رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإنسان الذى يحب الله يستطيع أن يدرك قدرة الله فى كل أعماله: يراه بعينى قلبه فى جمال وإتقان الخليقة، ويراه فى بذله ومحبته على الصليب، ويراه فى تدبير العالم وحفظه. حينما يرى الذهب لا تتحول نظرته إلى شهوة اقتناء المادة، بل يرى فيه ما يشير إلى صفات الله الذى لا يتغير وتكون هذه هى النظرة البسيطة. وحينما يرى امرأة لا يتأمل فى مفاتن جسدها، بل يرى عطية الله لآدم إذ خلق له معيناً نظيره، وبالمرأة أمكن أن يأتى المسيح من نسلها لخلاص العالم. فيرى فى المرأة العذراء مريم فى طهارتها، فى عفتها، فى أمومتها وهى قد صارت سماء ثانية حينما حملت الله الكلمة فى أحشائها، وبهذا يستطيع أن يرى المسيح بعينى قلبه مولوداً من امرأة فى ميلاد طاهر عذراوى. وهكذا يستطيع الإنسان بنظرته البسيطة أن يدرك الله فى كل ما يراه. ويتحقق فيه قول السيد المسيح: “طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله” (مت5: 8). ومثل هذا الإنسان يتأهّل لرؤية السيد المسيح فى مجد ملكوته الأبدى. |
|