|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما معنى كلمة أقنوم؟ ونريد معلومات أكثر عن الأقانيم الثلاثة والوحدانية.. الإجابة * كلمة أقنوم Hypostasis باليونانية هى هيبوستاسيس، وهي مكونة من مقطعين: هيبو وهي تعنى تحت، وستاسيس وتعنى قائم أو واقف، وبهذا فإن كلمة هيبوستاسيس تعنى تحت القائم ولاهوتيا معناها ما يقوم عليه الجوهر أو ما يقوم فيه الجوهر أو الطبيعة. والأقنوم هو كائن حقيقي له شخصيته الخاصة به، وله إرادة، ولكنه واحد في الجوهر والطبيعة مع الأقنومين الآخرين بغير انفصال. * من هم الأقانيم الثلاثة؟ الأقانيم الثلاثة هم الآب والابن والروح القدس: فالآب هو الله من حيث الجوهر، وهو الأصل من حيث الأقنوم. و الابن هو الله من حيث الجوهر، وهو المولود من حيث الأقنوم. و الروح القدس هو الله من حيث الجوهر، وهو المنبثق من حيث الأقنوم. * كيف أن الجوهر الإلهي واحد ومع هذا فإن هناك ثلاثة أقانيم متمايزة ومتساوية؟ لشرح فكرة الجوهر الواحد لثلاثة أقانيم متمايزة ومتساوية في الجوهر نأخذ مثالًا مثلث من الذهب الخالص، له ثلاثة زوايا متساوية أ، ب، جـ الرأس (أ) هو ذهب من حيث الجوهر. الرأس (ب) هو ذهب من حيث الجوهر. هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا. الرأس (جـ) هو ذهب من حيث الجوهر. فالرؤوس الثلاثة لهم جوهر واحد، وكينونة واحدة، وذهب واحد، هو جوهر المثلث ولكن (أ) ليس نفسه هو (ب)، (ب) ليس نفسه هو (جـ)، (جـ) ليس نفسه هو (أ) لأن (أ) لو كان هو (ب) لانطبق الضلع (أ جـ) على الضلع (ب جـ) وبذلك ينعدم الذهب لو طبقنا نفس الفكرة بالنسبة للثالوث القدوس: الآب هو الله من حيث الجوهر. الابن هو الله من حيث الجوهر. الروح القدس هو الله من حيث الجوهر. والثلاثة يتساوون في الجوهر والجوهر نفسه الإلهي هو في الآب والابن والروح القدس. ولكن الآب ليس هو نفسه الابن وليس هو نفسه الروح القدس، وكذلك الابن ليس هو نفسه الروح القدس وليس هو نفسه الآب، وكذلك الروح القدس ليس هو نفسه الآب وليس هو نفسه الابن. * هل يمكننا أن نقول إن الكينونة في الثالوث القدوس قاصرة على الآب وحده؟ والعقل قاصر على الابن وحده؟ والحياة قاصرة على الروح القدس؟ لا... لا يمكننا أن نقول هكذا، فينبغي أن نلاحظ أنه طبقا لتعاليم الآباء فإن الكينونة أو الجوهر ليس قاصرًا على الآب وحده، ففي قداس القديس غريغوريوس النزينزى نخاطب الابن ونقول: (أيها الكائن الذي كان والدائم إلى الأبد)، لأن الآب له كينونة حقيقية وهو الأصل في الكينونة بالنسبة للابن والروح القدس، والابن له كينونة حقيقية بالولادة الأزلية، والروح القدس له كينونة حقيقية بالانبثاق الأزلي، ولكن ليس الواحد منهم منفصلا في كينونته أو جوهره عن الآخرين. وكذلك العقل ليس قاصرا على الابن وحده، لان الآب له صفة العقل والابن له صفة العقل والروح القدس له صفة العقل، لأن هذه الصفة من صفات الجوهر الإلهي. وكما قال القديس أثناسيوس: (إن صفات الآب هي بعينها صفات الابن إلا صفة واحدة وهي أن الآب آب والابن ابن. ثم لماذا تكون صفات الآب هي بعينها صفات الابن؟ إلا لكون الابن هو من الآب وحاملا لذات جوهر الآب)، ولكننا نقول إن الابن هو الكلمة (اللوغوس) أو العقل المولود أو العقل المنطوق به، أما مصدر العقل المولود فهو الآب. وبالنسبة لخاصية الحياة فهي أيضا ليست قاصرة على الروح القدس وحده لان الآب له صفة الحياة والابن له صفة الحياة والروح القدس له صفة الحياة، لأن الحياة هي من صفات الجوهر الجوهر الإلهي. والسيد المسيح قال: (كما ان الآب له حياة في ذاته كذلك أعطى الابن أيضًا أن تكون له حياة في ذاته) (يو 5: 26). وقيل عن السيد المسيح باعتباره كلمة الله: " فيه كانت الحياة " (يو 1: 4). ولكن الروح القدس نظرا لأنه هو الذي يمنح الحياة للخليقة لذلك قيل عنه إنه هو: (الرب المحيى) (حسب قانون الإيمان و القداس الكيرلسي)، وكذلك أنه هو (رازق الحياة) أو (معطى الحياة) (حسب صلاة الساعة الثالثة). من الخطورة أن ننسب الكينونة إلى الآب وحده، والعقل إلى الابن وحده، والحياة إلى الروح القدس وحده، لأننا في هذه الحالة نقسم الجوهر الإلهي الواحد إلى ثلاث جواهر مختلفة. أو ربما يؤدى الأمر إلى أن ننسب الجوهر إلى الآب وحده (طالما أن له وحده الكينونة)، وبهذا ننفى الجوهر عن الابن والروح القدس، أو نلغي كينونتيهما ويتحولان بذلك إلى صفات لأقنوم إلهى وحيد هو أقنوم الآب. * هل هناك علاقة بين طبيعة الله (الله محبة) وبين فهمنا للثالوث القدوس؟ نعم هناك علاقة أكيدة: إن مفتاح المسيحية – كما نعلم – هو أن "الله محبة" (رسالة يوحنا الأولي 4: 8، 16). ونحن نسأل من كان الآب يحب قبل أن يخلق العالم و الملائكة والبشر؟ إذا أحب الآب نفسه يكون أنانيًا (- centeric ego)، وحاشا لله أن يكون هكذا، إذًا لابد من وجود محبوب كما قال السيد المسيح في مناجاته للآب قبل الصليب: "لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم" (يو 17: 24)... وبوجود الابن قبل إنشاء العالم وفوق الزمان أى قبل كل الدهور، يمكن أن نصف الله بالحب أزليًا وليس كأن الحب شيء حادث أو مستحدث بالنسبة للآب. فالأبوة والحب متلازمان، طالما وجدت الأبوة فهناك المحبة بين الآب والابن. ولكن الحب لا يصير كاملا إلا بوجود الأقنوم الثالث، لأن الحب نحو الأنا هو أنانية وليس حبًا، والحب الذي يتجه نحو الآخر الذي ليس آخر سواه (المنحصر في آخر وحيد) هو حب متخصص رافض للاحتواء (exclusive love) بمعنى أنه حب ناقص ولكن الحب المثالي هو الذي يتجه نحو الآخر وعلى كل من هو آخر (inclusive love) وهنا تبرز أهمية وجود الأقنوم الثالث من أجل كمال المحبة. وإذا وجدت الخليقة في أي وقت وفي أي مكان فهي تدخل في نطاق هذا الحب اللانهائي، لأن مثلث الحب هنا هو بلا حدود ولا مقاييس. هذا الحب اللانهائي الكامل يتجه أيضًا نحو الخليقة حيثما وحينما توجد، كما قال السيد المسيح للآب: " ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به وأكون أنا فيهم " (إنجيل يوحنا 17: 26)... إن الحب الكامل هو الحب بين الأقانيم الثلاثة وهذا هو أعظم حب في الوجود كله. لكن قد يسأل سائل لماذا لا تكون الأقانيم أربعة أو خمسة؟ وللرد نقول إن أي شيء ناقص في الله يعتبر ضد كماله الإلهي، كما أن أي شيء يزيد بلا داع يعتبر ضد كماله الإلهي. إن مساحة مثلث الحب هذا هي ما لا نهاية، أي أن مساحة الحب بين الأقانيم الثلاثة هي ما لا نهاية، ومثلث الحب هذا يتسع حتى يشمل كل الخليقة، فأي كائن يقع داخل نطاق المثلث يشمله هذا الحب، فما الداعي لرأس رابع أو خامس؟! سنوات مع إيميلات الناس! |
|