قدّم يسوع لتلاميذ يُوحنَّا المَعمَدان صورة حيّة خلال السمع والرؤية، إذ أَجابَهم "اِذهبوا فَأَخبِروا يُوحنَّا بِما تَسمَعونَ وتَرَون" (لوقا 11: 4). فقد سمعوا كلمات محبّته الإلهيّة الفائقة نحو البشريّة ورأوا أعماله، وأخيرًا حذّرهم من التعثّر فيه. لأنه إذ يدخل إلى الآلام ويجتاز الصليب يتعثّر فيه من لا يدخل إلى أسراره العميقة. وهذا التحذير ليس موجَّهًا للقدّيس يُوحنَّا المَعمَدان، فقد سبق فأعلن يُوحنَّا المَعمَدان بنفسه عن سرّ الصليب بقوله: هُوَذا حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرفَعُ خَطيئَةَ العالَم" (يُوحنَّا 1: 29)، فبقوله "حمل الله" يُعلن الصليب، الذي به يحمل خطيئة العالم. فالحديث إذن موجَّه لتلاميذ يُوحنَّا حتى لا يتعثّروا في صليبه.
ويُعلق القديس هيلاري أسقف بواتي "يرسل يُوحنَّا تلاميذ إلى المسيح لينظروا أعماله، فتثبت تعاليم المسيح لهم فلا يكرزون إلا به، غير متطلّعين إلى مسيحٍ آخر".