رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الآباء والحياة الروحية ونماذج من صلواتهم * كتابات آباء الكنيسة هي مصدر الخبرات الروحية التي عاشها القديسون وكتبوها أو كُتبت عنهم سواء كانوا من الآباء الذين كانوا يرعون المؤمنين في الكنائس أو من الآباء النساك في البرية الذين لهم إنتاج وفير في الحياة الروحية والنسكية. * كما أنها هي مصدر سير الشهداء والقديسين في العصور المسيحية الأولى. نماذج من صلوات الآباء نورد هنا بعض صلوات الآباء والتي تعبر عن حياتهم الروحية. 1- إكليمندس الروماني: صلاة من أجل الاعتراف بالخطايا يا ربنا * لا تحص كل آثام خدامك وعبيدك، بل طهرنا بطهارة حقك، وقُدْ خطواتنا في قداسة القلب، حتى ما نعمل ما هو حق ولائق في عينيك وعيني رؤسائنا (المضطهدين) نعم أيها السيد الملك اظهر علينا وجهك، حتى ما نذوق الخيرات في سلام، وارحمنا بيمينك القوية، وحررنا من كل خطية بذراعك العالية، وأنقذنا من أولئك الذين يبغضوننا بغير وجه حق، هب التوفيق والسلام لنا ولجميع سكان الأرض، كما وهبته لآبائنا، الذين صلوا إليك بإيمان وفي الحق، خاضعين لك يا ضابط الكل ولقداستك. 2- أغناطيوس الأنطاكي: رسالة لشعبه عن الصلاة للآب. * إن كهنتكم يلتفون حول أسقفهم في تناغم كالقيثارة، لهذا نرتل للمسيح يسوع في انسجام معكم وفي اتفاق محبتكم، وقد صرتم جميعكم كجوقة واحدة تفصحون عن الغناء لله في اتفاق الوحدة، وتصوتون به جميعًا بصوت واحد، بالمسيح يسوع مخاطبين الآب، حتى ما يسمعكم وحتى ما تشهدون بأعمالكم الحسنة كأعضاء ابنه. 3- إيرينئوس أسقف ليون: صلاة من أجل توبة الهراطقة * إننا نصلى كي لا يبقى الهراطقة في الحفرة التي حفروها بأنفسهم، وحتى لا ينفصلوا عن أمهم، بل يهجروا تلك الهوة ويتجنبوا هذا الفراغ، ويهربوا من أجداد التنين ويولدوا ولادة شرعية إذ يتوبون إلى كنيسة الله، وأن يتصور المسيح فيهم، ويقروا بالإله الواحد ورب جميع الأشياء كالخالق الوحيد والصانع لهذا الكون، هذه هي أمنية محبتنا، نوجهها إلى الله، فإن محبتنا له أكثر نفعًا مما يعتقدون أنهم يتحابون وإذ هي محبة خالصة فإنها ستكون أكثر فعاليه، إن كانوا يستجيبون، إن أمنيتنا لهم كالدواء المر: إذ تنتزع اللحم الميت من الجرح، وتفضح غرورهم، لهذا نحاول بكل قوانا وبلا ملل أن نمد لهم اليد... آمين. 4- كبريانوس أسقف قرطاجنة: صلاة توسلية: * إن الاتضاع يليق بالأكثر بأولئك الذين تأتى أخطاؤهم من مشاعر غريبة عن الاتضاع. فليتهم يقرعون الباب ولكن لا يكسرونه، ليتهم يقتربون من عتبة الكنيسة ولكن لا يتخطونها، وليتهم يقتربون من باب المعسكر السمائي، ويصعدون إلى المَحْرَس ولكن مسلحين بالاتضاع ومقرين بذلك بأنهم كانوا شاردين. 5- إكليمندس الاسكندري: * كن رحومًا يا الله المعتنى بأبنائك الصغار، أيها الآب مرشد إسرائيل، الآب والابن والروح القدس معًا، هبنا إذ نتبع وصاياك، أن نبلغ شبه الصورة التي لك، وأن نختبر صلاح الله قدر استطاعتنا، ولا نقع تحت قصاص الدينونة. 6- أوريجانوس: * كم هو حسن وكم هو مجيد أن نقبل جرح المحبة! فالواحد يقبل جرح المحبة الجسدية والآخر يجرح من بعض شهوات أرضية، أما أنت فأكشف أعضاءك وقدم نفسك للسهام العجيبة فالله هو الرامي! * اسمع الكتاب الذي يتكلم عن هذا السهم، وإن كنت تريد أن تزداد عجبًا أيضًا، اسمع السهم نفسه لأنه يتكلم ويقول: "جعلني سهمًا مبريًا، في كنانته أخفاني، وقال لي أنت عبدي إسرائيل الذي به أتمجد" (أش 2:49-3). * اسمع جيدًا ما يقوله لك هذا السهم وكيف اختاره الله، كم هو طيب نصيب أولئك الذين يجرحون به، لقد جرح به أولئك الذين كانوا يقولون لبعضهم البعض: "ألم يكن قلبنا ملتهبًا فينا إذ كان يكلمنا في الطريق ويفسر لنا الكتب"؟ 7- ميثوديوس أسقف أولمبيا: * عاش الأب ميثوديوس في آسيا الصغرى، شخصية غير معروفة كثيرًا، كان مناهضًا لأوريجانوس من بين مؤلفاته: "وليمة العشر عذارى" التي تمجد البتولية،ويختم المؤلف بنشيد حماسي تنشده العذارى لعريسهن الطاهر، ويتكون من نحو 24 فقرة بعبارات قوية قرارها المتكرر هو الآتي: "حفظت نفسي طاهرة لك، ومصباحي مضيء في يدي وأسعى للقائك يا عريسي". 8- صلوات آباء الكنيسة الشرقيين: " تمجيد للبتولية ":
9- إغريغوريوس النازينزى صلاة إبان المرض: * قوني أيها المسيح فإن عبدك قد بطل. وصوتي الذي كان يسبحك قد صمت، فكيف ترضى بذلك. شددني ولا تهمل كاهنك. أود أن أعود ثانية إلى الصحة وأرتل لك وأطهر شعبك أرجوك يا قوتي لا تتركني. فإن كنت في الضيقة قد نكثت العهد فإني أود أن أعود إليك. 10- إغريغوريوس النيسي أنت يا رب حقًا، نبع صاف لا ينضب معينه من الصلاح : * لقد رذلتنا ثم قبلتنا ثانية بكثرة رحمتك، لقد أبغضتنا ثم صالحتنا، لعنت (أرضنا) ثم باركتنا، لقد طردتنا من الفردوس، ثم رددتنا إليك. * لقد نزعت عنا سدة أوراق التين من أجل أن تلبسنا (جلد) الخروف الملكي لقد فتحت أبواب السجن من أجل أن تعتق المديونين، نضحت علينا بماء من أجل أن تطهرنا من أدناسنا، لن يخزى آدم فيما بعد حينما تدعوه، ولن يخونه ضميره قط فيما بعد. * ولن يكون في حاجة فيما بعد إلى أن يختفي ويختبئ تحت أشجار الجنة، ولم يغلق سيف لهيب النار فيما بعد الطريق إلى الجنة، ولن يعطل فيما بعد أولئك الذين يقتربون منه كيما يدخلوا إليه. * لقد تغير كل شيء من أجلنا نحن الذين كنا وارثين للخطية إلى فرح شديد، وها نحن نرى الفردوس ينفتح حتى إلى السماء، والخليقة كلها - السماء والأرض، التي انفصمت وحدتهما تترنم بالألفة الجديدة: لقد توافق البشر مع الملائكة، وها هم يتغنون بمعرفة الله، ونود أن نصيح نحن بنشيد الفرح الذي رنم به صوت ملهم بالروح قديمًا بالنبوة قائلًا: "فرحًا أفرح بالرب لأنه ألبسني ثياب الخلاص وكساني رداء البر". * كما يتزين العريس بتاجه والعروس بالفرح فالذي يزين العروس إنما هو بالضرورة المسيح الذي كان وسيكون مباركًا... من الآن وإلى الأبد آمين. 11- إبيفانيوس من سلاميين نشيد للكنيسة: * تعالى من لبنان أيتها العروس إنك جميلة جدًا. وليس فيك عيب. يا جنة المهندس الأعظم، مدينة الملك القدوس. عروس المسيح غير الدنسة العذراء كلية القداسة. أنت تشعين وتضيئين كالأكاليل. وأنت موعودة بالإيمان للعريس الفريد. أنت جميلة كالقمر، طاهرة كالشمس، مرهبة كجيش بألوية. الملكات تطوبنك والنساء يمجدنك والعذارى يمتدحن جمالك. من هذه الطالعة من البرية، لامعة بنور بهي، معطرة باللبان. من هذه الطالعة من البرية، كأعمدة من دخان معطرة بالمر واللبان. وبكل آذرة التاجر، تفوح بألذ العطور، ومن رآها يقول: عطورك روائح طيبة، لذلك أحبتك العذارى. لقد أخذت مكانًا عن يمين الملك، متسربلة بثوب لامع، مزينة بذهب نقى جدًا. حينما نأتي إليك ننسى جميع الخبرات المؤلمة التي للهرطقات ونستريح عندك من العواصف التي تثير الأمواج. أيتها الأم المقدسة الكنيسة، إننا نسترد قلوبنا في تعليمك المقدس وفي الإيمان الوحيد وحق الله. 12- أمبروسيوس * أسقف ميلان وكان مهتمًا بتكوين شعبه حسنًا وبأن يحضر إليه الليتورجية، وهو أبو الغناء في الغرب، وكثير من التسابيح التي ألفها ترتل أيضًا اليوم في الخدمة الليتوروجية. صلاة من أجل الغفران * دعني يا ربى يسوع أن أغسل قدميك المقدستين، لأنك قد غبرتهما، بينما كنت تسير إلى نفسي، اسمح لي أن أغسل الأدناس التي بها استهنت بخطواتك، ولكن من أين ليَ نبع الماء من أجل أن أغسل قدميك؟ * فإذ لا أجده لا يبقى لي سوى عيوني كيما أبكى. وإن كنت أبل قدميك بدموعي فلعلي أتطهر أنا أيضًا. * من أين لي النعمة لأني أسمعك تقول: "لأن خطاياها الكثيرة قد غفرت لها لأنها أحبت كثيرًا "؟ علىَ أن أقر بأن ديوني كانت كبيرة جدًا، وأكثر منها الخطايا التي غفرت ليَ، لأني من زحمة المنصات والمسئوليات العامة للحياة أتيت إلى الكهنوت وأخشى أيضًا أن أكون غير مخلص، فإن خطاياي كانت كثيرة وأحببت قليلًا. * تعهد يا رب عملك، واحفظ فيَّ النعمة التي وهبتها ليَ، رغمًا عن زوغاني كنت أعتقد إن غير جدير بالأسقفية لأني كنت قبلًا مكرسًا للعالم، ولكن بنعمتك، أنا ما أنا عليه، إني في الحقيقة الصغير والأخير بين الأساقفة. * وحيث أنك أعطيتني أن أعمل من أجل كنيستك، فاحم (تعهد) دائمًا ثمار عملي لقد دعوتني إلى الكهنوت، في الوقت الذي كنت فيه طفلًا ضائعًا، فلا تسمح أن أهلك الآن وأنا كاهن. * ولكن قبل كل شيء هبني لأعرف أن أواسى الخطاة من كل عمق قلبي فتلك هي الفضيلة السامية لأنه مكتوب إنك لا تفرح بأبناء يهوذا في يوم السوء، ولا تتمجد كثيرًا حينما يعثرون بالشرور. هبني أن أشفق على الخاطئ في كل مرة أرى سقوطه وليتني لا أعاقبه بكبرياء بل ليتني أبكى وأحزن معه، وهبني حينما أبكى على قريبي أن يكون ذلك أيضًا على نفسي، وأن أتذكر القول: إن ثامار أبر منى. صلاة من أجل الموتى: * يا الله والرب إن الإنسان لا يمكن أن يشتهى للآخرين أكثر مما يشتهى لنفسه وأنا أدعوك أيضًا: لا تفصلني بعد الموت عن نعمة أولئك الذين أحببتهم هكذا جدًا على الأرض. * يا رب أرجوك اسمح أن هناك حيث أكون أنا يكون الآخرون معي حتى ما أستطيع أن أفرح هناك بحضورهم الذي حرمت منه هكذا مبكرًا على الأرض. * أتوسل إليك يا الله العلى أسرع، واقبل هؤلاء الأبناء المحبوبين في حضن الحياة عوضًا عن حياتهم الأرضية القصيرة هنا، هبهم أن يقتنوا النعيم الأبدي. * إن الكاهن يشارك الخطر مع كل واحد ويختبر آلام جميع أولئك الذين يقتربون منه كخطاه.. إنه يتألم مع كل أحد ويفرح حينما يرى بعضًا قد تحرروا من الخطية. * اليوم ينكسر قلبي: إنه يصعب العثور على إنسان من أصل هذا الرجل (يعنى الإمبراطور ثيئودوسيوس) يا رب، يا رب، إننا نرجوك، ليس لنا ملجأ سواك، ونتوسل إليك أن تجعله يحيا أيضًا في أبنائه. * يا رب لقد قلت إنك كنت أبًا للصغار جدًا. فأعنى بأولئك الذين لا يلقون رجائهم إلا عليك. هب عبدك ثيئودوسيوس الراحة الكاملة التي تذخرها لقديسك، ليت روحه تعود إلى السماء من حيث أتت، فليس للموت بعد سلطة عليها. * إنه يعرف أن الموت لا يخرب الكيان البشرى بل الخطية فقط، فمن مات فقد مات في الخطية هذا ليس له مكان بعد. وأما هذا المتوفى فسيقوم إلى حياة كاملة. _____ (*) المراجع: 1- مدخل إلى علم الآباء المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية 2- مدخل إلى علم الآباء كورسات متخصصة - أسقفية الشباب 3- من روائع تراث الكنيسة - آبائيات كنيسة القديس أنبا مقار أتريس - إمبابة - جيزة |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الصلاة والحياة الروحية في حياة القديسين |
السهر اليومي العادي والحياة الروحية |
الكتاب المقدس والحياة الروحية |
+ الكاهن والحياة الروحية + |
عظة .. القداسة والحياة الروحية - الانبا/ بنيامين |