منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 09 - 2022, 08:32 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

قسوة إله العهد القديم







هل إله العهد القديم قاسي وعنيف؟


ترجمة: ايفيت سابا


قسوة إله العهد القديم


الرب يحبك. ماذا تستنتج عندما تدرك هذه الحقيقة؟ هذه الحقيقة تشير إلى أن الله هو بجوارك. فلا يتوجب عليك أن تقلق في مسيرتك في الحياة. ولكن يعتقد البعض أن الله يحبهم وحدهم فقط دون الاخرين.



ولذلك هم يتناسون أن الله يحب أيضا أصدقاؤهم وأعداؤهم ومنافسيهم أيضا. قد لا يروقهم أن ينجح غيرهم في الحياة وبطريقة ما يعتقدون أن حب الله لهم يعني أن شروق الشمس وغروبها هو لأجلهم فقط لا غير. نجد هذا التفكير عند الفريسيين إذ كانوا يعتقدون أن الله يحب اليهود فقط وهذا صحيح ولكنهم كانوا يتوهمون أن الله أحب فقط الذكور فقط من اليهود وكانوا يحتقرون. المرأة والمتحولين جنسيا وغير اليهود.



ونسوا إدراك محبة الله وعنايته الشاملة. وهو نفس السبب الذي لم يدركه البيض والطبقة العليا في الهند أن العبيد والمنبوذون هم بشر أيضا. …. وهذه أمثلة على سوء تفسير رسالة الله ويعود السبب في هذا إلى الوضع السياسي والاجتماعي الذي ينشأ فيه المرء.


وأعتقد أن هذا الأمر ينطبق على عدة أمثلة في العنف في العهد القديم. فعلى سبيل المثال عندما جلب الله مجموعة من العبيد من مصر وأعطاهم ارض الموعد. نتساءل ماذا كانت أرادة الرب في هذا الأمر؟ هل كان الله فعلا يؤيد طرد سكان تلك الأرض؟ أعتقد إن الرب أراد أن يقدم لجماعة من العبيد المتجولة وطناُ إلى جانب السكان الموجودين في هذه المناطق فلم يكن الرب مؤيدا لاقتلاعهم من أرضهم.



هذا مثال على سوء تفسير رسالة الرب. بعبارة أخرى، قام اليهود بتفسير سخاء الرب معهم على أنه تمييز ومحاباة لهم تماما مثلما فعل الفريسيون في محبة الرب من باب الشوفنيية الذكورية المزروعة فيهم.


في نفس الوقت، نجد عدة مقاطع من الكتاب المقدس تشير إلى إقرار الله كما تظهر النصوص بالقضاء على جماعة ما من البشر. بالإضافة إلى التفسير الخاطيء المشار إليه أعلاه فانه يمكن المناقشة أن الله حاول أن يبلغ الكنعانيين رسالته باحتواء جحافل جماعات العبيد القادمة ولكنهم اظهروا ترددا في إفساح المكان.



تماما كما تفعل الدول المزدهرة التي لا تريد استقبال اللاجئين الأفارقة أو السوريين أو عدم رغبة الهند الجديدة في إيواء اللاجئين من الروهينجا…. بكلمات أخرى، هنالك سوء تفسير في نفس الوقت من قبل الكنعانيين وبهذا فانهم يقفون في طريق تحقيق خطة الله لإيواء اللاجئين

وهنا يبدو أن الله قد اقر عقوبة على تلك الجماعة.



ومهما كانت الفلسفة التي تتبناها، فان هذه الاستثناءات تبدو واضحة فلنأخذ على سبيل المثال، دعاة البيئة ومحبي الحيوانات، فانهم محقون في قولهم إن جميع الكائنات الحية لها قيمة جوهرية وبالتالي فان لها حقاُ في أن تعيش وأن قيمتها لا تستند على مدى فائدتها للإنسان وبالتالي لا يحق للإنسان أن يقتلها ولكن هل يمكن أن نعيش وفقا لهذه المقولة؟



فعلى سبيل المثال، فيروس كورونا المتناهي الصغر … انه كائن حي ويتمتع كبقية الكائنات الحية بقيمته الجوهرية ولكن بما انه يؤذي الإنسان فإننا نحتاج إلى التخلص منه وبالتالي نقوم باستخدام معقمات لقتله والا فانه سيقتلنا (أرجو ألا يصاب به أحد منا). حتى في حالة شخص يريد أن يعيش دون أن يقتل أي كائن حي فانه سيتوجب عليه قتل هذا الفيروس لكي يبقى هو. وبالتالي هنالك حالات يتوجب فيها خرق الفلسفة الأساسية التي يؤمن بها الفرد.


وبالتالي، حتى عندما يتوقع الرب أن يعيش شعب الله في انسجام وسلام فلا يتوقع أن يجعلوا من اللا عنف صنما، أذاً هناك حالات قد يضطر فيها إلى القتل مثل عقوبة الإعدام وحتى القضاء التام عليهم سواء كنت تخدم في القوات المسلحة أو إن لم يعد هناك خيار آخر.



ولكن يتم اللجوء إليهما في حالة الخيار النهائي فقط: أن الشخص الذي اختبر محبة الله الشاملة كان النبي يونان.



“أَفَلاَ أَشْفَقُ أَنَا عَلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي يُوجَدُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنِ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ رِبْوَةً مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ يَمِينَهُمْ مِنْ شِمَالِهِمْ، وَبَهَائِمُ كَثِيرَةٌ؟».” (يونان 4: 11).



الخلاصة هي أن الله محبة وأرادته أن يعيش الجميع بانسجام ولا يريد إيذاء أحد مع وقوع استثناءات أحيانا ولكن غاية الله هي المحبة تلك المحبة التي تجسدت في يسوع المسيح.


هل يقر الله العنف؟


يتساءل الكثيرون إن كان الله قد أقر النهب الكامل لمجتمع ما، فانه لا يشمل الشعوب التي عاشت حياة في شر ومعصية بل انه يشمل أيضًا الأبرياء مثل الأطفال.



ومع ذلك فإننا نرى صورة مختلفة تماما لله في العهد الجديد حيث يخبرنا يسوع بان الآب يشرق شمسه على الأبرار والأشرار ويرسل المطر على الأبرار والخطأة (متى 45.5) وكذلك نرى في مواقع عدة أخرى بأن يسوع يصف الله بانه إله محب، يحب الخطأة ويكره الخطيئة. بمعنى آخر فان يسوع قد اظهر محبة الله وأكدها.


أن كان يسوع هو لله المتجسد وأن الله محبة، حتى أن العهد القديم يدعم هذا القول. يقول الله في تك 32: 1 انه حتى لو أن الله وجد عشرة أبرياء في المدينة فانه لن يتم تدمير المدينة….. وفي سفر يونان، لم يكن النبي قادراُ على قبول النعمة الإلهية وان الله يمكن أن يغفر للخطأة. ولهذا السبب، أعتقد أن المهم هو ليس كلام الله فحسب بل تفسير الناس لكلام الله.



فكيفية تلقي شخص أو جماعة لرسالة الله مرتبط بترتيبات اجتماعية سياسية وفكرية معقدة تسيطر على فهم الناس. فعلى سبيل المثال، كان التعذيب العلني للمجرمين أمراُ مقبولا اجتماعيا حتى القرن الماضي. فكان من عادة الناس التجمع بأعداد كبيرة ليشهدوا عمليات الشنق وقطع الرؤوس والإعدام بالمقصلة التي كانت تتم علنا.



ولكن الآن، فان الناس في عدة أماكن في العالم يمقتون أساليب العقاب هذه التي تصدر بحق أعتى المجرمين. ففي هذه الأيام تأقلم تفكيرنا بحيث أصبحنا نرفض أي شكل من أشكال العنف فحتى رؤية حادث ما، قد يؤدي إلى أصابتنا باضطرابات ما بعد الصدمة لان أنظمتنا المعرفية قد تغيرت….. لقد رقت قلوبنا.



وتذكروا أن الأحداث وقعت قبل ألفي عام… حينها كان القتل أمراُ مثل ممارسة الرياضة فكانت الناس تجد تسلية في رؤية منازلات ومصارعات تؤدي إلى الموت فكانت الحلبة تشهد نزالات بين المصارعين
حينها لم تكن الجماهير تهتف لتحقيق هدف في مباراة كرة قدم، بل كانوا يهتفون لإراقة دم خصومهم. وبالتالي، فان أغلب أحداث التوراة كتبت في مثل هذه الفترة حيث كان العنف أمراُ عادياُ وهذا يؤثر على كيفية تفسير الرسالة.



حينها كان النمط العلني للعقاب يعتبر رادعاُ إضافة إلى كونه عقاباُ، ورأوا ذلك ضرورياُ للحفاظ على النظام في المجتمع فمن المحتم أن كل الرسائل الإلهية كانت تفهم ضمن هذا السياق.



إليكم هذا المثال الفرضي: السيد جون سكير ويؤذي الاخرين حينما يكون ثملاً. لنر ردة الفعل في زمنين:
  • زمن التوراة
  • الزمن الحاضر



في زمن التوراة:

إن قال الله أنا أكره السيد جون لأنه سكير، كان اعتقاد البشر أن الله يكره السيد جون وكانوا يفترضون أن إجراءات العقاب يجب أن تشتمل على العنف بالضرورة وأحيانا موته (في بعض الحالات القصوى) تمتد إلى عائلته كلها. وكان من المفترض أن هذه الإجراءات تعمل عمل إنذار للحفاظ على النظام في المجتمع. وقتها كانت الناس تعمل وفق قناعة بان مشاركتها في إجراءات العقوبة العنيفة هي مشاركة في إنجاز مهمة الله.



في وقتنا الحالي:

الآن، هذه الناس تعارض استخدام التعذيب والقتل ضمن إجراءات العقاب وعليه.. أن قال الله الآن أنا أكره السيد جون لأنه سكير، فإننا نعلم أن الله حقيقة يحب السيد جون ولكنه لا يوافق على أسلوب حياته. وسنقول إن أساليب الله الإصلاحية تتضمن برامج إعادة تأهيل مناسبة وإننا بصفتنا شعب الله فان مهمتنا هي مساعدة السيد جون على التخلص من الإدمان باستخدام كل الأساليب الدينية والطبية والنفسية.



وعليه، نرى انه طرأ تغيير على فهمنا لكيفية عمل الله. ليس لأن الله تغيير بل لأن مفهومنا الحضاري قد تغيير. وسيكون تفسيرنا لرسائل الله متماشيا مع مفاهيمنا الحضارية الجديدة. وعليه فإن الكثير من محبة الله ونعمته قد ضاعت في ترجمة البشر لها.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
قارن بين اليهود في العهد القديم والمؤمنين في العهد الجديد من جهة معرفة الله
بعد أن كان الصَّوم في العهد القديم حِرمانًا للجسد صار في العهد الجديد تحَريرًا للنَّفس
الصديق القديم هو الاعتزاز بالعهد القديم الذي أعلن عن العهد الجديد بالنبوات
دفاع عن وحي العهد القديم بخصوص الكنعانيين العنف في العهد القديم
ايهما أكثر الما قسوة الانسان ام قسوة الحياة


الساعة الآن 12:37 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024