لقطة فى حياة الانبا غريغوريوس تقترب ذكري نياحة الانبا غريغوريوس العلامة اسقف البحث العلمى والعلامة اللاهوتى القدير والباحث المدقق الذي كان يعرف نحو عشر لغات وترك لنا نحو مائتى كتاب غير آلاف المقالات والأبحاث التى لا نظير لها .. كان زائرا من القرون الاولى .. أراه مماثلا لعلماء مدرسة الاسكندرية الكبار فى علمهم وتجردهم وزهدهم وصمتهم ..جمع نيافته بين العلم والروحانية .. بين الثقافة والبساطة .. كان حائط صد لكل من يتعرض للكنيسة وللمسيحية وعقيدتها .. فى ١٠ مايو ١٩٦٧ اختاره البابا كيرلس السادس ليكون اسقفا للبحث العلمى والثقافة القبطية والدراسات العليا اللاهوتية وهى اسقفية عامة استحدثها البابا كيرلس السادس عن ذلك اليوم يروى المتنيح انبا غريغوريوس ويقول : حاولت أتملص من قبضة يده، فقد كانت قبضته علي يدي قوية جدا أكثر مما كنت أتصور بالنسبة لرجل مسن، حاولت أن أتراجع بل ربما خطر ببالي أن أخرج من الكنيسة في هذا اليوم، ولكنه كان بيده اليمني أسرع إلي، وضع هذه اليد علي رأسي بينما يده اليسري تمسك بيدي، وهكذا نطق، ونطق بالاسم أيضا وحينما ناقشته - يقصد البابا كيرلس السادس - بعدها علي هذا الأسلوب في اعتقالي بهذه الصورة، وكيف كانت يده قوية جدا فوق قدرتي علي مقاومته، قال شيئا غريبا إن "اليد لم تكن يدي" ولعل هذه العبارة من رجل كان مكشوف العينين أقعتني وعزتني وألزمتني بأن أقبل بشكر عطية الله التي لا يعبر عنها عاش الانبا غريغوريوس بعيدا عن الأضواء محاطا بالأوراق والكتب .. ناسكا عازفا عن زيف العالم وترك لنا كنوز للأسف لم نستفد منها بالقدر الكافى حتى يومنا هذا نيح الله نفس أبينا الاسقف الانبا غريغوريوس الذي رقد فى الرب فى ٢٢ اكتوبر ٢٠٠١