منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 06 - 2012, 08:09 AM
 
ramzy1913 Male
سراج مضئ | الفرح المسيحى

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  ramzy1913 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : القاهرة - مصر
المشاركـــــــات : 939

لوقا 15 - تفسير إنجيل لوقا
الآيات (1-7): (الخروف الضال)
الآيات (1-7): "وكان جميع العشارين والخطاة يدنون منه ليسمعوه. فتذمر الفريسيون والكتبة قائلين هذا يقبل خطاة ويأكل معهم. فكلمهم بهذا المثل قائلاً. أي إنسان منكم له مئة خروف وأضاع واحدا منها ألا يترك التسعة والتسعين في البرية ويذهب لأجل الضال حتى يجده. وإذا وجده يضعه على منكبيه فرحاً. ويأتي إلى بيته ويدعو الأصدقاء والجيران قائلاً لهم افرحوا معي لأني وجدت خروفي الضال. أقول لكم أنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى توبة."
راجع تفسير (مت12:18،13) في كتاب إنجيل متى
في هذا الإصحاح نرى ثلاثة أمثلة تشير لإلهنا العجيب في محبته وطلبه للخطاة، وبحثه عن المفقودين، وأحضانه المفتوحة لجميع التائبين الضالين والذين يعودون إليه، وشوقه نحو كل نفس والثلاثة أمثال يمثلون حال الخطاة المختلفين. ويعطيها لنا المسيح لنشفق على الخطاة والبعيدين. ونرى إهتمام المسيح بكل نفس.
الخروف الضال= يمثل الإنسان الخاطئ في غباوته. ونرى في المثل الراعي الصالح.
الدرهم المفقود= يمثل الإنسان الخاطئ في عدم شعوره بحالة الضياع التي وصل إليها.
وفي كلنا الحالتين نرى محبة الله التي تسعي في طلبنا.
الإين الضال= يمثل الإنسان الخاطئ في شروده عن خالقه بكامل إرادته ومعرفته.
في آية (1) نرى الخطاة شعروا بحاجتهم لهذا المخلص السماوي الذي يغفر الخطايا ويقبل الخطاة= يدنون منه ليسمعوه. وهنا نرى محبة الله التي تفتح صدرها للخاطئ مهما عمل وتقبله. فتذمر الفريسيين= نقد الفريسيين هنا يأتي عن جهالة (فكبريائهم جعلهم يحتقرون الخطاة) وليس عن قصد المقاومة. (المطلوب هو تجنب الخطاة حتى لا نصير مثلهم وليس إحتقارهم). لذلك يعلمهم المسيح بأمثلة ويشرح لهم بمحبة ودون تأنيب كيف أنه يهتم بالخطاة والعشارين، وأن النفس البشرية لها قيمة عظيمة عند الله والله يبتهج بهدايتها. هذا التذمر هو نفس تذمر الأخ الأكبر للإبن الضال. التسعة والتسعين باراً= هم:
1) الملائكة الذين لم يسقطوا وهم لا يخطئون.
2) القديسين في المجد وهؤلاء لا يعودوا يخطئوا.
3) القديسين على الأرض الذين لم يفقدوا نعمة المعمودية.
يضعه على منكبيه= تعني أن الخروف كان مجهداً من ضلاله ونال منه الإعياء لذلك يحمله الراعي الصالح (المسيح) وتعني أن المسيح حمل طبيعتنا البشرية وحمل خطايانا. هنا نرى المسيح يحمل هذا الخروف ولم يوبخه. بل يرفعه ليعينه على ترك طريقه الخاطئ القديم.
يدعو الأصدقاء والجيران= هذا فرح السمائيين بعودة الخروف الضال (آية10) أفرحوا معي= ولم يقل إفرحوا مع الخروف الضال، لأن خلاصنا هو فرحه.

الآيات (8-10): (الدرهم المفقود)
الآيات (8-10): "أو أية امرأة لها عشرة دراهم إن أضاعت درهماً واحداً ألا توقد سراجاً وتكنس البيت وتفتش باجتهاد حتى تجده. وإذا وجدته تدعو الصديقات والجارات قائلة افرحن معي لأني وجدت الدرهم الذي أضعته. هكذا أقول لكم يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب."
مثل الراعي الصالح رأينا فيه المسيح الراعي الصالح يتجسد ليبحث عن كل ضال. لا ليعنف. بل بالحب يبحث عن كل نفس ليضمها إلى صدره ويحملها على كتفيه. وهنا فالمرأة تمثل الكنيسة عروس المسيح وواجبها أن تفتش عن كل مفقود. والدراهم هم الوديعة التي أودعها الله للكنيسة. وكل درهم يشير للطبيعة الإنسانية التي طبع عليه صورة الملك السمائي (كما يطبع على العملة صورة قيصر). وضياع الدرهم يشير لضياع صورة الملك السمائي من الإنسان. والسراج= الذي توقده المرأة هو إشارة لتجسد المسيح فهو نور اللاهوت في إناء الجسد، تجسد لأن الإنسان أخطأ فضاع. وهذا هو دور الكنيسة أن تظهر شخص المسيح ونوره لشعبها. وكنس البيت هو إشارة لحث الناس على التوبة. والتفتيش بإجتهاد= هو إفتقاد الناس. والصديقات والجارات= هم الملائكة الذين لا يخطئون. وعمل الكنيسة وخدمتها مع كل نفس هو لكي تستعيد النفس صورة المسيح الملك (غل19:4).

الآيات (11-32): (الدرهم المفقود)
الآيات (11-32): "وقال إنسان كان له ابنان. فقال أصغرهما لأبيه يا أبي اعطني القسم الذي يصيبني من المال فقسم لهما معيشته. وبعد أيام ليست بكثيرة جمع الابن الأصغر كل شيء وسافر إلى كورة بعيدة وهناك بذر ماله بعيش مسرف. فلما انفق كل شيء حدث جوع شديد في تلك الكورة فابتدأ يحتاج. فمضى والتصق بواحد من أهل تلك الكورة فأرسله إلى حقوله ليرعى خنازير. وكان يشتهي أن يملا بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله فلم يعطه أحد. فرجع إلى نفسه وقال كم من أجير لأبي يفضل عنه الخبز وأنا اهلك جوعاً. أقوم واذهب إلى أبي وأقول له يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك. ولست مستحقاً بعد أن ادعى لك ابنا اجعلني كأحد أجراك. فقام وجاء إلى أبيه وإذ كان لم يزل بعيدا رآه أبوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبله. فقال له الابن يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك ولست مستحقاً بعد أن ادعى لك ابناً. فقال الأب لعبيده اخرجوا الحلة الأولى والبسوه واجعلوا خاتماً في يده وحذاء في رجليه. وقدموا العجل المسمن واذبحوه فنأكل ونفرح. لأن ابني هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد فابتدأوا يفرحون. وكان ابنه الأكبر في الحقل فلما جاء وقرب من البيت سمع صوت آلات طرب ورقصاً. فدعا واحداً من الغلمان وسأله ما عسى أن يكون هذا. فقال له أخوك جاء فذبح أبوك العجل المسمن لأنه قبله سالما. فغضب ولم يرد أن يدخل فخرج أبوه يطلب إليه. فأجاب وقال لأبيه ها أنا أخدمك سنين هذا عددها وقط لم أتجاوز وصيتك وجدياً لم تعطني قط لأفرح مع أصدقائي. ولكن لما جاء ابنك هذا الذي أكل معيشتك مع الزواني ذبحت له العجل المسمن. فقال له يا بني أنت معي في كل حين وكل ما لي فهو لك. ولكن كان ينبغي أن نفرح ونسر لأن أخاك هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد."
هذا المثل من أروع الأمثلة التي تشير لقبول الله للخاطئ، وكم جذب هذا المثل الكثيرين من الخطاة لأحضان الله. نرى في هذا المثل تردي حال الخاطئ الذي ترك بيت أبيه (الكنيسة) وترك أبيه (الله) فإنحدر إلى حد الهوان والنجاسة وخراب كل شئ حوله. ثم نرى توبته وفرحة أبيه المشتاق لعودته. في هذا المثل نكتشف موقف الله من الخاطئ بإعتباره إبناً له ضل الطريق، أما موقف الفريسيين بقلوبهم الخالية من المحبة، والمتعجرفة فيعبر عنه موقف الإبن الأكبر. وكأن المثل يرد على الفريسيين بأنه ليس فقط يأكل مع العشارين والخطاة، بل هو يريد أن يقيم لهم وليمة لو رجعوا وتابوا. هنا نرى محبة الآب السماوي الشديدة للخاطئ التائب.
بين السامرية والإبن الضال:-
الله له طرقه المتعددة لجذب كل نفس. فالمسامرية لم تعرف الله ولا سمعت عنه هذه يذهب لها المسيح ويجلس معها ويتحاور حتى يجذبها للإيمان به فتخلص. أما الإبن الضال فهذا قد عاش في بيت أبيه مستمتعاً بمحبته وأبوته وأطايبه، والشبع في بيته، وبعد كل هذا إختار أن يترك حضن أبيه وبيت أبيه، هذا لا يذهب له المسيح ليحاوره (فما الجديد الذي سيقوله له فهو يعرف كل شئ عن بيت أبيه) بل يحاصره بالتجارب والضيقات (المجاعة والأكل مع الخنازير) حتى يقارن بين حاله بعيداً عن أبيه وبين حاله في بيت أبيه فيشتاق للرجوع. وإذا رجع نراه يستقبله بالأحضان والقبلات ولا يعاتب ولا يجرح مشاعره.
لا نحكم على إنسان في منتصف الطريق:-
فالإبن الضال لم تكن نهايته المعيشة مع الخنازير، لكنه عاد. بينما الإبن الأكبر تذمر بعد أن كان يظهر أنه في طاعة كاملة لأبيه. لذلك يقول بولس الرسول أنظروا إلى نهاية سيرتهم (عب7:13) فالعبرة بالنهاية. لذلك علينا أن لا ندين أحد، فالله وحده يعلم ما في القلوب، ومدى إستعداد كل واحد، ونهاية طريق كل واحد.
الإبنان يشيران للبشرية:-
الإبن الأصغر يشير للأمم تركوا الله في البداية وعاشوا في نجاسة بل بددوا عطايا الله (كرامتهم وصورتهم السمائية ومواهبهم) في عبادة الأوثان وفي شهواتهم. ولكنهم عادوا في نهاية الأيام. ويشير للعشارين والزناة وكل خاطئ. والإبن الأكبر يشير لليهود، فهم كانوا بكراً في معرفة الله، قبلوا المواعيد الإلهية وكان لهم الناموس والنبوات. لكنهم خلال حسدهم للمسيح ثم للكنيسة وقفوا خارج الإيمان (خارج البيت) جاحدين الله وناقدين محبته للأمم.
ويشير للفريسيين المتكبرين الرافضين لدخول المسيح بيوت الخطاة ولقبوله لهم. ويشير لكل من عاش مع الله في بيته طالما كانت مادياته جيدة لكنه يغضب على الله إذا تأثرت مادياته بل يترك الله وبيته. مثل هذا مرتبط بالله شكلاً دون حب.
الأب= يشير لله الآب. إعطني القسم الذي يصيبني من المال= هذا يشير لكل المواهب والوزنات التي أعطاها الله لنا. وسافر إلى كورة بعيدة= طلب الخطية هو بعد عن الله بالقلب والمشاعر. وإنغماسه في ملذات الخطية، يبحث عن كل ما يرضي شهواته، وكلما إنغمس في الخطية إبتعد عن الله. بذر كل شئ= كل نعمة وموهبة سبق وأخذها من الله تضيع منه، هذا أضاع كل طاقاته في أمور العالم وشهواته. حدث جوع شديد= هو جوع النفس التي إبتعدت عن الله، فملذات العالم غير قادرة أن تشبع، هي تشبع الجسد، ولكن الإنسان روح وجسد. والروح لا تشبع سوى بقربها من الله. والله له وسائله لجذب النفس للتوبة. فكما جذب يونان للرجوع إليه بواسطة هياج البحر، وحوت يبتلعه، جذب هذا الإبن الضال بهذه المجاعة. عموماً فأي نفس تبتعد عن الله لابد وستشعر بهذه المجاعة والفراغ الداخلي لأن الإنسان مخلوق على صورة الله، فلن تشبع النفس إلا بقربها منه. فمضى وإلتصق بواحد= هو الشيطان، فمن يهرب من الله ويبتعد عنه يتلقفه الشيطان مباشرة. فأرسله إلى حقوله ليرعى خنازير= الخنازير عند اليهود تعني النجاسة. والمعنى أن الشيطان إستعبد هذا الإنسان في خدمة شقاوة الخطية ومرارتها وإنحطاطها. هو ترك خدمة أبيه الخفيفة ونيره الهين ليبيع نفسه لإبليس، يشقى تحت نيره الثقيل والنجس، وتاه في العالم (حقول إبليس) بعيداً عن الله، وعن بيت الله. يملأ بطنه من الخرنوب= هو إشارة لملذات العالم وشهواته التي يملأ بها الخاطئ بطنه. فالخاطئ كل همه إشباع بطنه وشهواته "آلهتهم بطنهم" (في19:3). هذا الخرنوب يملأ البطن ولكنه بلا فائدة غذائية، أي هو لا يشبع= من يشرب من هذا الماء يعطش (يو13:4). والخرنوب هو طعام الخنازير. فلم يعطه أحد= لا يستطيع أحد أن يشبع النفس سوى الله. بل بعد أن يقع الخاطئ في براثن الشيطان يحرمه حتى من اللذات الجسدية التي كان يغريه بها سابقاً، فهو يتلذذ بعذاب الإنسان وآلامه. فرجع إلى نفسه= هذه هي نقطة التحول حين يهدأ الإنسان ويفكر في حاله أيام كان فيها مع الله، وحاله وهو بعيد عن الله. هنا نرى أن خطة الله في سماحه بالمجاعة قد أتت بالفائدة المرجوة منها. وكلمة رجع إلى نفسه هي نفسها التوبة أو أول خطوة في التوبة، فكلمة توبة تعني تغيير الفكر. هذه الخطوة هي الخطوة الأولى لرجوعه إلى أبيه، لقد أعمل عقله وضميره وليس شهواته، كان في نوم وإستيقظ. ولاحظ أن التائب يحتاج لظروف خارجية تجعله يسرع بتقديم التوبة مثل المجاعة وهذه يسمح بها الله، ويحتاج لإقناع وتبكيت الروح القدس الذي يبكت مع إعطاء رجاء بأن الله فاتح أحضانه مستعد لقبول التائب. وهذا العمل (الظروف الخارجية) أو إقناع الروح القدس داخلياً هو عمل الله لذلك يصرخ أرمياء توبني فأتوب (أر18:31 + يو8:16 + أر7:20). الأجير= إشارة لمن يحيا بروح العبودية، يعمل ليس عن حب بل طمعاً في أجر ولكن حتى من يحيا في بيت الله بروح العبودية ولا يفارقه، حتى هذا يشبعه الله. يفضل عنه الخبز= إشارة لوفرة الشبع (روحياً ونفسياً وجسدياً). أقوم وأذهب إلى أبي= هذه تُحسب للإبن الضال (الإبن الشاطر) إذ لم يؤجل توبته، ورجوعه، بل قام فوراً. وكم من أناس أجلوا توبتهم للغد ولم يأتي الغد وهلكوا (مثل فيلكس الوالي أع24:24،25). إجعلني كأحد أجراك= لاحظ أنه شاعر بعدم الإستحقاق إذ كان قد أخذ نصيبه من قبل وبدده، لكن الآب في محبته لم يسمح له بأن يقول هذه العبارة (آية21). فقام وجاء إلي أبيه= هو نفذ التوبة فوراً ولاحظ محبة الآب وقبوله. تحنن.. ركض.. وقع على عنقه وقبله بالرغم من قذارته. هذه القبلات الأبوية كعلامة للمغفرة إشتهتها عروس النشيد (2:1) وتشتهيها كل نفس. ولاحظ كلمات الإعتراف أخطأت، لقد إنتهت الكبرياء. أخطأت إلى السماء= هو تعبير عبري. والله يعرف كل شئ ولكنه ينتظر هذا الإعتراف. رجوع الأب لإبنه هو تطبيق لقول الكتاب "إرجعوا إلىّ أرجع إليكم" (زك3:1 + يع8:4). وإذا كان لم يزل بعيداً= مع أول خطوة للخاطئ التائب يقترب الله عدة خطوات. فهذا الضال كان مازال في عريه ونجاسته وخزيه، لكن إذا قرر العودة، أشعره الله بقبوله، وبقبلات الصفح والمحبة ليشجعه. الحلة الأولى= رداء البر الذي حصلنا عليه في المعمودية أولاً، لذلك تسمى التوبة= معمودية ثانية. خاتماً في يديه= علامة عودته للبنوة والسلطان على الحصول على المواهب الإلهية ثانية (فالخاتم يستخدم في ختم أوراق صرف النقود). حذاءً في رجليه= قارن مع حازين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام (أف15:6) فكلمة الإنجيل تنقي وتحفظ "سراج لرجلي كلامك" فعبيد الأب (كهنوت الكنيسة الذي قبل الإعتراف وأعلن الغفران الإلهي بفم الكنيسة، ويعطي التعليم لكل نفس بكلمات الله) عملهم هو التعليم، تعليم كلمة الله التي [1] ترشد في أثناء السير [2] تحفظ القدم من وعورة الطريق. قدموا العجل المسمن= إشارة لتقديم المسيح نفسه ذبيحة على الصليب وذبيحة يومية في سر الإفخارستيا. وهو مسمن فهو دسم الحياة الروحية. فنأكل= هذه علامة إتحادنا مع المسيح في سر الإفخارستيا. ونفرح= فرح المسيح هو في عودة الخاطئ وإتحاده به بعد إنفصال. وهنا الفرح سيكون في السماء كلها (لو10:15)= فإبتدأوا يفرحون. إبني هذا كان ميتاً فعاش= الخطية هي الموت (رؤ1:3+ يو25:5+ أف1:2+ أف14:5). وبهذا نفهم أن الموت الجسدي ما هو إلاّ إنتقال لحياة أفضل، طالما كان المنتقل يحيا حياة التوبة. الإبن الأكبر= هذا هو ما قيل عنه كم من أجير لأبي" (آية17) فهو إبن له كل الميراث، ولكنه يتخاصم مع أبيه بسبب جِدْيْ. ومازال هناك حتى الآن في الكنيسة من لهم روح العبيد هذه، ويتخاصمون مع الله بسبب أنهم يشعرون بأن الله حرمهم من (مال/ ترقية/ صحة/..الخ). ويقولون نفس الشئ لم أتجاوز وصيتك وهذا شعور كثيرين إذ تصيبهم تجربة فيقولون لماذا ونحن لا نخطئ (بر ذاتي) ويقولون أيضاً ها أنا أخدمك= ويقول هؤلاء نحن الذين صمنا وصلينا وكنا نذهب للكنيسة. قد حرمنا الله من كذا وكذا هؤلاء يظنون أنهم أصحاب فضل على الله، هم يصومون ويصلون لا عن حب بل طلباً لمكافأة. لا كبنين بل كعبيد، وهؤلاء يمتنعون عن الذهاب للكنيسة (مثل هذا الإبن الأكبر) في تجاربهم= فغضب ولم يُرِد أن يدخل والإبن الأكبر يرمز للكتبة والفريسيين الذين رفضوا قبول المسيح للعشارين والخطاة، واليهود عموماً الذين رفضوا قبول الأمم. ولاحظ قوله إبنك هذا= علامة على الإحتقار (إحتقار الفريسيين للعشارين والخطاة). خرج أبوه= محبة الله جعلته يطلب خلاص نفوس حتى هؤلاء المتكبرين. كل ما لي فهو لك= الله أعد نصيباً ومجداً لنا في السماء، فإن كنا نؤمن بهذا ونصدقه، هل نتخاصم مع الله، إذا حُرِمنا من أي نصيب أرضي، هذا يعادل غباوة الإبن الاكبر الذي يقارن بين جدي، وكل أملاك الأب ومجده! سمع صوت آلات طرب= هو صوت السمائيين بالخاطئ الذي تاب، وصوت فرحة الكنيسة الأرضية بالغفران والفداء الذي حصلت عليه.
نلاحظ أن الإبن الأصغر كان مرتداً وهو خارج البيت مستسلماً لشهواته ولكن الإبن الأكبر كان مرتداً وهو داخل البيت وظهر هذا في تركه البيت وغضبه وعدم إشتراكه في الوليمة ورفضه دخول البيت. وهو كان مرتداً مع أنه داخل البيت لأنه عاش بروح العبيد أخدمك. ينتظر الأجر، بل أنكر فضل أبيه= لم تعطني جدياً. وهو عاش بروح البر الذاتي (خطية الفريسيين)= قط لم أتجاوز وصيتك. ومع هذا لاحظ محبة أبيه له وكلماته الرقيقة له، فهو يريد أن الجميع يخلصون.

رؤية أخرى لمثل الإبن الضال
§الله خلق الإنسان ليعمل [1] في الأرض (تك5:2 + تك15:2). وهذا يناظر عملنا اليوم في أعمالنا وأشغالنا [2] نعمل لمجد إسمه خصوصاً بعد أن صرنا في المسيح (أف10:2). والإنسان يُقَيَّم بقيمة عمله.
§ما هو مقدار النجاح الذي ننجح به في أعمالنا؟ لكل واحد مواهبه (ذكاؤه/ قوته/ عمله/ خبراته..) ولكن كل هذا يقع في حيز المحدود. ولكن إتصالنا بالله، إذا كنا على إتصال بالله، فهذا ينقلنا إلى حيز اللا محدود. (مثل بطارية موصلة على مصدر شحن غير محدود، إن فصلتها ستعمل لمدة محددة ثم تنتهي شحنتها وتموت).
§خلق الله آدم، وكان آدم على إتصال بالله فكان سيعيش للأبد ولكنه بسبب الخطية إنفصل عن الله، فوقع في حيز المحدود فمات.
§الإنسان المتصل بالله، يكون له شركة مع الروح القدس، منها يستمد قدرات لا نهائية، (2كو14:13+ زك6:4) لذلك تصلي الكنيسة في أوشية المسافرين وتقول "إشترك يا رب مع عبيدك في كل عمل صالح"
§إحساس الإنسان بذاته وقدراته يفصله عن المصدر اللانهائي لكل شئ، فمهما كانت قدرات إنسان فهو لا يستطيع أن يقول "أستطيع كل شئ.. مع بولس الرسول.. ولكن يكمل في المسيح الذي يقويني" (في13:4) لذلك فالطالب الذي يمتنع عن الكنيسة، هو معتمد على ذاته منفصل عن الله.
§الإبن الضال أخذ مواهِبَهُ وسافر إلى كورة بعيدة فخسر المصدر اللانهائي بإتصاله بأبيه، ومن المؤكد أن أمواله ومواهبه ستنفذ ويدخل في مجاعة.
§رجوعه إلى أبيه أعاده لحالة الإتصال مع الله (الحلة الأولى) الله برره حين رجع إليه.
§الخاتم= عاد نتيجة إتصاله يستمد على شئ من المصدر اللانهائي، ليحصل على مواهب ثانية إذ قد تبرر.
§حذاءً في رجليه= ليخرج للعمل المكلف به (أف10:2) (المواهب التي حصل عليها هي للخدمة).
§العجل المسمن هو التناول والإتحاد مع الله ليكون نجاح العمل لا نهائي. نجاح غير محدود فالله يعمل معه.
لوقا 15 - تفسير إنجيل لوقا اصحاح  15
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من لوقا 12 - تفسير إنجيل لوقا ( الميراث )
تفسير لوقا 24 - إنجيل لوقا
تفسير لوقا 13 - إنجيل لوقا
تفسير لوقا 6 - إنجيل لوقا
لوقا 15 - تفسير إنجيل لوقا اصحاح 15


الساعة الآن 08:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024