هل يحقّ للمسيحيين أن يدينوا بعضهم البعض ؟
لا تدينوا من أبرز تعاليم الكتاب المقدس. بعض المؤمنين يقولون هاتين الكلمتين كلما حاول شخص ما، لا سيما مسيحي، أن يصحح للآخر المخطئ في تفكيره أو عمله.
والمجتمع بدوره يعتبر أنه من الخطأ الحكم على الآخرين وإصدار تعليقات سلبية أو ملاحظات شخصية سلبية بحقهم، حتى ولو كانت هذه التعليقات والملاحظات مبنية فعلاً على حقائق ووقائع.
عندما نحكم على الآخرين، نسمح برؤيتهم كما نشاء بسبب انحيازنا الشخصي. وبما أن هذا السلوك كثيراً ما يؤدي إلى التحامل الآثم، نميل إلى التفكير أنه من الخطأ دوماً الحكم على الآخرين. نعتقد أن الله، الديّان العادل، يمنعنا دائماً من الحُكم لأنه هو الوحيد المؤهل والبار بما يكفي لكي يحكم على الناس.
وفي حين أن الله هو فعلاً الوحيد القادر على الحكم بإنصاف وطهارة، يُطلب منا أن نتعلم الحُكم مثله. وعن أهمية تعلّم الحكم بإنصاف، يرد في 1 كورنثوس 6: 1، 3: “أيتجاسرُ منكم أحد له دعوى على آخر أن يُحاكَم عند الظالمين، وليس عند القديسين؟ ألستم تعلمون أن القديسين سيدينون العالم؟ فإن كان العالم يُدان بكم، أفأنتم غير مستأهلين للمحاكم الصغرى؟ ألستم تعلمون أننا سندين ملائكة؟ فبالأَولى أمور هذه الحياة!”.
بناءً على هذا المقطع الإنجيلي، ليس من الخطأ الحكم على الآخرين إذا كانت الغاية محقة. ما هو “الحكم”؟ الحكم يعني التمييز؛ التفكير بدقة من أجل تكوين رأي أو استنتاج.
هذا يعني أننا عندما نحكم على شخص ما، نحاول أن نكوّن بدقة الرأي الصائب عنه بناءً على الأدلة التي نملكها. الحكم على شخص ما لا يعني تلقائياً أن نصدر حكماً سلبياً بحقه لوسمه بطريقة سيئة بناءً على انحيازاتنا الشخصية.
فهل من الخطأ الحكم على الآخرين؟ أجل، إنه خاطئ عندما نستخدمه لوسم الآخر أو مهاجمته أو إظهار أنفسنا كأشخاص أفضل من الآخرين. فقد قال الرب يسوع بنفسه: “لا تدينوا لئلا تدانوا، لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون، وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم” (متى 7: 1، 2).
يرد أيضاً في العبرانيين 5، 14: “وأما الطعام القوي فللبالغين الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير والشر”.