رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوانيكيوس الكبير القديس البار وُلد القديس يوانيكيوس في قرية اسمها ميرقاتا في مقاطعة بيثينيا. نشأ على التقوى لكنه أخذ عن والديه عداوتهما للأيقونات في زمن احتدّ فيه النزاع بين مدافع عنها ومحارب لها. إلى حين التقى شيخًا راهبًا أبان له التعليم القويم بشأنها وردّه عن ضلاله. انخرط يوانيكيوس في الجندية وهو في سن التاسعة عشرة وأعجب به الامبراطور وأراده في عداد جيشه فدخله ولكن نفس يوانيكيوس كرهت الحرب والمذابح وبان لها بطلان الحياة الدنيا، فقام إلى الإمبراطور مستأذنًا، ثم اعتزل الجيش ووجّه طرفه ناحية الجندية الملائكية ورغب في الحرب اللامنظورة. ذهب بعدها إلى جبل الأوليمبوس في بيثينيا، موئل الرهبان الأول في ذلك الزمان، والتحق بأحد الأديرة وخضع لطاعة رؤسائه. وكما اعتاد خوض المعارك في الجيش، خاض في الدير معركة لا هوادة فيها ضد حبّ الذات والأهواء والتجارب على اختلافها. ورغب في الحياة النسكية، فأخذ البَرَكة من رئيس الدير وانطلق إلى حياة التوحد حيث بقي أربعة عشر عامًا أقام خلالها في المغاور الجبلية النائية. أخيرًا، عرّفه الله في رؤيا أنه قد آن له الأوان ليعمل لخلاص النفوس. وقد ظهرت لديه مواهب جمّة كالنبوءة ومعرفة مكنونات القلوب والتعاطي مع الحيوانات وغيرها من المواهب. أخذ يستقبل زائريه فيُعزّي النفوس القلقة ويصلح الخطأة ويقوّم الهراطقة ويبرئ المرضى. أسس يوانيكيوس في حياته ثلاثة أديار استقطبت العشرات لا بل المئات من الرهبان. جاءه مرة بعض الزوار المشككين بما سمعوه عن عجائب الله فيه فاستقبلهم وقدّم لهم طعامًا. وأثناء المائدة ظهر دب فجأة فأثار الرعب في نفوس الحاضرين فدعاه القديس بصوت لطيف فجاء إليه وسجد أمامه. فأمره أن يسجد أمام المدعوين ثم التفت إليهم قائلاً: “لمّا خلق الله الحيوانات كانت توّقر الإنسان لأنه على صورة خالقه. ولكن لمّا تعدى الشريعة صار يخافها. فإن نحن أحببنا الرب يسوع وحفظنا وصاياه فلا يقدر حيوان أن يؤذينا”. لعب القديس يوانيكيوس دورًا مهمًا في الدفاع عن الإيمان القويم لاسيما ما يختص بإكرام الأيقونات. قيل إن الإمبراطور ثيوفيلوس، وهو أكثر الأباطرة المضطهدين للأيقونات تشددًا بدأ يشك في سنواته الأخيرة في صلاح قناعاته. فقام و أوفد إلى يوانيكيوس بعثة يستشيره فكان جواب القديس: “من لا يكرم أيقونات الرب يسوع المسيح ووالدة الإله والقديس لا يدخل ملكوت السموات حتى ولو كانت حياته على الأرض منزّهة عن كل شائبة. فكما يعاقب من يحتقرون صورتك، أيها الإمبراطور، بقسوة، كذلك يلقى من يسخرون من أيقونة المسيح في النار الأبدية”. ومرت سنة على مشورة القديس للإمبراطور وإذا بهذا الأخير ينطرح على سرير المرض وتأتي ساعته فيؤتى له بناء لطلبه بأيقونة السيد فيقبلها ويضمها دامعًا نادمًا ويلفظ أنفاسه وبوفاة الإمبراطور انتهت حرب الأيقونات. وفي يوم وفاة القديس عاين رهبان جبل الأوليمبوس عامودًا يرتفع من الأرض إلى السماء . وإلى رفاته تنسب عجائب كثيرة وإليه تعزى الصلاة المعروفة: “الآب رجائي والابن ملجائي والروح القدس وقائي أيها الثالوث القدوس المجد لك”. تعيّد له الكنيسة في الرابع من تشرين الثاني فبشفاعات قدّيسك يوانيكيوس يارب ارحمنا وخّلصنا… آمين طروبارية باللحن الثامن للبرّية غي المثرة بمجاري دموعك أمرعت، بالتنهدات التي من الأعماق أثمرت بأتعابككك إلى مئة ضعف. فصرت كوكباً للمسكونة متلألئاً بالعجائب، يا أبانا البار يوانيكيوس، فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا. قنداق باللحن الرابع لقد اجتمعنا اليوم نحن المؤمنين جميعاً في تذكارك الشريف متوسلين إليك يا يوانيكيوس، بأن ننال من لدن الرب رحمةً. |
|