رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تكريم رفات القديسين فى الكتاب المقدس والتقليد الأرثوذكسى أن المفهوم الكنسي لرفات (ذخائر) القديسين: في الأصل كلمة رفات القديسين هي بقايا العظام هى: Reliquiae باللاتينية ريليكي υπόλειμμαوباليوناني ايبوليما بالانجليزية Relics. رفات أي أن كلمة رفات تعني بقايا عظام ولكنها مع الوقت أخذت معنى دينيًا إذ خصصت الكنيسة هذه اللفظة لرفات القديسين والرفات هي جلد القديس، هيكله العظمي واسنانه وشعره ووضعوا في مزاراتهم الأدوات التي استعملها القديس خلال حياته علي الأرض وكل شيء مادي استعمله حتَّى موته، ف"أجسادكم هي أعضاء المسيح (1 كو 6: 15) وهيكل الروح القدس" (1 كو 6: 19)، وهذه هي دعوتنا أن نتقدس بكليتنا. نرى في معموديتنا عندما يُقدَّس الجسد يُعاد إلى طبيعته الأصلية كصورة لله وفي المنظار نفسه، الإنسان المسيحي أصبح خليقة المسيح الجديدة يصير الجسد الانساني "عضو المسيح" و"هيكل الروح القدس" (1 كور6: 15-19)، ويُدعى الإنسان إلى تمجيد الله "بجسده" (1 كو6: 20)، وإلى تقديمه "ذبيحه حية مقدسة مرضية عند الله" (رؤ12: 1) "لكي تظهر في أجسادنا حياة المسيح أيضًا (2 كو 4: 10) فإنسان الخليقة الجديدة هو "ذرية الله" (أع 17: 18) ومساهم في مجد الله الذي يعكسه بجسده (2 كو 3) ونلاحظ ونتعجب كيف تفوح من الذخائر المقدسة لبعض القديسين رائحة ذكية لا توصف وكأنها إشارة سمائية إلي قداستهم إنه من "عبير المسيح" (2 كور 10: 2) ونعمة الروح القدس يحلان على القديسين ابان حياتهم الأرضية ويملآن اجسادهم. والكنيسة الارثوذكسية لديها العديد من اجساد القديسين التي لم ينل منها الفساد بالرغم من الزمن الطويل الذي مرّ عليها . أحيانًا عدم انحلال أجساد القديسين يعتبر مؤشرًا على قداستهم ولكن عدم انحلال الأجساد ليس قاعدة عامة توجب الاعتراف بقداستهم إن قدرة القديسين العجائبية لا تعود إلى قدرتهم الخاصة، بل وبحسب النعم والمواهب التي اعطاها الروح القدس لهم، تظهر فيهم العجائب المختلفة التي تجري على ايديهم المباركة. فمنهم من يشفي المرضى، ويقيم الموتى، ومنهم من كان متحررًا من سيطرة قوانين الطبيعة في حياته المتقدسة بحضور النعمة الالهية. فنرى منهم من يتنبأ، أو يتكلم بألسنة، أو يشاهد رؤى، ومنهم ومنهم من يشع من جسده نور عجائبي لدرجة تبهر الناظرين إليه، ومنهم من تبعث من جسده رائحة طيب ذكية، كالبخور، سواء قبل رقاده أو بعده. وكل هذا بفعل النعمة الالهية. فالنعمة الإلهية لا تفارق القديسين قبل رقادهم أو بعده. انها لاتقدس أرواحهم فقط، بل أجسادهم أيضًا. فالقديسون هم أدوات النعمة الالهية الفاعلة فيهم. هم ليسوا على غرار آدم القديم، قبل الخطيئة، بل على صورة آدم الجديد يسوع المسيح، ومثاله. هم يفوقون آدم قداسة إن عقيدة تكريم رفات القديسين (وكذلك تكريم الايقونات) مؤسسة على الإيمان بوجود ارتباط روحي ما بين الروح القدس ورفات هؤلاء القديسين التي لم يستطع الموت الجسدي أن يفقدها إياها حتي بعد أن عادت إلى التراب الذي أخذت منه فهناك نعمة روحية في أجسادهم وحتى في أصغر بقايا أجسادهم. + رأي الكتاب المقدس بعهديه في قضية تكريم رفات القديسين ورد في الكتاب المقدس عن تكريم رفات القديسين👇 أ- تكريم رفات القديسين في العهد القديم: نقرأ في سفر ملوك الثاني اصحاح 13 الميت الذي سقط في رمس أليشع حيي إذ مسّ جسد النبي الميت، فالله يستخدم قديسيه حتي أجسادهم في عمل المعجزات وفي تفسير القمص يعقوب ملطي لهذه القصة الإنجيلية يقول: [مات إليشع النبي، وحتى في دفنه بعث فرحًا في قلوب الكثيرين، حيث أقام جثمانه ميتًا.إنه ليس عمل الجثمان ذاته بل اللَّه مقدس النفس والجسد معًا! أن اللَّه يعمل بأولاده حتى بثيابهم (ثوب إيليا) وبظلهم (ظل بولس) والخرق التي على أجسادهم (بولس الرسول) وجثمانهم بعد الموت!] ولمّا كان ملك اليهودية يوشيّا يستأصل العبادة الوثنية، وحينئذ أحرق كثيرًا من عظام الأموات فحوّلها رمادًا. إلا أنَّه أمر مع ذلك بأن يحفظ ذخائر النبي انسان الله القديس الموجود هناك بالاكرام كاملة سالمة "...والتفت يوشيا فرأى القبور التي هناك في الجبل فأرسل وأخذ العظام من القبور وأحرقها على المذبح ونجّسه حسب كلام الرب الذي نادى به رجل الله الذي نادى بهذا الكلام. وقال ما هذه الصورة التي أرى؟ فقال له رجال المدينة: هي قبر رجل الله الذي جاء من يهوذا ونادى بهذه الأمور التي عملت على مذبح بيت ايل. فقال دعوه، لا يحركن أحد عظامه. فتركوا عظامه وعظام النبي الذي جاء من السامرة..." (2مل 23: 4-25). وأخيرًا يروي الكتاب أيضًا أن أحد "رجال الله" ضل ولم يحافظ على الوصايا، فعوقب على ذلك لا تدخل جثتك قبر أبائك أي يموت موتا غير طبيعيا ولا يدفن دفن عادي وذلك مصيبة عند القدماء وحدث أن لقيه أسد وهو خارج من بيت ايل على ظهر حماره، فقتله". وبقي ملقى على الطريق والحمار مقابله، والأسد قائم إلى جانب الجثة". أي أن الوحش الذي صار أداة للعدل الإلهي، لم يمزّق جسد رجل الله، بل تصالح مع الحمار ووقف بقربه يحرس الذخيرة المقدسة. ثم مرّ بعض الناس من هناك ورأوه، فأسرعوا إلى المدينة وأذاعوا النبأ. أما النبي الشيخ الذي تسبّب في ضلال رجل الله فذهب إلى ذلك الموضع ووجد جّثته ملقاة على الطريق والحمار والأسد قائمان بجانب الجثة، ولم يأكل الأسد الجثة ولا افترس الحمار. فأخذ النبي جثة رجل الله وجعلها على الحمار ورجع بها. ودخل النبي الشيخ المدينة ليندبه ويدفنه، ووضع جثته في قبره، وندبوه قائلين: أواه يا أخي. وبعد أن قبره كّلم بنيه قائلا: إذا مُت فادفنوني في القبر الذي دفن فيه رجل الله، بجانب عظامه ضعوا عظامي" ( 1مل 13: 25-31). يشهد هذا المقطع الأخير على ثقة ذلك النبي بالقوة العجائبية الكامنة في ذخائر القديس، ولو خالف ذلك وصايا الله برهة فعوقب. وكذلك موقف الحمار والأسد اللذين صارا أداة في يد الله فوقفا باكرام وورع إلى جانب الذخائر. كما أن الكتاب يخبرنا أن عظام يوسف الصدّيق حفظت بعناية واهتمام (يشو 49: 15). وهذا أمر غريب فعلاً، ففي العهد القديم اعتبرت ملامسة جسد الإنسان الميت "نجاسة" (لاو 21: 1-9، خر 44: 25). لكن الاسرائليين نقلوا عظام يوسف باحترام عظيم، ولم يتنجسوا (تك 50: 25، خر 13: 19) و"عظام يوسف التي أصعدها بنو اسرائيل من مصر ودفنوها في شكيم في الحقل الذي كان يعقوب قد اشتراه من بني حمورابي شكيم بمائة قسيطة فضة وصارت ميراثًا لبني يوسف"(يشوع 24: 32). ب - رفات القديسين في العهد الجديد: فإن كانت عظام ورفات أنبياء العهد القديم - الممسوحين من الخارج - قد أقامت الميت، فكم بالحرى ذخائر قديسي العهد الجديد، الذين سكن فيهم الروح القدس من الداخل ومسحهم بالروح القدس القاطن فيهم، جاعلاً أجسادهم هياكل له (1 كور 6: 19). إن من لا يكرّم ذخائر القديسين هو بعيد عن روح الانجيل، لأن الإنجيل يأمرنا أن نقدم اجسادنا ذبيحة حيّة مقدسة (رو 13: 1). وهذه الذبيحة لاتقدم إلا بالروح القدس، جاعلاً الجسد للرب والرب للجسد (1كور 6: 13)،: فإن كانت حياة الرب يسوع تظهر في أجسادنا (2كور 4: 10) فكم بالحرى نعمة روحه القدوس. وجاء في انجيل متى أن قبور الانبياء في أيام المسيح كانت مبنية في أورشليم ومدافن الصدّيقين مزيّنة تكريمًا لذخائرهم المقدسة: "الويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تبنون قبور الأنبياء وتزيّنون مدافن الصدّيقين وتقولون لو كنا في أيام آبائنا لما شاركناهم في دم الأنبياء" (متى 23: 29-30). وربما تقول: إن المسيح لم يثن على عمل أهل أورشليم هذا بل الأمر بالعكس لأنه أنبهم قائلاً: "الويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تبنون قبور الأنبياء وتزيّنون مدافن الصديقين". إن الرب لم يؤنبهم لأنهم بنوا للأنبياء قبورًا، عملهم هذا عمل جيد، بل لأنهم عملوا هذا رياء أو منافقة أنبهم على نفاقهم ورداءتهم ضد المسيح. إنهم قالوا (لو كنا في أيام آبائنا لما شاركناهم في سفك دماء الأنبياء) مع أنهم في الوقت عينه كانوا ينوون قتل ابن الله الذي تنبّأت عنه الأنبياء. ولذلك قال لهم الرب: "الويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون فاملأوا أنتم مكيال آبائكم"، فمن هنا نرى جليًا أن تكريم الذخائر المقدسة كان عند الاسرائيليين ليس قبل مجيء المسيح فقط بل وفي أيام حياته على الأرض أيضًا. إن المرأة نازفة الدم إذ لمست ذيل ثوب المخلص لن تحسب كعابدة أصنام بل بالعكس لأنَّها بسبب ذلك نالت الشفاء والمديح "وإن امرأة مستحاضة منذ اثني عشرة سنة، وقد كابدت كثيرًا من اطباء كثيرين وصرفت جميع ما عندها من أموال ولم تستفد شيئًا بل صارت إلى أسوأ حال، فلمّا سمعت بيسوع جاءت في المجمع من خلفه ولمست ثوبه، لأنَّها قالت إني إذا لمست ثيابه شفيت. وللوقت كفَّ مجرى دمها وأحسّت بأنها برئت من دائها، عندئذٍ علم يسوع في نفسه بأن قوة قد خرجت منه فالتفت إلى الجمع وقال: من لمس ثيابي؟ فقال له تلاميذه: أنت ترى الجمع يزاحمك وتقول من لمسني، فنظر حوله ليرى التي فعلت هذا، فخافت المرأة وارتعدت لعلمها بما حصل لها وجاءت فركعت أمامه واخبرته بالحقيقة كّلها فقال لها: "يا بنية، قد شفاك إيمانك فانطلقي بسلام واسلمي من دائك" (مر 5: 25-43، مت 9: 20-22، لو 8: 43-48). ولم ينبذ أولئك الذين كانوا يأتون بايمان وحمّية إلى "ظلّ" الرسول القديس بطرس، بل الأمر بالعكس، لأنهم كانوا يكافأون بالشفاء من أمراضهم لا بل "كان المؤمنون يزدادون للرب جماعات من رجال ونساء، حتَّى أن الناس كانوا يخرجون بالمرضى إلى الأسواق ويضعونهم على أسرّة وفرش لعلّ بطرس إذا مرّ، يظّلل بعظهم بظّله، وقد اجتمع أيضًا في أورشليم من المدن التي حولها جماعات يحملون مرضى ومن عذبتهم الأرواح النجسة فبرئوا جميعهم واحدًا فواحدًا" (أع 5: 14-16). ولم يُحسبوا أولئك الذين وضعت عليهم العصائب والمناديل المأخوذة عن جسم القديس بولس ومن شفيوا بذلك رقاة ومشعوذين. "وصنع الله على يد بولس قوات عظيمة، حتَّى أنهم كانوا يأخذون عن جسمه إلى المرضى مناديل أو عصائب فتزول عنهم الأمراض وتخرج منهم الأرواح الشريرة". (أع 19: 11-12). فإذا كان للظلّ والمناديل الرسولية هذا المقام من الكرامة عند المؤمنين فبالأحرى أن يكون تكريم ذخائر الرسل المقدسة ولا ريب أعظم مقامًا عندهم. وإذا كانت لتلك قوّة شفائية فبالأحرى أن تكون لهذه أيضًا. ونستنتج أيضًا أن أجساد جميع المسيحيين يجب أن تكون هكذا كما أجساد القديسين، هياكل الروح القدس. وهذا ما يؤكده القديس بولس الرسول في كلماته: "أما تعلمون أنكم هياكل الله وروح الله يسكن فيكم" (1 كور 3: 16-17)، "أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وانكم لستم لأنفسكم لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجّدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي الله" (1 كور 6: 19-20). والرسول ذاته يقول أيضًا: "فإن طهّر نفسه من هذه يكون اناء للكرامة مقدسًا نافعًا للسيد مستعدًا لكل عمل صالح" (2 تيمو2: 21) بكل تأكيد فإن اجساد القديسين هي هياكل الروح القدس و "آنية للكرامة" وان كانت النفس قد فارقتها بالموت. +التاريخ الكنسي وإكرام رفات القديسين أ- تكريم الرفات المقدسة بدأ في القرون الأولي للمسيحية ولم يقتصر تكريم الذخائر المقدسة على الكنيسة الأرثوذكسية فحسب، وإنما تشاركها في هذا كل الكنائس القديمة التقليدية إذ يعود هذا الاكرام إلى أقدم الزمان. يشهد على ذلك كما رأينا سابقًا الكتاب المقدَّس بعهديه: القديم والجديد، وكذلك التقليد فإكرام رفات القديسين ليس عادة جديدة لدى المسيحيين وإنما يعود إلى الأزمنة المسيحية الأولى، وهو تقليد مستمر في كنيستنا. فهناك رأس مارمرقس التي أحدثت عجائب👇 وقصة سرقتها وعودتها نحن نعلم أن في مجمع خلقيدونية الكنيسة انقسمت إلى قسمين: الكنيسة الغربية التي تؤمن بطبيعتين للسيد المسيح. والكنائس الشرقية التي تؤمن بحسب تعليم القديس كيرلس عمود الدين بالطبيعة الواحدة لله الكلمة المتجسد. في هذه الفترة كانت مصر خاضعة للحكم الروماني فكانت روما ترسل للإسكندرية بطريرك يفرضوه على الشعب القبطي. وكان يسمى "البطريرك الدخيل"، وبالطبع كان الشعب يتجاهل وجود هذا البطريرك ويختار لنفسه بطريرك خاص به. وكان هذا البطريرك الدخيل يضع يده على بعض الكنائس، ومن ضمن الكنائس التي وضع يده عليها، الكنيسة القديمة التي كان بها جسد القديس مارمرقس. وفي هذه الأثناء جاء تاجر بحار من مدينة البندقية في روما وأخذ جسد مارمرقس – فنحن نعلم أن في استشهاد مارمرقس انفصلت رأسه عن جسده – فأخذوا الجسد إلى مدينة البندقية في روما وظلت الرأس بالاسكندرية. وقد أقاموا له كاتدرائية كبيرة لا تزال موجودة إلى اليوم لأن مدينة البندقية تعتبر أن شفيعها وحاميها القديس مارمرقس. ولذلك نجد أن رمز مدينة البندقية الأسد المجنح رمز القديس مارمرقس. وظلت رأس مارمرقس موجودة في الإسكندرية. وظل هذا الوضع حتى دخول العرب مصر أيام عمرو بن العاص سنة 641 م. فدخل أحد البحارة العرب الكنيسة التي بها رأس مارمرقس ووجد صندوق مزين فظن أن به جواهر، لكن في الحقيقة كان الصندوق يحتوي على ما هو أعظم من كل جواهر الأرض وهو رأس القديس مارمرقس. فأخذوا الصندوق ووضعوه في المركب لكن الشيء العجيب الذي حدث أن وقت رحيل الأسطول العربي كل المراكب تحركت ما عدا مركب واحدة، فاندهش عمرو بن العاص عن سبب ذلك، وأمر بتفتيش المركب وأخرج هذا الصندوق فوجد المركب سارت. وعرف أن هناك سر. وبدأ عمرو بن العاص يستقصى عن قصة وجود هذا الصندوق في المركب فعرف من البحار أنه سرقه من الكنيسة، فأمر بحضور البابا الذي كان موجودًا في هذا الوقت - البابا بنيامين البابا 38 - وسلمه بإكرام عظيم رأس القديس مارمرقس وتبرع له بمبلغ 10000 دينار لكي يرمم كنيسة القديس مارمرقس. والكنيسة رتبت هذا العيد تذكار لتكريس هذه الكنيسة وظهور الرأس المقدسة، الإسكندرية ولكنه كان يصر أن يظل رأسه (فكره وقلبه ومشاعره) مرتبط بكنيسة الإسكندرية الكنيسة التي كرز فيها وروى الإيمان بدمه. أن المسيحيين يُميّزون جيدا بين اكرام القديسين وبين عبادتهم، لا كما يتهم البعض الكنيسة الأرثوذكسية بأنها تعبد الذخائر، فواضح أن الكنيسة تعبد المسيح فقط وتكرّم الذخائر. ويشهد التاريخ الكنسي أن تقليد كنيستنا المتبع بإقامة القداس الإلهي على مذبح تدفن تحته ذخائر مقدسة، وهو تقليد مسيحي قديم جدًا بأن تدفن ذخائر القديسين تحت المذبح ب- تطور إكرام الذخائر المقدسةخلال الاضطهاد المسيحي ازداد إكرام ذخائر الشهداء بشكل سريع وتابعت الليتورجيا ذلك وخلال القرنين الرابع والخامس نما اكرام ذخائر الشهداء كطقس ليتورجي وثبتت صحة عقيدتنا في الغرب وفي نفس الوقت فتحت قبور الشهداء، والرفات أو الأشياء التي لامست هياكلهم أو أجسادهم الحقيقية ووزّعوها بشكل بركات وفي الشرق كانت أجساد القديسين "تنبش" (تكشف) وتقسم أجزاء وتنقل من مكان إلى آخر، وفي القرن الرابع كان نقل الرفات يتم باحتفالات مهيبة. وفي كنيستنا الارثوذكسية من القديسين من تم الإحتفال بنقل رفاته كنقل رأس القديس مارمرقس وجسد القديس اثناسيوس بالاضافة إلى الاحتفال بعيد ميلاده أو نياحته أو استشهاده نحن الأرثوذكس نكرم الذخائر ونكرم الأيقونات كمسكن للروح القدس + أقوال الآباء في القرون الأولي من المسيحية عن اكرام رفات القديسين *القديس يوحنا الذهبي الفم: يقول"حيث لاينفع ذهب ولا غنى هناك تفيد رفات القديسين .لأن الذهب لايشفي من مرض ولاينجي من موت ولكن عظام القديسين تفعل الاثنين" ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم في تقريظة للقديس اغناطيوس الحامل الاله: "ليست أجساد القديسين وحدها ملأى نعمة بل ونفوسهم ذاتها أيضًا لأنه إذا كان في زمن أليشع قد تمّ شيء من هذا القبيل، إذ مسّ الميت النبي انحل من قيود الموت وعاد إلى الحياة. فبالأحرى الآن النعمة أغزر وفعل الروح القدس أخصب؟ فمن يمسّ نعش (القديسين) ذاته عن ايمان لا بدّ وأن يجتذب منه منفعة كبرى. ولذلك أبقى الله لنا ذخائر القديسين رغبة منه أن يقودها إلى تلك الغيرة التي كانت فيهم ويمنحنا ميناء وتطبيبًا حقيقيًا ضد الشر المحيط بنا من جميع الجهات". وأيضًا في الخطاب على كورنثوس الثانية: "ان عظام القديسين تُخضِّع تعذيبات الأبالسة وتزدريها وتحلّ المكبّلين بقيودها القاسية... أن الغبار والعظام والرماد هي تعذيب الكائنات الخفية". فلا تنظرن إلى جسد الشهيد العاري والفاقد العمل النفساني والملقى أمامك بل إلى أن فيه تستقر قوة أخرى أعظم من النفس ذاتها وهي نعمة الروح القدس التي تحقق لنا بفعلها العجائبي حقيقة القيامة. لأنه إذا كان الله قد أولى الموتى والأجساد المتحوّلة غبارًا مثل هذه القوة التي لا يملكها أحد من الأحياء فبالأحرى أن يعطيهم يوم القيامة حياة أفضل وأهنأ من السابقة" (خطابه بخصوص الشهيد بابيلا). ويقول أيضا: "بالموت لا تتغرب أجساد القديسين عن النعمة التي كانوا يحيون بها، بل تزداد بها" هكذا نجد أن ما مسّ جسد القديس بولس لم يكن مقدسًا فحسب بل كان ينقل النعمة أيضًا إلى الآخرين (أع 19: 21). *القديس إيرونيموس (Jerome): حاول هذا القديس في جوابه أن يبرهن أننا نكرّم بقايا القديسين لأننا نعبد المسيح، ولا نعبدهم كأصنام، والأهم من ذلك أن أجساد المائتين في المسيح يسوع ليست منجّسة كما يقول البعض كاليهود والسامريين الذين يعتبرون الجسد غير طاهر (منجّس) ويبرهن ذلك مستندًا إلى الكتاب المقدس. أما نص رسالته فهو: "نحن بالحقيقة نرفض العبادة لا لبقايا الشهداء فقط بل أيضًا للشمس والقمر والملائكة ورؤساء الملائكة والشاروبيم والسارافيم وكل اسم من المسميات، لا في هذا العالم فحسب، بل في العالم الآتي أيضًا، فلذلك نحن لانخدم مخلوقًا أكثر من الخالق المبارك إلى الأبد، نكرّم بقايا الشهداء، ونعبد الرب، الشهداء هم شهداء للرب. إذا نحن نكرّم خدّام الرب الذين يعكسون ربّهم الذي قال: "من يستقبلكم يستقبلني أنا أيضًا". ويتابع القول: أنا أريد أن أسأل هل بقايا بطرس وبولس منجّسة؟ هل كان جسد موسى منجّسًا، الذي نحن نقول فيه أن الرب نفسه هو الذي دفنه؟. هل في كل وقت ندخل فيه كنائس الرسل والأنبياء والشهداء نعبد صناديق ذخائر الأصنام؟. دعوني أوجّه هذا السؤال إليه هل كان جسد الرب منجّسًا عندما وضعوه في القبر؟!.: إذا كانت بقايا الشهداء لا تستحق الإكرام، فكيف نقرأ في المزمور (116: 110): "كريم لدى الرب موت قديسيه"؟ إذا كان الرجال المائتون ينجّسون من يلمسهم فكيف حدث أن الميت أليشع أقام الرجل الذي كان أيضًا مائتًا؟ فهذه الحياة أتت بعد موته (موت النبي) هل هو منجّسًا. انطلاقًا من هذا الرأي نستنتج هل كل مخيّم من مخيّمات اسرائيل وشعب الله كان منجسًا لأنه حلّ فيه جسد يوسف وجسد البطاركة في الصحراء، وحمل أيضًا رقادهم المنجّس).؟!!! ويستمر القديس في طرح الأسئلة ويقول: "أنا أريد أن أسأل: هل بقايا الشهداء منجسة؟ ويجيب إن كان هذا صحيحًا فلماذا سمح الرسل لأنفسهم أن يسيروا وراء (جسد منجّس) استفانوس بموكب جنازي؟ ولماذا أقاموا له رثاء عظيمًا؟ (أعمال الرسل 8: 2). *القديس كيرلس الأورشليمي: يقول القديس في موعظته التعليمية الثامنة عشرة: "ليست أرواح القديسين فقط مستحقة للتكريم، ففي أجسادهم الميتة أيضًا قوة واقتدار، أن جسد أليشع كان في القبر ميتًا ومع ذلك فإذا لمس الميت حيي" (2 ملوك 13: 21) فقام جسد النبي الميت بعمل النفس. ذلك إن ما كان ميتًا منح الحياة لميت، وظل هو بين الأموات. ولم ذلك؟ خوفًا من أنَّه لو كان أليشع حيًا لعُزيت المعجزة للنفس وحدها. ولكي يبرهن على أنَّه عندما تكون النفس غائبة، تكمن في جسد الأبرار بعض القوة بسبب النفس البارة التي سكنت فيه مدة سنوات، وكان أداة لها. فلا نكن منكرين يا أبنائي، وكأن ذلك لم يحدث. لأنه إذا كانت "المآزر والمناديل" (أعمال 19: 12) التي هي من الخارج، تشفي المرضى عندما تلمسهم، فكم بالحري يستطيع جسد النبي نفسه أن يقيم المائت". *القديس امبروسيوس: يقول في خطابه حول كشف رفات القديسين: "إذا قلت لي: ماذا تكرّم في الجسد الفاني؟ أقول لك: إّني أكرّم في جسد الشهادة الجراح المقبولة لأجل اسم المسيح. أكرّم ذكرى الفضيلة الخالدة أبدًا. أكرّم الرفات المقدسة بالاعتراف للسيد المسيح فأنتم تشاهدون أن كثيرين قد شفيوا بظلّ القديسين. إن المؤمنين يتساءلون: كم من المناديل تسلم من أيد إلى أيدي. وكم من الثياب قد وضعت على الذخائر الفائقة القداسة فأصبحت شافية من لمسة واحدة. إن الجميع يتسابقون للمسها ومن مسّها أصبح صحيحًا معافى. *القديس أفرام السرياني: يقول في تقريظة للشهداء: "وبعد الموت يفعلون وكأنهم أحياء، فيشفون المرضى ويطردون الشياطين، وبقدرة الرب يدفعون كل تأثير شرير لسيطرتهم في العذاب والتنكيل لأن نعمة الروح القدس الفاعلة المعجزات انما هي ملازمة أبدًا للذخائر المقدسة". *القديس ابيفانيوس: أسقف قبرص كتب في ترجمة حال الأنبياء القديسين: "أشعياء وأرميا وحزقيال. أن قبور هؤلاء القديسين كانت مرعيّة بإكرام عظيم بداعي العجائب العديدة التي فعلها الله عندها لكثيرين بصلوات الأنبياء والقديسين". *القديس مكاريوس يقول: "كما تمجد جسد المسيح عند التجلي على الجبل بالمجد الإلهي وبالنور الذي لا يغرب، كذلك تتمجد أجساد القديسين وتلمع. وكما أن المجد الكائن في جسد المسيح أشرق مضيئًا، كذلك أيضًا تفيض قدرة المسيح في ذلك اليوم وتشع خارج أجسادهم " (الكلمة 15،38). *القديس اثناسيوس يقول في ذلك أيضًا: "ان النعمة الالهية توجد في نفوس وأعضاء القديسين" (شرح المزمور 117). *القديس باسيليوس الكبير أيضًا يقول: "انّ الذي يلمس عظام الشهيد تنتقل إليه نعمة التقديس الموجودة فيها". بذلك نكون قد عرضنا بكل الدلائل الرؤية الكتابية والآبائية والتاريخية تجاه إكرام الكنيسة منذ القرون الأولي لرفات الشهداء والقديسين |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تكريم رفات القديسين في العهد القديم |
إثبات تكريم أجساد القديسين من الكتاب المقدس |
تكريم رفات القديسين _ جيروم |
الكتاب المقدس والتقليد - الجزء الثاني |
الكتاب المقدس والتقليد |