|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إعلان الكلمة والعظة في ما يخصّ الكتاب المقدّس وكتاب القراءات (كلام الرب ٥٧)، ينوّه قداسة البابا بالإصلاح الّذي تمّ بعد المجمع الڤاتيكاني الثاني، والهدف منه هو المساعدة على فهم وحدة المخطّط الإلهي من خلال العلاقة بين قراءات العهد القديم والجديد ومركزها المسيح في سرّه الفصحيّ. وإذا كان هناك من صعوبات في إعلان وفهم هذه القراءات يجب اللجوء إلى القراءة القانونيّة، أي إلى وحدة الكتاب المقدّس. كما يحثّ الإرشاد على نشر كتبّ أو مقالات تساعد على فهم العلاقة بين القراءات. يوصي السينودس أيضاً بدرس موضوع كتاب القراءات في ليتورجيات الكنائس الشرقيّة، حسب التقاليد الخاصّة. بالنسبة لإعلان كلمة الله وخدمة القارئ (كلام الرب ٥٨)، ينقل قداسة البابا توصية آباء السينودس: يجب تحضّير الأشخاص لإعلان كلمة الرّبّ. والتحضّير يجب أن يكون بيبليّ وليتورجيّ وتقنيّ. أعتقد هنا أنّه لا يجب أن نطلب من أي شخص، خاصّة الصغار، أن يقرأ في الكنيسة، إذا لم يسبق الإعداد لهذه الخدمة. وإذا كان الإعداد مهمّ لإعلان كلمة الرّبّ، فماذا نقول عن أهميّة العظة (كلام الرب ٥٩) والتحضّير لها. العظة هي تأوّين لقراءات القدّاس، بحيث يكون باستطاعة المؤمنين أن يكتشفوا حضور وفاعليّة كلمة الله في حياتهم اليوم. على العظة أن تساعد المؤمنين على فهم السّرّ الّذي نحتفل به وتدعو إلى الرسالة وإلى إعلان الإيمان والطلبات والصلاة الإفخارستية. يجب أن يبتعد الواعظ عن عظات ذات طابع عام ومجرّد والدخول في مواضيع لا تمتّ إلى القراءات بصلة، حتى لا يكون هو موضع انتباه النّاس، فلا يصلوا إلى جوهر رسالة الإنجيل. يجب أن يكون واضحاً بالنسبة للمؤمنين بأنّ ما هو عزيزٌ على قلب الواعظ أن يكون المسيح في مركز كلّ عظة. لذلك يقول قداسة البابا على الواعظين أن يكونوا على علاقة وديّة ودائمة مع الكتاب المقدّس. وليستعدّوا للعظة في التأمّل والصلاة. يوصي السينودس بأن يطرح الواعظ على نفسه هذه الأسئلة: – ماذا تقول القراءات المعلنة؟ – ماذا تقول هذه القراءات لي؟ – ماذا يجب أن أقول للجماعة آخذً بعين الاعتبار وضعهم في الواقع؟ لذلك يجب على الواعظ أن يترك كلمة الله تطرح عليه التساؤلات قبل أن يبشّر بها. إذ يقول القدّيس أغسطينوس: «هو بلا شكّ بدون ثمر من يعظ في الخارج كلمة الله ولا يصغي إليها في أعماقه». لذلك يدعو قداسة البابا إلى إعداد وسائل تساعد الواعظ في رسالته، مثلاً “دليل للعظة” (كلام الرب ٦٠). ولكن رغم أنّ الإفخارستية هي في مركز العلاقة بين كلمة الله والأسرار، يجب التشديد على أهميّة الكتاب المقدّس في سائر الأسرار، خاصّة أسرار الشّفاء: سرّ التوبة وسرّ مسحة المرضى. كلّنا يعلم أنّ كلمة الله غالباً ما تكون غائبة في هذه الأسرار. من الضروريّ أن نتذكّر ما يؤكّده العهد الجديد عامّة وما يقوله القدّيس بولس في الرسالة الثانية إلى أهل قورنتس: «فإِذا كانَ أَحَدٌ في المسيح، فإِنَّه خَلْقٌ جَديد. قد زالتِ الأَشياءُ القَديمة وها قد جاءَت أشياءُ جَديدة. وهذا كُلُّه مِنَ اللهِ الَّذي صالَحَنا بِالمسيح وأَعْطانا خِدمَةَ المُصالَحَة، ذلك بِأَنَّ اللهَ كانَ في المَسيحِ مُصالِحًا لِلعالَم وغَيرَ مُحاسِبٍ لَهم على زَلاَّتِهم، ومُستَودِعًا إِيَّانا كَلِمَةَ المُصالَحَة. فنَحنُ سُفَراءُ في سَبيلِ المسيح وكأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِأَلسِنَتِنا. فنَسأَلُكُم بِاسمِ المسيح أَن تَدَعوا اللّهَ يُصالِحُكُم.» (٢ قور ٥ : ١٧ – ٢٠) . في هذا النصّ يوجز بولس كلّ البشارة بعبارة واحدة: كلمة المصالحة (καὶ θέμενος ἐν ἡμῖν τὸν λόγον τῆς καταλλαγῆς) ولا ننسى أنّ يسوع بدأ رسالته العلنيّة بالدعوة إلى التوبة: «حان الوقت واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالبشارة» (مرقس ١ : ١٥). وبهذا البدء يعطي المعنى العميق لكلّ الإنجيل. يتوب الإنسان عندما يصغي إلى البشارة. وفي هذا الأمر نقرأ في رتبة سرّ التوبة ١٧: «كلام الله ينير المؤمن ليعرف خطاياه ويدعوه إلى التوبة ويضع في أعماقه الثقة برحمة الله». لذلك توصي الكنيسة بأن يستعدّ المؤمن للاعتراف من خلال التأمّل بنصّ من الكتاب المقدّس. كلمة الله هي كلمة عزاء ومعونة وشفاء. نذكر يسوع كيف كان قريباً من المتألّمين، فحمل أوجاعنا وتألّم حبّاً بالبشر، فأعطى معنى للألم والموت. توصي الكنيسة بالاحتفال بسرّ مسحة المرضى جماعيّاً في الرعايا وخاصّة في المستشفيات. فيكون الاحتفال بكلمة الله عوناً للمرضى ليحتملوا بإيمان ما هم عليه من ألم، متّحدين بذبيحة المسيح الخلاصيّة. وفي هذا الموضوع يقول الاب لينو شينيللي: «علينا اللجوء إلى علاج الكتاب المقدّس إذا أردنا شفاء البشر وتقدّمهم (١طيموتاوس ١ : ٩ ت؛ ٦ : ٣ ت). في كلمة الله “صيدليّة” روحيّة تشفي الإنسان من كلّ أمراضه الأخلاقيّة والزمنيّة (مز ١٠٧ : ٢٠؛ حكمة ١٦ : ١٢؛ لوقا ٦ : ١٩؛ افسس ٦ : ١٧). هذا ما يذكره أوريجنوس وباسيليوس ومار افرام وأغسطينوس والقدّيس فرنسيس الأسيزيّ والقدّيس بوناڤنتورا. فالكتاب المقدّس مدرسة وعيادة إلهيّة (حكمة ١٦ : ١٢؛ يوحنا ٦ : ٤٥). نكون أصحّاء وأطبّاء روحيين بقدر ما ننفتح على كلمة الله الخلاصيّة» (Conoscere la Bibbia, 29) [قصة الضابط في كتاب “سائح روسي على دروب الرب”، ص. ٤٠ تابع). وما أكثر اللجوء إلى كلمة الله في صلاة الساعات. يذكر قداسة البابا ما أكّده آباء السينودس حول العلاقة بين كلمة الله وصلاة الساعات (كلام الرب ٦٢؛ ر. توصية ١٩): «صلاة السّاعات هي حالة مميّزة للإصغاء إلى كلمة الله، إذ تضع المؤمنين باتّصال دائم مع الكتاب المقدّس ومع تقليد الكنيسة الحيّ». علينا أن نذكر بنوع خاصّ، يقول قداسة البابا، الكرامة اللاهوتيّة والكنسية لهذه الصلاة، على ما يرد في مبادئ صلاة الساعات، ٣، ١٥: «إنّ الكنيسة، في ليتورجية الساعات، تقوم بمهمة رأسها الكهنوتية “من غير انقطاع” (١ تس ٥ : ١٧)، مقدّمة لله قربان التسبيح، أي ما تلفظه الشفاه مسبّحة لاسمه (ر. عب ١٣ : ١٥). وإنّ هذه الصلاة إنّما هي صوت العروس نفسها تخاطب العريس، أو صلاة المسيح مع جسده الى الآب». لذلك يدعو قداسة البابا من يقع عليهم واجب ليتورجية الساعات أن يكونوا أمينين في هذه الخدمة من أجل الكنيسة جمعاء. كما يتمنّى تشجيع كلّ المؤمنين على تلاوه هذه الصلاة، خاصة صلاة الصباح والمساء. وحيث تسمح الظروف بذلك، يوصي قداسته الرعايا والجماعات الرهبانيّة بتشجيع المؤمنين على الاشتراك بهذه الصلوات. |
09 - 05 - 2024, 06:52 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
سراج مضئ | الفرح المسيحى
|
رد: إعلان الكلمة والعظة
سلمت يداك ودام ابداعك تحياتي وتقديري
|
||||
|