كان الأنبا أنطونيوس يعمل، لأنه حرص علي أن يؤدى عملاً شاقاً. فوقف واحد بالباب وشد الجديلة التي كان يعملها، لأنه اعتاد أن يصنع سلالاً يعطيها لمن أتوا بدلاً مما أحضروا إليه. وإذ انتصب رأى وحشا له شكل إنسان حتى فخديه، ولكن له سيقان وأقدام كالحمار. أما أنطونيوس فإنه إنما رسم ذاته وقال “أنا عبد للمسيح، فإن كنت قد أرسلت إلى فها أنذا هنا”. ولكن الوحش هرب هو وأرواحه الشريرة، حتى أنه بسبب سرعته سقط علي الأرض ومات. وكان موت الوحش إيذانا بسقوط الشياطين، لأنها بذلت كل جهد، بكل الطرق، لإبعاد أنطونيوس عن البرية فلم تقدر