+ كـــــــــــــــــــاهن × كــــــــــــــــــــارز :
مقارنة بين شخصية ( عــالــي الـكــاهــن ) ، و شخصية ( يـــوحـنــا الــمــعــمــدان )
هناك مفارقات كثيرة بين شخصية ( عالي ) الكاهن و ( يوحنا ) المعمدان ، ولكن هناك تشابه وحيد فقط بين الشخصيتين الا وهو الطريقة التي مات بها كلاً منهما ، فعالي الكاهن انكسرت رقبته ، ويوحنا المعمدان قطعت رقبته وفي النهاية ماتا الاثنان . ولكن فيما يلي عدة اختلافات بين الشخصيتين :
( 1 ) الفترة الزمنية التي عاشا فيها :
عاش عالي الكاهن قبل ميلاد المسيح في فترة زمنية كانت فيها كلمة الرب ( عزيزة ) ولم تكن رؤيا كثيرة ، بينما يعتبر يوحنا المعمدان شخصية ميلادية بارزة لأنه عاصر ميلاد المسيح في زمن تجسده .
( 2 ) الفئة العمرية :
كان عالي الكاهن شيخاً متقدماً في الأيام ، وقضى لأسرائيل ( 40 ) سنة ، وكان الكهنة يبدأون خدمتهم في سن ( 30) ، ومع ذلك لم تكن خدمته مثمرة بالرغم انه قضى ( 40 ) سنة في الهيكل ، أما يوحنا المعمدان فكان شاباً شجاعاً وقوياً ، لم يذكر الكتاب عمره عندما مات ولكن يبدو ان عمره لم يتجاوز ( 30 ) سنة وقتها ، مع ذلك كان صوتاً صارخاً في البرية يدعو الناس للتوبة ، كان يعظ ويوبخ الملوك ويكرز ببشارة الملكوت .
( 3 ) المنصب الديني :
أكتفى عالي بأن يكون كاهناً بملابس الكهنوت يقدم الفرائض والطقوس في الهيكل ، كانت خدمته روتينية فاترة ، انعكست بطريقة سلبية على أولاده الفاسدون الذين كانوا يزنون في الهيكل ويدوسون ذبائح الرب ، كان هذا المنصب شكلياً لا جوهر له ، وبالرغم من خبرته الطويلة في الهيكل لم تكن لديه القدرة على تمييز الأمور الروحية عن الأمور الجسدية ، فعندما اكثرت ( حنة ) الصلاة أمام الرب ظنها عالي سكرى وقال لها حتى متي تسكرين ، انزعي خمرك عنك .
على الجانب الآخر فإن يوحنا كان خادماً حقيقياً للرب ، فقد كان واعظاً ، ومبشراً ، ونبياً عظيماً ، كان يدعو الناس للخلاص من الخطية ، ويكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا ، وكان يعمد في نهر الأردن لذلك استحق أن يطلق عليه ( المعمدان ) ، وهو لقب فريد من نوعه في الكتاب المقدس ، وذلك لكثرة النفوس التي عمدها . أما ملابسه فكانت بسيطة جداً ، فكانت من وبر الابل وعلى حقويه منطقة من جلد ، وكان طعامه جراداً وعسلاً برياً .
( 4 ) حياة الخدمة :
لم يكن عالي أميناً مع الرب طيلة فترة خدمته في الهيكل ، فلم يكن ذو شخصية قوية مع اولاده فقد كان يتساهل مع نجاساتهم وخيانتهم لمذبح الرب ، وكان كلامه لهم بخصوص هذه الخطايا كأنه يتكلم عن أمور لا تتعلق بهيكل الرب ، كان متقاعساً وسلبياً في تعامله مع أمور خطيرة مثل هذه ، لذلك فقد احترام اولاده له ولم يسمعوا له ، وكان يكرمهم على حساب اكرامه للرب .
أما يوحنا فقد كان أميناً مع رسالة الرب له ، وكان يوبخ الصدوقيين والفريسيين على شرورهم ويصفهم بأولاد الافاعي ، أحب الحق وشهد له وقطعت رقبته لأنه قال كلمة حق عندما وبخ ( هيرودس ) بسبب ( هيروديا ) امرأة ( فيلبس ) اخيه التي أراد أن يتزوجها فقال له يوحنا : " لا يحل أن تكون لك " فلم يهب اي انسان حتى لو كان ملكاً ، لأنه كان يدافع عن الحق .
( 5 ) سبب الموت :
مات عالي ميتة شنيعة نتيجة لشرور اولاده وتهاونه وتخاذله مع أفعالهم الاثيمة ، الامر الذي جلب الخزي والعار على بني اسرائيل عندما سقط منهم (30 ) ألف رجل في حربهم مع الفلسطينيين وأخذ تابوت الله منهم .
بينما مات يوحنا ميتة شريفة بالرغم من قطع رقبته ، نتيجة لوقوفه ضد الشر والنجاسة ، فقد كان شاهداً وشهيداً للحق .