منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 05 - 2024, 05:01 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,185

القراءة المصليّة للكتاب المقدّس القراءة الربّيّة




القراءة المصليّة للكتاب المقدّس، القراءة الربّيّة

نأتي إلى الميزة الكبرى في هذا الإرشاد الرسوليّ وقد بانت معالمها في كلّ فصوله: البعد الروحيّ. فالكتاب المقدّس هو عنصر أساسيّ في الحياة الروحيّة لكلّ مؤمن، وذلك من خلال القراءة الربّيّة. فقد استعاد آباء السينودس تعليم الدستور العقائدي في الوحي الإلهي، ٢٥:

يُحرّض المجمعُ المقدس تحريضاً ملحاحاً جميع المسيحيّن… أن يدركوا «معرفة المسيح السّامية» (فيليبي ٣ : ٨)، بالمواظبة على قراءة الكتب الإلهيّة، لأنّ «من جهل الكتب المقدّسة، جهل المسيح» (القدّيس إيرونيموس). فليرتاحوا إذن الى مباشرة النصوص المقدّسة ذاتها، إمّا في الخدمة الطقسيّة المتشّعبة من كلام الله، وإما في القراءة الخاشعة، وإمّا في المحاضرات العلميّة الملائمة، وإمّا في أحد الأساليب الأخرى التي تعمّمت في أيامنا الحاضرة بشكلٍ يستجلب المديح، بعد أن نالتِ الرّضى من رعاة الكنيسة واستقطبت اهتمامهم. وليفطنوا أن يقرنوا الصلاة بقراءة الكتب المقدّسة، لأن بهما ينشأ الحوارُ بين الله والإنسان، «لأنّنا نتحدّثُ الى الله عندما نصلّي، ولكننا نستمع إليه عندما نقرأُ آيات الوحي الإلهيّ» (القدّيس أمبروسيوس).»

يعلّق الإرشاد على النّصّ المجمعيّ قائلاً أنّه يستعيد التقليد الآبائي وفيه حثٌّ على الاقتراب من الكتاب المقدّس في حوار مع الله. على قول القدّيس أغسطينوس: «عندما تقرأ يتكلّم الله معك وعندما تصلّي تكون أنت من يتكلّم مع الله».

أوريجنوس، أحد معلمّي هذه القراءة الروحيّة، يؤكّد أن فهم الكتاب المقدّس يتطلّب علاقة حميمة مع المسيح والصلاة أكثر من البحث. وكان مقتنعاً بأنّ الطريق الأفضل لمعرفة الله هو الحبّ، وأنّ المرء لا يستطيع اكتساب “علم المسيح” (scientia Christi) إن لم يهوى المسيح. في رسالته إلى غريغوريوس، اللاهوتي الإسكندرانيّ الكبير، يقول: «ثابر على مطالعة الاسفار المقدّسة. التزم بالقراءة بقصد إرضاء الله والإيمان به. وإذا وجدت نفسك وأنت تطالع أمام باب مغلق، اقرع الباب يفتح لك الحارس على قول يسوع. وأنت تعكف على القراءة الربّيّة إبحث بصدق وثقة بالله عن معنى الكتب المقدّسة. ولكن لا يجب أن تكتفي بقرع الباب والبحث: أنت بحاجة مطلقة إلى الصلاة.ولمّا أراد المخلّص حثّنا على الصلاة لم يقل فقط: “ابحثوا تجدوا” و”اقرعوا يُفتح لكم” وحسب، بل أضاف: “اسألوا يُعطى لكم”.

بحثٌ وإيمانٌ وحبٌّ وصلاة. بهذه يلج المؤمن إلى قلب الله الّذي يختبئ وراء كلمات الكتاب المقدّس. وفي كلّ هذا علينا الابتعاد عن خطر القراءة الفردانيّة (individualistico) بعيداً عن روح الشركة في الكنيسة. لا ننسى أن الكتاب المقدّس هو قبل كلّ شيء كتاب الكنيسة. لذلك علينا أن نقرأه في شركة مع الكنيسة ومع كلّ شهود الكلمة، ابتداءً من الآباء حتى قدّيسي أيامنا وتعليم الكنيسة المعاصر.

لذلك تكون الليتورجية المكان المميّز للقيام بالقراءة المصليّة للكتاب المقدّس، خاصّة الافخارستية، حيث تصبح كلمة الله واقعاً في جسد الرّبّ ودمه. إذاً يجب أن تبقى المطالعة المصليّة، الفرديّة منها والجماعيّة، على علاقة مع الاحتفال بالافخارستية. هكذا تُعِدُّ القراءةُ الروحيّة وترافق وتتعمّق بما تحتفل به الكنيسة عندما تعلن كلمة الله في الليتورجية.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مراحل القراءة الربّيّة
القراءة
القراءة
تطور شكل القراءات اليومية من حيث من له حق القراءة وطريقة القراءة
قص ة تستحق القراءة ..


الساعة الآن 03:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024