نَظَرات المسيح لبطرُس أتَت في تَوقيتٍ حَرِج لم يَتَمَنَّاهُ بطرُس، ولا شَكّ أنَّنا نَستَطيع تَخَيُّل كيفَ كانَ مَوقِف بطرُس في تِلكَ اللَّحظة، نَستَطيع أن نَتَخَيَّل نَظَرات الصَّدمة على وجَههِ المُنهَمِك بالتَّفكير والتَّبرير ومُحاوَلَة تَصحيح ما حَصَل، لأنَّهُ كانَ مُدرِكاً أنَّ ما مِن شَيء يُبَرِّر أو يُصلِح ما فَعَلَهُ سِوى نِعمَة المسيح التي خَلَّصَتهُ وهو خاطِئ من الأساس، والمَحَبَّة غير المَشروطة التي دَعَتهُ وهو في الأصل غير مُستَحِقّ. لذلك نَجِد لاحِقاً أنَّ بطرُس الذي أنكَرَ المسيح مَرَّة، تَعَلَّمَ مِمَّا حَصَلَ مَعهُ وراحَ يَشهَد عن إيمانهِ أمامَ الأُلوف من النَّاس، يُبَشِّرهُم بخَلاص يسوع ويَقودهُم للتَّوبة الحَقيقِيَّة، حتَّى أنَّهُ اضطُّهِدَ مَرَّاتٍ عَديدة بسَبَب أمانَتهِ ثُمَّ قَدَّمَ نَفسهُ في النِّهاية شَهيداً على مَذبَح الإيمان.