ما أحسن حبك يا أختي العروس. كم محبتك أطيب من الخمر. وكم رائحة أدهانك أطيب من كل الأطياب
"ما أحسن حبك يا أختي العروس. كم محبتك أطيب من الخمر. وكم رائحة أدهانك أطيب من كل الأطياب" (نش٤: ١٠) يفتتح الروح القدس سفر النشيد بكلمات العروس التي وجهتها إلى عريسها "لأن حبك أطيب من الخمر.. نذكر حبك أكثر من الخمر" (١: ٢، ٤).. وها هو العريس يناجى عروسه بنفس هذه الكلمات "ما أحسن حبك يا أختي العروس. كم محبتك أطيب من الخمر".. إن مصدر هذه المحبة هي العريس. ومصدر محبتنا لله مصدرها المسيح. وبقدر ما تزداد شركتنا واتصالنا به بقدر ما تزداد هذه المحبة. لقد تعجب رؤساء اليهود وشيوخهم في معجزة شفاء مُقْعَدْ باب الهيكل الجميل عندما رأوا مجاهرة بطرس ويوحنا وشجاعتهما في الشهادة للمسيح مع أنهما إنسانان عديما العلم وعاميان. لكنهم عرفوا "أنهما كانا مع يسوع" (أع٤: ١٣). فإن كنا في صحبة المسيح فلابد وأن تظهر صورته في حياتنا.. إن محبتنا ليست سوى انعكاس لمحبته لنا.. إن محبتنا لله لا تقارن بمحبته لنا، ومع ذلك فإن محبتنا له تنعش قلبه وتحرك عواطفه. · أما عن رائحة أدهانها التي هي أطيب من كل الأطياب.. نقول من أين لها رائحة الأدهان الطيبة؟ لقد كانت بحسب الطبيعية ميتة روحيًا ورائحتها نتنة { حنجرتهم قبر مفتوح} (رو3: 13),لكن نعمة ربنا المخلّصة قد غيرتها وصيرتها خليقة جديدة..في شركتنا المقدسة والحلوة مع المسيح نكتسب رائحة أدهانه الطيبة فتظهر رائحة المسيح الذكية في حياتنا المقدسة, وهذا هو عمل الروح القدس فين.. · ويرى غريغوريس النيسي أن هذه الرائحة التي تفوح والتي هي أطيب من كل الأطياب, إنما إشارة سمو كنيسة العهد الجديد التي فاقت بعبادتها رائحة كل عبادة قُدمت قبل ذلك.. لم تعد الكنيسة تقدم ذبائح حيوانية بل الذبيحة الفريدة التي يشتمها الآب رائحة رضا. فأنه خلال هذه الذبيحة يشتم الله كل عبادتنا وكل جهادنا الروحي كرائحة طيبة أفضل من كل الأطياب..