أراد يسوع أن يُعلّمنا أن كرازة الإنجيل لا بُدّ أن تلقى العثرات والفَشَل، ولذلك تمثل الأنواع الأربعة من التربة ردود أفعالنا المختلفة نحو كَلِمة الله. تختلف ردود أفعالنا باختلاف استعداداتنا، فبعض النَّاس يُقسّون قلوبهم أمام نداء كَلِمة الرَّبّ، والبعض لا عُمق لهم، وآخرون قد أفسدتهم همومُ الدُّنيا وشهواتها، والبعض يتقبلون الكَلِمة. وهنالك ناحية أخرى يضعنا فيها المَثل، وهي التذكير بالثمار الأخيرة للأرض الطَّيِّبَة والتي تفوق كل توقع سابق وكل مقياس بشري. وهكذا يُهيئ يسوع تلاميذه بصورة مناسبة لكيلا ييأسوا من الفَشَل، بل أن يتابعوا عملهم بإيمان وصبر وثبات. فدعوتنا أن نُصبح تُرْبة بلا صخور ولا حصى، أو أي شيء يُعيق نمو الكَلِمة، تُربة مُعدَّة تمامًا لاستقبال مشيئة الرَّبّ وكلمته برضى وفرح. فنتساءل أخيرًا: أي نوع من التُربة نحن؟ فإلى أي مدى قد تأصلت كَلِمة الله في حياتنا؟