|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
سؤال: ألسنا نقول إن لاهوت المسيح لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين؟ كيف إذن مات؟
الإجابة: موت المسيح معناه انفصال روحه عن جسده. وليس معناه انفصال لاهوته عن ناسوته. الموت خاص بالناسوت فقط. إنه انفصال بين شقيّ الناسوت، والروح والجسد، دون أن ينفصل اللاهوت عن الناسوت. وما أجمل القسمة السريانية التي نقولها في القداس الإلهي، والتي تشرح هذا الأمر في عبارة واضحة هى: انفصلت نفسه عن جسده. ولاهوته لم ينفصل قط عن نفسه ولا عن جسده. انفصلت الروح البشرية عن الجسد البشري. ولكن اللاهوت لم ينفصل عن أي منهما، وإنما بقى متحدًا بهما كما كان قبل الموت. وكل ما في الأمر أنه قبل الموت، كان اللاهوت متحدًا بروح المسيح وجسده وهما (أي الروح والجسد) متحدان معًا أما في حالة الموت، فكان اللاهوت متحدًا بهما وهما منفصلان عن بعضهما البعض. أي صار متحدًا بالروح البشرية على حدة، ومتحدًا بالجسد على حدة. والدليل على اتحاد اللاهوت بروح المسيح البشرية أثناء موته، أن روح المسيح المتحدة بلاهوته استطاعت أن تذهب إلى الجحيم، وتطلق منه كل الذين كانوا راقدين فيه على رجاء -من أبرار العهد القديم- وتدخلهم جميعًا إلى الفردوس ومعهم اللص اليمين، الذي وعده الرب على الصليب قائلًا "اليوم تكون معي في الفردوس" (لوقا 43:23). والدليل على اتحاد اللاهوت بجسد المسيح أثناء موته، أن هذا الجسد بقى سليمًا تمامًا، واستطاع أن يقوم في اليوم الثالث، ويخرج من القبر المغلق في قوة وسرّ، هي قوة القيامة. وما الذي حدث في القيامة إذن ؟ حدث أن روح المسيح البشرية المتحدة باللاهوت، أتت واتحدت بجسده المتحد باللاهوت. ولم يحدث أن اللاهوت فارق الناسوت، لا قبل الموت، ولا أثناءه، ولا بعده. |
11 - 05 - 2013, 11:57 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
سراج مضئ | الفرح المسيحى
|
رد: سؤال: ألسنا نقول إن لاهوت المسيح لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين؟ كيف إذن مات؟
إن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين، ولكنه هنا يتحدث بصفة الناسوت. أي الإبن الخاضع لمشيئة الآب الذي أرسله، فلقد أخلى ذاته آخِذاً صورة عبد وأطاع حتى الموت، موت الصليب. فهنا يُظْهِر الخضوع التام في إتمام إرساليته ويتكلم أيضاً هنا بصفته نائب عن البشرية في تقديم الخلاص. ولنا أحداث كثيرة كان المسيح يتكلم بصفته الناسوتية Humanity ولم يفترق عنه اللاهوت Divinity، ونرى ذلك عندما تعب من السفر – جلس على بئر يعقوب – جاع – بكى على لعازر.. وأيضاً كان بصفته اللاهوتية ولم يفترق عن الناسوت عندما صنع معجزاته لكها. كما أن الآب مساو للإبن مساوٍ للروح القدس، ولقد قال الإبن عن نفسه: "أنا والآب واحد" (واحد في الجوهر، الطبيعة اللاهوتية). وقال كذلك: "مَنْ رآني فقد رأى الآب". ونحن نقر في "قانون الإيمان" أنه مساوي للآب في الجوهر. ونستطيع أن نُشَيِّه علاقة الاب والابن كعلاقة العقل والفكر؛ فالعقل هو مصدر الفكر، والفكر هو جوهر العقل. وبما أن المسيح قال عن نفسه "لستُ أفعل شيئاً من نفسي"، والفكر يُصدَر من العقل، إذن فيمكن تفسيرها كما سبق. ولكننا لا ننسى في نفس الوقت أن الفكر هو جوهر العقل، وإن كان المسيح هنا يتكلم بلغة الخضوع التام للآب الذي أرسله، والطاعة الكاملة لمشيئته. إن نفس الشخص الذي جاع هو الذي أطعم الجموع.. وذلك الذي بكى على موت لعازر هو نفسه الذي أقامه... |
|||
|