قداسة البابا تواضروس الثاني
“المتضايقون اشبعهم بالخيرات”
عظة الأربعاء 30-10-2024
كنيسة القديس الأنبا بيشوي بمنطقة زهراء المعادي
باسم الآب و الابن و الروح القدس الإله واحد … آمين
تحل علينا نعمته و رحمته من الآن وإلى الأبد … آمين
سعيد أن أكون معكم اليوم فى هذه الكنيسة المباركة وتاريخ إنشأها وتعبكم ومحبتكم
سعيد أن أكون معكم فى هذه الإيبارشية المباركة إيبارشية المعادى نيافة الأنبا دانيال مطران المعادى وتوابعها
سعيد بكلمة الأحباء والمهندس رئيس لجنة الكنيسة وكلمة نيافة الأنبا دانيال والشمامسة والكورال والموسيقى واستعراض الآباء فى النواحى الصحية ومدارس الأحد والشباب و الإنشاءات
ومشاكة الأباء الأحباء الأساقفة والآباء الكهنة
فرصة طيبة افتقاد كنيستكم الجميلة ونفرح بيكم ونفرح بعمل الله فى الكنيسة من بداية 1975م
لكى ما يكون عندنا رجال عظماء ..يكون عندنا أطفال صغار
الشجرة الكبيرة تبدأ ببذرة صغيرة
نتأمل فى المزمور 34 من مزامير داود النبى والأعداد (١٧ – ٢٢)
“أولئك صرخوا، والرب سمع، ومن كل شدائدهم أنقذهم.
قريب هو الرب من المنكسري القلوب، ويخلص المنسحقي الروح.
كثيرة هي بلايا الصديق، ومن جميعها ينجيه الرب.
يحفظ جميع عظامه. واحد منها لا ينكسر.
الشر يميت الشرير، ومبغضو الصديق يعاقبون.
الرب فادي نفوس عبيده، وكل من اتكل عليه لا يعاقب.“
بدأنا منذ عدت أسابيع التأمل فى قطع القداس الغريغوري ” شفاءًا للمرضي”، “راحة للمعوزين”
“إطلاقًا للمسبيين”، “قبولًا للأيتام”،”مساعدة للأرامل”، اليوم نتأمل في طِلبة “المتضايقون اشبعهم بالخيرات”،
الله يرى ضيقتنا ويسمع صرخنا مهما كانت صلواتك قصيرة استجابة الله في الضيقة:
١– يرى ضيقتنا، “إني قد رأيت مذلة شعبي الذي في مصر وسمعت صراخهم من أجل مسخريهم. إني علمت أوجاعهم ” (خر ٣: ٧).
٢– يستجيب، “القادر أن يفعل فوق كل شيء، أكثر جدا مما نطلب أو نفتكر، بحسب القوة التي تعمل فينا ” (أف ٣: ٢٠).
٣– يشبع الذين في الضيقة، “ها أنا ناظر أربعة رجال محلولين يتمشون في وسط النار وما بهم ضرر، ومنظر الرابع شبيه بابن الآلهة ” (دا ٣: ٢٥).
لماذا يسمح الله بالضيقة؟
١– تنقية النفس وتقوية الإيمان، “احسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة ” (يع ١: ٢).
٢- تقود الإنسان أن يعتمد كاملًا على الله، “أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني ” (في ٤: ١٣).شوكة بولس الرسول فى الجسد“ولئلا أرتفع بفرط الإعلانات، أعطيت شوكة في الجسد، ملاك الشيطان ليلطمني، لئلا أرتفع.” (2 كو 12: 7).
٣– تُظهر مجد الله، مثال معجزة نقل جبل المقطم في القرن العاشر الميلادي، “لا هذا أخطأ ولا أبواه، لكن لتظهر أعمال الله فيه. ” (يو ٩: ٣).
٤– ترفع عيوننا إلى السماء، “فإني أحسب أن آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا ” (رو ٨: ١٨).
أنواع الضيقات أحيانًا تكون فردية وهي لكي تساعد الإنسان في التوبة، وأحيانًا الضيقة الجماعية لحماية أي مجتمع من الانقسام.
أكثر خطية تغضب قلب الله الانقسام والتحزب
ضيقة دانيال النبى ضيقة فردية “إلهي أرسل ملاكه وسد أفواه الأسود فلم تضرني، لأني وجدت بريئا قدامه، وقدامك أيضا أيها الملك، لم أفعل ذنبا”(دا 6: 22)
ضيقة أستير وضيقة نحميا ضيقة جماعية هدفها الوحدة وعدم الانقسام فى المجتمع والكنيسة والخدمة
نوعيات الضيقات كالتالي:
1- ضيقة جسدية، والله يستطيع أن يُشبع بالخيرات من خلال الشفاء الجسدي والصحة، مثال: شفاء المولود أعمى والمخلع، فينبغي أن نفتقد المريض، “ مريضا فزرتموني ” (مت ٢٥: ٣٦).
٢– ضيقة نفسية، مثال: القلق والخوف، فينبغي أن نُشجع ونعطي روح الأمل، “ قريب هو الرب من المنكسري القلوب، ويخلص المنسحقي الروح ” (مز ٣٤: ١٨). السلام الوحيد من شخص السيد المسيح يا ملك السلام أعطنا سلامك قرر لنا سلامك واغفر لنا خطايانا…شجع أولاد فى أعمالهم
٣– ضيقة روحية، مثال: إرميا النبي ودانيال النبي، ولأجل أمانتهم أعطاهم الله الإيمان القوي، ” الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون، بل سيجعل مع التجربة أيضا المنفذ، لتستطيعوا أن تحتملوا ” (١ كو ١٠: ١٣).
٤– ضيقة مادية، كالأزمات الاقتصادية، فيجب أن نتعلم روح التدبير، “فيملأ إلهي كل احتياجكم بحسب غناه في المجد في المسيح يسوع ” (في ٤: ١٩).
٥– ضيقة في الأسرة، مثال راعوث والتي باركها الله وأشبعها بالخيرات، فنحتاج أن نتعلم الحكمة في التعامل مع المشكلات.
قراءة سفر المزامير باستمرار، لأنه يعطي طمأنينة للإنسان، “ طوبى للجياع والعطاش إلى البر، لأنهم يشبعون ” (مت ٥: ٦).
اشبعهم بالخيرات من خلال البركة فى القليل
خيرات الله كثيرة فى حياة الإنسان.
شعب المقطم شعب مبارك ويحافظ على كنيسته الأرثوذكسية ونيافة الأنبا ابانوب قدم استقالته دون إجبار، واستقالته محل دراسة من جانبنا حاليًّا وما تردد عن سيامة كهنة ذوي ميول غير أرثوذكسية أو يوم صلاة عالمي في المقطم كلها “أكاذيب” من صفحات الإثارة على مواقع التواصل الاجتماعي فلا تستمعوا إلى الأكاذيب وأبوابنا مفتوحة للجميع“
إن خدمة المقطم بها آباء كهنة مباركين، وشعب المقطم شعب مبارك، ونتذكر بالخير “أبونا سمعان” الذي بدأ الخدمة في المنطقة منذ أكثر من خمسين عامًا، والآباء الكهنة الآخرين بالقطاع، وهم محافظون على كنيستهم القبطية الأرثوذكسية.
الكنيسة بها آباء مطارنة وأساقفة للإيبارشيات، وأساقفة آخرون عموم، ومهمتهم الأساسية مساعدة “البابا البطريرك” في إيبارشيته نظرًا لاتساعها فهي تشمل القاهرة والإسكندرية، وأماكن أخرى خارج مصر. وأضاف أنه بالإسكندرية يوجد ثلاثة أساقفة عموم، وفي القاهرة ١٢ من الآباء الأساقفة العموم المساعدين للبابا، وبناءً على ذلك فإن تزكية الأسقف العام تأتي عن طريق “البابا”، وليس له بالطبع تزكية من الشعب.
خدمة الأسقف العام يمكن أن تتغير من مكان إلى آخر أو أن يذهب إلى الدير، لأن مجال عمله واسع ومتعدد.
نيافة الأنبا أبانوب له هناك أكثر من عشر سنين، ظهرت خلالها بعض الضعفات والخلافات بينه وبين الآباء الكهنة، وجلست معه كثيرًا ونصحته مرات عديدة، وشكلنا عدة لجان لمساعدته في عمله هناك، وما زالت هذه اللجان تعمل حتى الآن، ولكن لم تكن استجابة نيافته ملائمة.
“مؤخرًا ظهرت من نيافة الأنبا أبانوب بعض التجاوزات، ليس من المناسب أن نتكلم عنها هنا، فتم التحقيق معه، وفي نهاية هذا التحقيق قدم استقالته، بلا إجبار، ولم تُمارَس عليه أي ضغوط، بل قال إنه يفضل أن يعيش حياة المغارة والوحدة، ولقد كتب هذه الاستقالة بخط يده، ومن بين ما قاله نصًّا فيها: “بسبب ظروفي الصحية”، واختار أن يعود إلى ديره دون إجبار من أحد على الإطلاق.
“استقالته حاليًّا قيد الدراسة، حيث يجب أن أجتمع مع آباء المقطم لمزيد من التشاور.”، وأكد: “بكل يقين نحن نعمل من أجل صالح الشعب والخدمة، وعملنا هذا نقدمه لله أولاً، وبضمير خالص أمامه.”
“امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص هذا الموضوع بالعديد من الروايات والأكاذيب، منها مثلاً أن الاستقالة جاءت بالإجبار وهو ما لم يحدث إطلاقًا، وأيضًا قيل إن هنالك خمسة أشخاص لهم ميول غير أرثوذكسية ستتم سيامتهم كهنة وهو أمر بعيد تمامًا عن الحقيقة فلا يوجد أي حديث عن سيامة مثل هذه.
الأكذوبة الثالثة التي قيلت هي أن هناك ترتيبات لإقامة يوم صلاة عالمي في المقطم، وأيضًا لا يوجد أي تفكير في أي شئ من هذا القبيل.”
وحذر قداسته أبناءه: “أرجوكم انتبهوا من صفحات الإثارة والسوداوية، لأن الهدف منها أن تقسم الكنيسة، “خد بالك، خليك ناصح” ولا تشارك في نقل مثل هذه الشائعات والأكاذيب، والأفكار الفاسدة التي يرددونها“.
“صاحب الكنيسة هو المسيح ونحن جميعًا خدام في يده وما يحكمنا هو الأمانة (أمانة العمل)“.
“يوم سيامة الأسقف العام لم تكن له تزكية من الشعب بل هو من اختيارنا للقيام بتكليفات محددة، قد يحدث قصور في أداء هذه التكليفات وينتهي الأمر“.
“أرجوكم لا تستمعوا للأكاذيب، الكنيسة بخير، وعمل الله سيستمر والخدام الأمناء كثيرون والخدمة تحتاج إلى حكمة وتعقل وروية وهدوء لكي تتم بكل سلام وخير.”
“السوشيال ميديا” ليست المكان المناسب لأن تطرح عليها الطلبات فيما يخص الكنيسة، وأن أي إنسان له طلب، “أبوابنا مفتوحة، بابي مفتوح، وكافة الآباء كذلك لكل من “انتبه لئلا تصنع خطية تأتي نتيجتها عليك وعلى بيتك وعلى عملك وحياتك بشكل عام!”
“في كل أمورنا حتى أمام هذه الضيقات التي نواجهها نرفع قلوبنا إلى الله ونطلب منه قائلين: “يارب اذكر عملك واحرسه وباركه، وكن معنا واحفظ كنيستك وأرضنا وسلامة حياتنا“.
لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.