أهمية حلول الروح القدس في كنيسة الرسل
حلول الروح القدس كان بدء عمل الكنيسة المسيحية.
لقد بدأ السيد المسيح في تكوين الكنيسة حينما اختار الرسل الاثني عشر وأرسلهم ( متى10: 1 16). ثم أختار سبعين آخرون وأرسلهم (لو10: 1-20)، مع مجموعات متفرقة من أحبائه وتلاميذه هنا وهناك. ولكنه على الرغم من اختيار الرسل لم يسمح لهم بأن يبدأوا الكرازة إلا بعد حلول الروح القدس عليهم. فكان ذلك الحدث العظيم هو نقطة التحول العظيم في بدء الكرازة على أوسع نطاق.
فالروح القدس هو الذي منح القوة اللازمة للعمل الكرازي.
كان إرسال الروح القدس هو وعد من الرب" (يو14: 26) (يو15: 26) (يو16: 7). ولكنه مع ذلك قال لهم "ها أنا أرسل إليكم موعد أبى. فأقيموا في مدينة أورشليم، حتى تلبسوا قوة من الأعالي" (لو24: 49). فمن أين تأتيهم تلك القوة؟ قال لهم عن هذا "لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم. وحينئذ تكوون لي شهودًا وفي كل اليهودية والسارة وإلى أقصى الأرض" (أع1: 8)..
كان روح الله لازمًا جدًا لهم، وبدونه لا يعملون:
وسنرى كيف عمل الروح القدس معهم في الكرازة والتعليم. فانتظروا حسب أمر الرب. وكل أعدادهم السابق للخدمة على مدي أكثر من ثلاث سنوات، لم يكن يغنيهم عن الروح القدس وعمله وبهم. ولعل هذه الأيام العشرة التي أنتظروها كانت أيام صلاة ورجئ واستعدادًا من القلب للعمل المقبل...
الروح القدس يعمل في الخدام. وهو الذي يعينهم:
هو الذي حل على الرسل في يوم الخمسين، ولم يبدأوا خدمتهم إلا بعد حلوله عليهم . وكان الامتلاء من الروح القدس شرطًا للخدمة، ليس فقط لدرجة الرسولية، إنما حتى للشمامسة إذ قال الرسول للشعب حينما أرادوا سيامة الشمامسة "انتخبوا أيها الرجال الاخوة سبعة رجال منكم مشهودًا لهم ومملوئين من الروح القدس والحكمة، فنقيهم على هذه الحاجة" (أع6: 3). وكان الروح القدس هو الذي يدعو ويختار الخدام، كما قال "افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما لإليه" (أع13 :2) وهذان بعد وضع الأيدى عليهما، قيل أنهما " أرسلا من الروح القدس" (أع13 : 4). وقد قال القديس بولس الرسول لأساقفة أفسس "احترزوا إذن لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة" (أع20: 28).
والروح القدس كان هو الذي يحرك الخدام:
ففي قصة عماد الخصى الذي كان يقرأ نبوءة اشعياء في مركبته "قال الروح لفيلبس: نقدم ورافق هذه المركبة" (أع8: 28، 29).
وفي قصة عماد كرنيليوس لما وصل رجاله إلى بطرس " قال له الروح: هوذا ثلاثة رجال يطلبونك. قم وانزل واذهب معهم غير مرتاب في شيء. لأنى أنا قد أرسلتهم" ( أع 10: 19، 20). وفي خدمة بولس وسيلا ومن معهم "منعهم الروح أن يتكلموا بالكلمة في آسيا. فلما أتوا إلى ميسيا، حاولوا أن يذهبوا إلى بيثينية فلم يدعهم الروح" (اع16: 6، 7). وأخيرًا دعاهم لتبشير مكدونية... وفي رؤيا يوحنا يقول "فمضى إلى جبل عظيم عال، ورأيت المدينة العظيمة أورشليم..." ( رؤ21: 10). والقديس بولس الرسول يقول " والآن ها أنا اذهب إلى أورشليم إلى مقيدًا بالروح، لا أعلم ماذا يصادفني هناك" (أع20: 21، 22). وفي العهد القديم قيل عن شمشون " وابتدأ روح الرب يحركه في محله دان" (قض13: 25).