منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 04 - 2018, 10:52 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

يتألم ويرفض ويقتل

يتألم ويرفض ويقتل


وهذه هي المرة الأولى الذي يُعلن الرب فيها عما سيحدث لهُ بتفاصيل: وَإبْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيراً وَيُرْفَضَ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَيُقْتَلَ. (مرقس 8: 31)
ولنلاحظ هنا أن هذا الكلام لم يأتي إلا بعدما سأل الرب: من يقول الناس إني أنا؟، وبعد ذلك سأل سؤال على مستواهم الشخصي للتحديد (تحديد موقفهم الشخصي) وأنتم من تقولون إني أنا؟، فأجاب بطرس: أنت المسيح، وجاءت في لوقا: أنت مسيح الله، وجاءت في متى: أنت هو المسيح ابن الله الحي (لوقا 9: 20؛ متى 16: 16)، ثم بعد اعتراف بطرس والتلاميذ ضمناً بدأ يُعَلِّمُهُمْ أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيراً وَيُرْفَضَ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَيُقْتَلَ، وبعد ثلاثة أيام يقوم.

فالمسيح الرب لم يتكلم للتلاميذ مباشرة – وعلى مستوى خاص – عن العمل الذي سيقوم به علانية وبوضوح شديد وبكلام مباشر لا يقبل التأويل، إلا بعدما استعلن لهم – على المستوى الشخصي وفي أكثر من موضع – انه هوَّ المسيا، مسيح الله، ابن الله الحي الآتي لخلاص العالم حسب التدبير، لأنه بدأ يُعطيهم الصورة الحقيقية عنه كمسيح الله الحقيقي بعدما اعترفوا به بوضوح، لأنه أزال صورة الفريسيين المشوهة عن المسيا الذي سيأتي كملك للراحة الأرضية والحرية السياسية، لذلك اندهش الجمع من كلام الرب نفسه إذ حينما سمعوا قوله (وأنا ان ارتفعت عن الأرض اجذب إليَّ الجميع. قال هذا مُشيراً إلى أية ميتة كان مزمعاً أن يموت) فقالوا لهُ: نحن سمعنا من الناموس أن المسيح سيبقى إلى الأبد، فكيف تقول أنت إنه ينبغي أن يرتفع ابن الإنسان؟ (يوحنا 12: 32 – 34)
فالمسيح الرب من المستحيل يتحدث عن آلامه وموته بشكل صريح لا يقبل التأويل، إلا بعدما يُستعلن أنه هو الآتي على المستوى الشخصي لكل واحد، أي أنه هو المسيح الرب الوسيط الوحيد الذي به وحده الخلاص، وبالتالي لن يقدِّم دعوة التبعية بحمل الصليب لأحد، بشكل واضح ومباشر، دون أن يُستعلن لهُ أنه الرب من السماء الآتي لخلاص النفس ونقلها من الظلمة للنور، ومن الموت للحياة، ومن التعب للراحة.

فعلى المستوى الشخصي لكل واحد لا بُدَّ من أن يعي ويدرك من هو المسيح بالنسبة لهُ على مستوى الإيمان، لذلك لن يقول المسيح الرب لأحد أنكر نفسك واحمل صليبك واتبعني وهو لا يعلم من هوَّ، لا على مستوى الفكر والمعلومات، بل على مستوى الإيمان أنه هو المسيح ابن الله الحي، بمعنى أن نعرفه على مستوى إعلانه عن نفسه: [أنا هوَّ]
+ فَقَالَ كَثِيرُونَ مِنْ تلاَمِيذِهِ إِذْ سَمِعُوا: «إِنَّ هَذَا الْكلاَمَ صَعْبٌ! مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَسْمَعَهُ؟» (كان يقول عن نفسه: أَنَا الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هَذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ وَالْخُبْزُ الَّذِي أُقَدِّمُهُ أَنَا، هُوَ جَسَدِي، أَبْذُلُهُ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَحْيَا الْعَالَمُ). فَعَلِمَ يَسُوعُ فِي نَفْسِهِ أَنَّ تلاَمِيذَهُ يَتَذَمَّرُونَ عَلَى هَذَا فَقَالَ لَهُمْ: «أَهَذَا يُعْثِرُكُمْ (يجعلكم تشكون)؟ فَإِنْ رَأَيْتُمُ (فماذا لو رأيتم) ابْنَ الإِنْسَانِ صَاعِداً إِلَى حَيْثُ كَانَ أَوَّلاً؟ اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي. أَمَّا الْجَسَدُ فلاَ يُفِيدُ شَيْئاً. اَلْكلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ. وَلَكِنْ مِنْكُمْ قَوْمٌ لاَ يُؤْمِنُونَ». لأَنَّ يَسُوعَ مِنَ الْبَدْءِ عَلِمَ مَنْ هُمُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ وَمَنْ هُوَ الَّذِي يُسَلِّمُهُ. فَقَالَ: «لِهَذَا قُلْتُ لَكُمْ إِنَّهُ لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يُعْطَ مِنْ أَبِي». مِنْ هَذَا الْوَقْتِ رَجَعَ كَثِيرُونَ مِنْ تلاَمِيذِهِ إِلَى الْوَرَاءِ وَلَمْ يَعُودُوا يَمْشُونَ مَعَهُ. فَقَالَ يَسُوعُ لِلاِثْنَيْ عَشَرَ: «أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً تُرِيدُونَ أَنْ تَمْضُوا؟». فَأَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «يَا رَبُّ إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ. وَنَحْنُ قَدْ آمَنَّا وَعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ». (يوحنا 6: 60 – 69)
لأننا أن لم نعي ونعرف مسيح القيامة والحياة (بشكل شخصي ونعترف به على مستوى الإيمان)، فأننا لن نحمل الصليب أبداً ولن نحتمل مرارة ضيق الطريق، لأن قبل القيامة وحلول الروح القدس التلاميذ كلهم خافوا وهربوا (ولهم العذر فعلاً)، حتى الذين طلبوا أن يكونوا عن اليمين واليسار وقالوا باندفاع انهم يستطيعوا أن يشربوا الكأس الذي شربها المسيح الرب عن آخرها، لذلك نجد كلام الرب عن الصليب والموت يتبعه عبارة: "ثم يقوم في اليوم الثالث"
وبولس البَنَّاء الحَكِيمٍ (1كورنثوس 3: 10) قال ليوضح الأمور بتدقيق لأنه عاشها كما هي: لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهاً بِمَوْتِهِ. (فيلبي 3: 10)، فقد وضع قوة القيامة أولاً، ثم تكلم عن شركة آلامه والتشبه بموته، لذلك فأن لم نعرف المسيح الرب على أساس انه هو بنفسه وبشخصه القيامة: أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ Ἐγώ εἰμι ἡ ἀνάστασις καὶ ἡ ζωή (يوحنا 11: 25)
فكيف لنا أن نضع رجاءنا فيه ونسير وراءه حاملين صليب العار والمذلة لنموت معه، ونحن نعرفه على مستوى الجسد الضعيف ونطلب منه كل ما يخص الحياة الحاضرة هنا على الأرض لأن كل رجاءنا فيها ويصعب علينا أن نخسر شيئاً منها، بل علينا أن نعرفه معرفة حقيقية على مستوى إعلانه عن ذاته أنه أصل الحياة ونبع الوجود كله وهو بذات نفسه وبشخصه القيامة ورأس الخليقة الجديدة، وهو الخالق والمجدد للطبيعة، وذلك لكي نستطيع أن نتبعه تبعية حقيقية بلا تراجع أو استسلام لضعف الخوف. (انظر 2كورنثوس 5: 11 – 21)

أما المرة الثانية التي تحدث فيها عن آلامه وموته كانت في الإصحاح التاسع، ونلاحظ أنه لَمْ يُرِدْ أَنْ يَعْلَمَ أَحَدٌ، وذكر القديس مرقس السبب في ذلك:
وَخَرَجُوا مِنْ هُنَاكَ وَاجْتَازُوا الْجَلِيلَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَعْلَمَ أَحَدٌ. لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُ تَلاَمِيذَهُ وَيَقُولُ لَهُمْ إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ فَيَقْتُلُونَهُ وَبَعْدَ أَنْ يُقْتَلَ يَقُومُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا الْقَوْلَ وَخَافُوا أَنْ يَسْأَلُوهُ. (مرقس 9: 30 – 32)
وهنا نلاحظ انفراد الرب بالتلاميذ إذ رفض يُكلِّم عامة الشعب لكي يُعلمهم، فكان الحديث خاص جداً، موجه للتلاميذ وحدهم، وهذا لا عجب فيه لأن التعليم الذي قدَّمه الرب هنا فعلاً لا يختص أو يُقدَّم إلا لمن يُريد أن يكون تلميذاً على نحو خاص لشخصه بكونه الله الكلمة المتجسد حسب التدبير، وطبعاً خوف التلاميذ هنا واضح لأن كلام الرب مُرعب جداً بالنسبة لهم، غير أن موضوع "يقوم بنفسه من الأموات" كان غريب على مسامعهم بالطبع، لكن علينا الآن أن نُركز فقط على أن الرب يُعلمهم على نحو خاص بعيداً عن العامة، لأن هذا التعليم ليس لعامة الناس بل للتلاميذ الأخصاء المستعلن لهم صفته وشخصه، لأن عامة الناس الذين لا يدركوا من هو المسيا الآتي لن يفهموا ضرورة هذا العمل الفظيع والغير مقبول، لأنه تكلم علانية بأمور غريبة على المسامع وكثيرون تركوه ومضوا، والموضوع هنا ثقيل على المسامع بشكل خاص، ولكن الرب كلم التلاميذ على نحو خاص جداً لأنه اقترب فعلياً من تلك الساعة وينبغي أن يدركوا عمله.

أما المرة الثالثة الذي يتحدث فيها عن آلامه أتت في الإصحاح العاشر، وكانت أبلغهم في القول والتعليم من جهة التطبيق، من حيث أن الآلام اقتربت وسيتم كل ما قاله بالحرف الواحد، لذلك علينا أن نلاحظ الحديث كله في هذا الإصحاح لأنه في منتهى الأهمية القصوى، لأن فيه يظهر معنى حمل الصليب في اتساع معناه المقصود منه بكل دقة، فكل ما حدث في هذا الإصحاح يهمنا بالدرجة الأولى ليوضح كل الكلام السابق شرحه منذ بداية الموضوع إلى الآن، طبعاً ما كان يسبق كلام الرب هنا هو لقاء الشاب الغني كما سبق وتكلمنا عنه، لكن سنبدأ الكلام من بداية وهم ذاهبون لأورشليم وانفراده بهم وكلامه عما سيحدث له:
وَكَانُوا فِي الطَّرِيقِ صَاعِدِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَقَدَّمُهُمْ يَسُوعُ وَكَانُوا يَتَحَيَّرُونَ. وَفِيمَا هُمْ يَتْبَعُونَ (يسيرون وراءه) كَانُوا يَخَافُونَ. فَأَخَذَ الاِثْنَيْ عَشَرَ أَيْضاً وَابْتَدَأَ يَقُولُ لَهُمْ عَمَّا سَيَحْدُثُ لَهُ: «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى الأُمَمِ. فَيَهْزَأُونَ بِهِ وَيَجْلِدُونَهُ وَيَتْفُلُونَ عَلَيْهِ وَيَقْتُلُونَهُ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ». (مرقس 10: 32 – 34)
علينا الآن نلاحظ ونفهم خوف التلاميذ الشديد، لأن في الواقع الصليب ليس سهلاً أبداً كما نتحدث عنه اليوم بسهولة، ولا يُأخذ ببساطة كتابة أو قراءة موضوع، لأن فيه خوف حقيقي لأنه يعتبر ساعة ظلمة، أي أنه من جهة الشكل يعتبر ساعة انتصار الظلمة، لأن الرب عند القبض عليه قال:
إِذْ كُنْتُ مَعَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ فِي الْهَيْكَلِ لَمْ تَمُدُّوا عَلَيَّ الأَيَادِيَ.
وَلَكِنَّ هَذِهِ سَاعَتُكُمْ وَسُلْطَانُ الظُّلْمَةِ. (لوقـــا 22: 53)
فما هو ظاهر هو ساعة الظلمة والفوز والانتصار على الحق، ساعة الشماتة والتعيير: «يَا نَاقِضَ الْهَيْكَلِ وَبَانِيَهُ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ خَلِّصْ نَفْسَكَ! إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ!». (متى 27: 40)

وهنا علينا أن نُلاحظ بدقة كلام الرب في وصف الأحداث الآتية ومدى الخطورة والضيق والمرارة التي فها:
1 – سيُسلَّم إلى رؤساء الكهنة والكتبة (وفي هذا الأمر مرارة كأس الخيانة من تلميذ وهروب الجميع وتركه وحيداً تماماً)
2 – ويُحكم عليه (باطلاً لأن ليس فيه خطية واحدة أو ملامه على أي شيء)
3 – يُسلم للأمم أي بيلاطس لتنفيذ الحكم فعلياً (وبشهادة بيلاطس لا يوجد فيه علة واحدة)
4 – يُهزأ به ويُجلد ويتفل عليه (استهزاء وسخرية وشماته غير مُبررة)
5 – يُقتل بالصليب (تعيير وتشفي وانتصار ساعة الظلمة)
6 – في اليوم الثالث يقوم (المجد الفائق لألوهيته وتمجيد بشريتنا فيه)
رد مع اقتباس
قديم 27 - 04 - 2018, 07:18 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

الصورة الرمزية walaa farouk

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,348

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

walaa farouk غير متواجد حالياً

افتراضي رد: يتألم ويرفض ويقتل

ميرسى على الموضوع الجميل مرمر
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يطيب خاطر كلب ويقبل رجله المكسورة
ويعيننا ويقبل سؤالات وطلبات قديسيه
هل الله هو الذي يميت ويقتل الناس؟
شخص يتقدم على البابا ويقبل يدة ويقبل يد شيخ الازهر
السيسي يبكى ويقبل يد أم إسلام المهدى


الساعة الآن 10:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024