27 - 02 - 2013, 06:03 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
<B> شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري
صموئيل الاول 21 - تفسير سفر صموئيل أول
الآيات (1-6):-
فجاء داود إلى نوب إلى اخيمالك الكاهن فاضطرب اخيمالك عند لقاء داود وقال له لماذا أنت وحدك وليس معك أحد. فقال داود لاخيمالك الكاهن أن الملك امرني بشيء وقال لي لا يعلم أحد شيئًا من الأمر الذي أرسلتك فيه وأمرتك به وأما الغلمان فقد عينت لهم الموضع الفلاني و الفلاني. والان فماذا يوجد تحت يدك أعط خمس خبزات في يدي أو الموجود. فأجاب الكاهن داود وقال لا يوجد خبز محلل تحت يدي ولكن يوجد خبز مقدس إذا كان الغلمان قد حفظوا أنفسهم لاسيما من النساء. فأجاب داود الكاهن وقال له أن النساء قد منعت عنا منذ أمس وما قبله عند خروجي وأمتعة الغلمان مقدسة وهو على نوع محلل واليوم أيضًا يتقدس بالآنية. فأعطاه الكاهن المقدس لأنه لم يكن هناك خبز إلا خبز الوجوه المرفوع من أمام الرب لكي يوضع خبز سخن في يوم أخذه.
مدينة نوب حُسِبَتْ مدينة كهنة فهي صارت مقر الخيمة بعد خراب شيلوه. وقابل داود أخيمالك الكاهن = ربما هو أخياّ بن أخيطوب (1صم 14:3) أو أخوه وخلفه في الكهنوت وكان رجلًا صالحًا وهو ابن حفيد عالى الكاهن. والسيد المسيح ذكر هذه الحادثة في (مر 2: 26) وقال إنها حدثت في أياّم أبياثار رئيس الكهنة، وأبياثار هو ابن أخيمالك (1صم 23: 6). وقد مارس الرياسة الكهنوتية مع أبيه. وهو صار رئيسًا للكهنة بعد أبيه. وكان أبياثار رئيس كهنة طوال مدة ملك داود. لعلّ داود قابل أبياثار ونسبت المقابلة في صموئيل لأخيمالك لأنه الأب ورئيس الكهنة أو نسبت القصة لأبياثار * لارتباطه مع داود كل مدة ملِكِه. والسيد المسيح لم يقل أن أبياثار هو الذي أعطى الخبز بل قال في أيام أبياثار مما يدعم هذا الرأي. لماذا أنت وحدك = لقد رأى أخيمالك داود وحده. وداود زوج ابنة الملك وقائد مشهور. وأخيمالك سمع أن شاول يريد قتله. فهذا المنظر جعل أخيمالك يرتبك ويخاف إن هو إستضاف داود أن ينتقم منه شاول. وهو فهم هذا لأن المفروض أن داود بحكم مركزه يتحرك مع موكب من الجنود والأشراف. فحين يتحرك وحدهُ أو وهو معهُ عدد قليل من الجند فهو إذًا هارب ومطارد. وفي آية (2):- نجد داود يكذب كذبة واضحة سببت كثيرًا من المشاكل بعد ذلك. بل نجد داود وقد سقط سقطات عديدة في هذا الإصحاح. 1- هو هرب بينما هو رأى يد الله تحميه عدة مرات. 2- هو لهُ وعد أن يملك فكيف يُقتل. 3- الكذب. 4- لجوءهُ بعد ذلك للفلسطينيين أعداء شعبه. 5- تظاهرهُ بالجنون. وسبب كل هذا أنه خرج وهرب دون أن يستشير الله أو يصلى أو يسأل صموئيل. هو مرّ بتجربة نمر بها كثيرًا ونحن في ضيقاتنا ألا وهي الشعور بالوحدة وتخلى الله عناّ وأن لا أحد يساندنا وهو شعور مر. داود كان حسب قلب الله. لكنه كان يخطئ فكيف يقال أنه حسب قلب الله؟ لأنه كان دائمًا مستعدًا للتوبة. وإن خضع لتأديب من الله يخضع في تسليم شاعرًا أنه يستحق هذا التأديب دون أن يتذمّر على الله ولو مرة واحدة.
وفي (3):- هو هرب فجأة بدون أي استعداد وبلا طعام أو سلاح(آية 8). فنجده هنا يطلب خبز.
وفي (4):- الخبز المقدس هو خبز الوجوه الذي كان يوضع على مائدة خبز الوجوه يوم السبت ساخنًا ثم يرفع السبت التالي ليوضع خبز ساخن جديد. والخبز المرفوع لا يحل أكلهُ سوى للكهنة. ومع ذلك قبل أخيمالك أن يقدمه لداود ورجاله إن كانوا طاهرين (حتى من العلاقات الزوجية) وذلك لأنهم جاعوا ولم يكن يوجد خبز آخر. وقد استخدم السيد المسيح هذه الحادثة ليوضح لليهود كيف أنه يحل للتلاميذ أن يقطفوا السنابل ويفركوها بأيديهم ليأكلوا منها يوم السبت (مر 2: 25).
وفي (5):-أمتعه الغلمان مقدسة = أى لم يدخلها شيء نجس أو تلامست مع نجاسة. وهو على نحوٍ محلل = هذا رأى داود أنه ولو أن الخبز لا يأكله سوى الكهنة وعائلاتهم الطاهرين طقسيًا إلاّ أنه في حالة الضرورة وهو ورجاله جائعون لا يستطيعون الوقوف وأيضًا طاهرين فلا مانع أن يأكلوا فإن الرحمة تتفوق على الذبيحة فالله يطلب رحمة لا ذبيحة. وقد وافق السيد المسيح داود على ما قالهُ واليوم أيضًا يتقدس بالأنية = يضيف داود شيئًا آخر أن الخبز الجديد سيوضع اليوم فلن تبقى الأنية فارغة. بل الخبز الجديد سيتقدس بوضعه في الأنية المقدسة. وفى (6):- الكاهن يوافق داود.
آية (7-8):-
و كان هناك رجل من عبيد شاول في ذلك اليوم محصورا امام الرب اسمه دواغ الادومي رئيس رعاة شاول. و قال داود لاخيمالك افما يوجد هنا تحت يدك رمح أو سيف لاني لم اخذ بيدي سيفي ولا سلاحي لأن امر الملك كان معجلا.
دواغ الأدومى = أحد عبيد شاول، رجل دخيل ورئيس رعاة شاول. كان محصورًا أمام الرب أماّ لوفاء نذر أو للتطهير. وقد أدرك داود أن وجوده خطر لذلك أسرع بالهرب. وقد قام فعلًا دواغ بإبلاغ شاول بما حدث فقتل شاول جميع الكهنة مع نسائهم وأولادهم وماشيتهم.
آية(9):-
لقد أعطى داود السيف لله فوضع في هيكله.... ولنعلم أن كل ما نعطيه لله يعود لنا بالخير لأنفسنا. وهنا اخذه داود من الكاهن ليستعمله.
الآيات (10-15):-
و قام داود وهرب في ذلك اليوم من أمام شاول وجاء إلى اخيش ملك جت. فقال عبيد اخيش له أليس هذا داود ملك الأرض أليس لهذا كن يغنين في الرقص قائلات ضرب شاول الوفه وداود ربواته. فوضع داود هذا الكلام في قلبه وخاف جدًا من اخيش ملك جت. فغير عقله في اعينهم وتظاهر بالجنون بين أيديهم واخذ يخربش على مصاريع الباب ويسيل ريقه على لحيته. فقال اخيش لعبيده هوذا ترون الرجل مجنونا فلماذا تاتون به إلى. العلي محتاج إلى مجانين حتى أتيتم بهذا ليتجنن علي أهذا يدخل بيتي.
هرب داود لمدينة جت مدينة جليات الذي قتله وربما ظن أنهم نسوا شكله. لكنهم تذكروه خصوصًا حينما وجدوا سيف بطلهم في يده. وحسبوه جاسوسًا خبيثًا واضطر للتظاهر بالجنون لينقذ حياته. إنها لحظات ضعف عاشها رجل الإيمان الجبار. فلأنه لم يستشر الرب وشك في أن الرب سيحميه صار يتخبط. وهو مَثّل علامات الجنون وهي الخربشة بأصابعه وجعل ريقه يسيل على لحيته.
</B>
|