسائل العيش الحالية، وهو مريح وكاجوال، ويدمج ما بين روح المفروشات الخارجية والداخلية، ما يدفعنا إلى التفنن بالمزج والتنسيق بين ما هو كلاسيكي من المفروشات، والقطع التي تتضمن القصب في صناعتها». ويضيف: «يسمح لنا القصب حالياً بإعادة القطع الفينتاج بطريقة معاصرة».

[saharss]

جميل جدا تسلم ايدك