رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرسالة الى العبرانيين الاصحاح الثالث في الاصحاح الأول تكلم معلمنا بولس عن المسيح انه كلمة الله وكيف الله تكلم قديما بالأنبياء بطرق كثيره ولكن في ملئ الزمان جاء المسيح كلمته لكي يعطينا الفداء ثم بداء يتكلم عن الفرق بين المسيح والملائكة بسبب معرفته بمكانة الملائكة عند اليهود وأوضح لهم ان الملائكة هم خدام يخدمون خدمة حب للبشر ولكن المسيح هو الذي اتم الخلاص وهو نفسه الذي يقودهم لخدمة البشر ثم يكمل الكلام عن الملائكة في الاصحاح الثاني ويوضح كيف ان اليهود يسمعون للملائكة فبالأولى أن نسمع ونعمل ما قاله المسيح الكلمة المتجسد وأعطى مقارنة ليوضح الفرق الكبير بين المسيح والملائكة وان كونه تنازل وتجسد وصار مثلنا لم يقلل منه بل رفعنا معه وصار مثلنا ليعيننا نحن. ومع بداية الاصحاح الثالث يبدا في مقارنة من نوع خاص بالنسبة لليهود وهي مقارنه بين المسيح وموسى من جهة تدبير الخلاص... فكلنا نعلم مدى سمو مكانة موسى عند اليهود فاراد بولس ان يكشف لهم الكثير من الحقائق أمام أعينهم " مِنْ ثَمَّ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْقِدِّيسُونَ، شُرَكَاءُ الدَّعْوَةِ السَّمَاوِيَّةِ، لاَحِظُوا رَسُولَ اعْتِرَافِنَا وَرَئِيسَ كَهَنَتِهِ الْمَسِيحَ يَسُوعَ. حَالَ كَوْنِهِ أَمِينًا لِلَّذِي أَقَامَهُ، كَمَا كَانَ مُوسَى أَيْضًا فِي كُلِّ بَيْتِهِ. فَإِنَّ هذَا قَدْ حُسِبَ أَهْلًا لِمَجْدٍ أَكْثَرَ مِنْ مُوسَى، بِمِقْدَارِ مَا لِبَانِي الْبَيْتِ مِنْ كَرَامَةٍ أَكْثَرَ مِنَ الْبَيْتِ. لأَنَّ كُلَّ بَيْتٍ يَبْنِيهِ إِنْسَانٌ مَا، وَلكِنَّ بَانِيَ الْكُلِّ هُوَ اللهُ. وَمُوسَى كَانَ أَمِينًا فِي كُلِّ بَيْتِهِ كَخَادِمٍ، شَهَادَةً لِلْعَتِيدِ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِهِ. وَأَمَّا الْمَسِيحُ فَكَابْنٍ عَلَى بَيْتِهِ. وَبَيْتُهُ نَحْنُ إِنْ تَمَسَّكْنَا بِثِقَةِ الرَّجَاءِ وَافْتِخَارِهِ ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ" (عب 1:3-6) يبدأ بولس حديثه بتلقيب المؤمنين بالقديسين فكل من آمنوا بالمسيح صاروا قديسين وشركاء لدعوه سمائيه عظيمة ثم يلقب المسيح برسول ورئيس كهنة لكي يعطيه نفس القاب موسى فموسى كان عند اليهود نبي ورسول ورئيس كهنة ولكن سماه بولس رسول اعترافنا ويقصد بالاعتراف هنا هو الايمان ... فالمسيح بتجسده أسس عهدا جديدا بدمه وقدم نفسه ذبيحه كرئيس كهنة للعهد الجديد ... فان كان العبرانيون يفتقدوا موسى كرسول ورئيس كهنة في المسيح الكلمة المتجسد هو رئيس كهنة العهد الجديد ومؤسس ايماننا جميعا والمسيح امين جدا في رسالته ... فاذا كان اليهود يرون ان موسى كان أمينا في ما أقامه الله عليه فالمسيح الكلمة المتجسد هو أمينا أكثر وأكثر ... المسيح له كل مجد وكرامة فهو أعظم لأن المسيح هو خالق البيت وهو الذي صنعه ... والبيت هنا يعني البشرية .... فان كان موسى أمين على اليهود الذين أقامه الله عليهم فالمسيح هو الذي خلق هذا البيت أي البشرية كلها بما فيها موسى أيضا .. موسى كان امينا كخادم للرسالة أما المسيح فهو الابن الذي يظل امينا أكثر فأكثر من أي خادم وحتى وان كان أعظم خادم... ويوضح بولس فكرة كيف نكون نحن كبشريين بيت الله فيضع شرط لنكون بيت الله بالحقيقة وهي ان تمسكنا بثقة الرجاء وافتخاره ثابته الى النهاية وهذا معناه أن نظل ثابتيين في الايمان ولنا رجاء فيه هو كابن لله ونفتخر بهذا الايمان اي اننا نشهد له في كل مكان ... فباختصار ما أراد ان يوضحه بولس في هذا الجزء أن يوضح كيف أن المسيح أعظم من موسى فهو الخالق الآمين اما موسى فهو خادم امين وان اردنا أن نعيش كبيت الله بالحقيقة لابد ان نؤمن بالمسيح لأنه هو الكلمة المتجسد الذي خلق كل شيء ونشهد بهذا الايمان في كل مكان. وفي الأعداد القادمة يوضح فكرة هامة جدا عن كيف أن اليهود الذين يعظمون موسى الان وهم نفسهم الذين رفضوا وقسوا قلوبهم قديما ولم يسمعوا لموسى بل كانوا غلاظ الرقاب " لِذلِكَ كَمَا يَقُولُ الرُّوحُ الْقُدُسُ:«الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي الإِسْخَاطِ، يَوْمَ التَّجْرِبَةِ فِي الْقَفْرِ. حَيْثُ جَرَّبَنِي آبَاؤُكُمُ. اخْتَبَرُونِي وَأَبْصَرُوا أَعْمَالِي أَرْبَعِينَ سَنَةً. لِذلِكَ مَقَتُّ ذلِكَ الْجِيلَ، وَقُلْتُ: إِنَّهُمْ دَائِمًا يَضِلُّونَ فِي قُلُوبِهِمْ، وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا سُبُلِي . حَتَّى أَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي: لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي." (عب 7:3-11) فينبه بولس العبرانيين وينبهنا معهم أن لا نقسي قلوبنا حينما نسمع صوته كما فعل اليهود قديما انهن اختبروا أعمال كثيرة ولكنهم قسوا قلوبهم ... لقد رأوا أعمال عظيمة من موسى لمدة 40 عاما ولكنهم للأسف ضلوا بقلوبهم ولم يقبلوا ما قاله موسى حتى أن الله لم يسمح لهم بالدخول الى راحته اي أرض الموعد فيعطينا بولس هذا المثل لكي نعرف أننا ان قسينا قلوبنا كما فعلوا قديما لن ندخل الى راحته بس هذه المرة هي الراحة الأبدية فسنخسر ملكوت أبدي اعده الله لنا. ثم يعطي وصايا مهمه جدا لكي لا نكون قساة القلب. " اُنْظُرُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ لاَ يَكُونَ فِي أَحَدِكُمْ قَلْبٌ شِرِّيرٌ بِعَدَمِ إِيمَانٍ فِي الارْتِدَادِ عَنِ اللهِ الْحَيِّ. بَلْ عِظُوا أَنْفُسَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ، مَا دَامَ الْوَقْتُ يُدْعَى الْيَوْمَ، لِكَيْ لاَ يُقَسَّى أَحَدٌ مِنْكُمْ بِغُرُورِ الْخَطِيَّةِ. لأَنَّنَا قَدْ صِرْنَا شُرَكَاءَ الْمَسِيحِ، إِنْ تَمَسَّكْنَا بِبَدَاءَةِ الثِّقَةِ ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ. إِذْ قِيلَ: «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي الإِسْخَاطِ». فَمَنْ هُمُ الَّذِينَ إِذْ سَمِعُوا أَسْخَطُوا؟ أَلَيْسَ جَمِيعُ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ مِصْرَ بِوَاسِطَةِ مُوسَى.؟. وَمَنْ مَقَتَ أَرْبَعِينَ سَنَةً؟ أَلَيْسَ الَّذِينَ أَخْطَأُوا، الَّذِينَ جُثَثُهُمْ سَقَطَتْ فِي الْقَفْرِ؟ وَلِمَنْ أَقْسَمَ: «لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتَهُ»، إِلاَّ لِلَّذِينَ لَمْ يُطِيعُوا؟ فَنَرَى أَنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَدْخُلُوا لِعَدَمِ الإِيمَانِ." (عب 12:3-19). أعطى بولس هذه الوصايا لئلا نسقط في العصيان كما سقطوا سابقا فكانت وصاياه محدده وواضحة كل الوضوح 1- لا يكون لنا قلب شرير بأن يكون لنا عدم ايمان. 2- نعظ أنفسنا باستمرار ما دمنا أحياء لكي لا نسقط في الخطية التي في شكلها جميلة وخادعة. 3- يكون لنا ثقة مستمرة وثابتة لكي نظل شركاء المسيح. 4- ان سمعنا صوته فلا نقسي قلوبنا يكررها ليعلمنا ان من أهم الأدوات أن نسمع ما يقوله الله لنا ونعمله وان تجاهلنا صوت الله وروحه الذي يعمل فينا فقلبنا يتقسى تلقائيا. ثم يسال أسئلة الهدف منها هو اظهار أن اليهود راوا وسمعوا وعاشوا سنين كثيره يتنعمون بنعمة الله ويده التي حرستهم وقادتهم حتى خرجوا من أرض مصر وقادتهم في البرية 40 سنه ولكنهم هم نفسهم الذين سقطوا في قساوة القلب وحكم عليهم بأن يطرحوا خارج أرض الموعد. ويضع آية أخيرة هامة جدا يختم بها الاصحاح وهي أنهم لم يقدروا أن يدخلوا لعدم الايمان يا أحبائي لنتمسك بالإيمان بربنا يسوع المسيح مخلص البشرية كلها الذي جاء وتنازل وهو أعظم من الملائكة وأعظم من موسى لكي يعطينا الخلاص فلابد أن ننتبه ونتمسك بإيماننا ورجائنا فيها لأن ايماننا به يجعلنا ثابتين في شركته ويضمن لنا أن ندخل راحته أي الملكوت الأبدي ولكن ان لم نسمع ونطيع لكلمته ونؤمن به فيتقسى قلبنا ونصير كهؤلاء الذين أقسم انهم لن يدخلوا الى راحته لعدم ايمانهم ... المسيح يشتاق لخلاصك ويحبك ويشتاق أن يدخلك معه الى راحته فلا تقسي قلبك لئلا تفقد أعظم شيء وهو ملكوته ورؤيته البهية. نعمة الله الآب فلتحل على جميعنا أمين. |
|