رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر الرؤيا 15 اكتب إلي ملاك الكنيسة التي في ساردس "ب " السبت 12 ابريل 2014 بقلم المتنيح قداسة:البابا شنودة الثالث قال الرب لملاك تلك الكنيسة: فإني إن لم تسهر أقدم عليك كلص ولاتعلم أية ساعة أقدم عليك.. عندك أسماء قليلة في ساردس لم ينجسوا ثيابهم فسيمشون معي في ثياب بيض لأنهم مستحقون,من يغلب فذلك سيلبس ثيابا بيضا ولن أمحو اسمه من سفر الحياة.وسأعترف باسمه أمام أبي وأمام ملائكته.. من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائسرؤ3:3-6. يقول له:إن لم تسهر أقدم عليك كلص.. عجيب هنا أن يشبه الرب نفسه بلص!ولكن في أوجه شبه معينة فقط,منها أنه يقدم عليه في ساعة لايتوقعها وهكذا قال لهولا تعلم في أية ساعة أقدم عليك..إنه الموت من يعلم ساعته؟! واللص يأتي ليأخذ وهكذا الموت يأتي ليأخذ الروح,كما قال الرب للغني الغبيفي هذه الليلة تؤخذ روحك منك..لو12:20 غير أن اللص يأخذ ما لاحق له فيه ولكن الله يأخذ الروح التي قد اعطاهاجا12:7اللص يأتي لغير الساهرين أما الساهرون فلا يطرق بيوتهم لذلك قال الرب لراعي كنيسة ساردسإن لم تسهر أقدم عليك كلص. ليتنا نكون دائما ساهرين علي خلاص نفوسنا,كما قال الربطوبي لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرينلو12:37. +++ الرب بعد مابكت ملاك كنيسة ساردس بأن أعماله ليست كاملة أمام الله وأن له اسما أنه حي وهو ميت,عاد يطمئنه بنقطة بيضاء في كنيسته بقوله عندك أسماء قليلة في ساردس لم ينجسوا ثيابهم. إنه درس لنا في عدم التركيز علي النقط السوداء في أي إنسان أو أي جماعة وإنما نذكر النقط البيضاء أيضا إن وجدت. فهذا هو أسلوب الرب حتي مع أشر الخطاة كما في حديثه مع المرأة السامرية التي كان لها خمسة أزواج والذي لها الآن ليس هو زوجها.. هذه امتدح فيها شيئا فقال لهاحسنا قلت ليس لي زوج..هذا قلت بالصدقيو4:18,17والمرأة الخاطئة التي بللت قدميه بدموعها في بيت الفريسي إلي جوار خطاياها الكثيرة وجد فيها شيئا صالحا وهو أنها أحبت كثيرافقالقد غفرت لها خطاياها الكثيرة لأنها أحبت كثيرالو7:47. حقا إن ذكر الشيء الحسن في حياة الإنسان الشريد يدل علي مبدأين هامين هما:العدل من جهة وعدم التركيز علي أنصاف الحقائق من جهة أخري وبناء علي هذا ماذا قال الرب لملاك كنيسة ساردس؟ قال له:عندك أسماء قليلة في ساردس لم ينجسوا ثيابهمرؤ3:4. هؤلاء القليلون يعرفهم الرب بأسمائهم ,حقا كما قال الرب في العظة علي الجبل. ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي الحياة وقليلون هم الذين يجدونهمت7:14 من هؤلاء القليلين الأسماء التي في ساردس التي لم تنجس. هذه الأسماء القليلة لم يجرفها التيار العام الشرير ولم تتبع الأقلية المخطئة كانوا مثل دانيال والثلاثة فتية في أرض السبيدا3:6وكانوا مثل إيليا وعوبديا أيام آخاب الملك الشرير وزوجته إيزابل1مل18وكانوا مثل موسي ويشوع في برية سيناءخر32. إن العبرة ليست بالكثرة بل المهم في الأقلية المخلصة للرب. في وقت الصلب ركز الكتاب علي الأقلية التي وقفت حول الصليبيو19:5وانضم إلي تلك الأسماء القلائل يوسف الرامي ونيقوديموس وتلك الأسماء القليلة كان الرب يعرفها بأسمائها. الأسماء القليلة التي في ساردس لم ينجسوا ثيابهم. إن الخطية نجاسة حتي الكلمة البطالة التي تخرج من فم الإنسان تنجس الإنسانمر7:15والنجاسة تمنع من دخول الملكوت. وهنا نسأل:حقا من منا لم يتنجس؟!لم ينجس ثيابه؟! إننا نقول كل يوم في صلاة المزمور الخمسينانضح علي بزوفاك فأطهر واغسلني فأبيض أكثر من الثلجمز51:7ولماذا نقول ذلك؟أليس لأننا نجسنا ثيابنا؟! ونقول في القداس الإلهي :طهرنفوسنا وأجسادنا وأرواحنا.. ولماذا نطلب هذا؟أليس لأنها كلها قد تنجست بالخطية؟!وتنجست مرات عديدة لاتحصي! والقديس يوحنا الحبيب يقول في رسالته الأوليإن اعترافنا بخطايانا ,فهو أمين وعادل حتي يغفر لنا خطايا ويطهرنا من كل إثم1يو1:9فما معني يطهرنا من كل إثم إلا أن كل إثم هو نجاسة تحتاج إلي تطهير!وهكذا أيضا قولهودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية1يو1:7. نعترف أمامك أيها السيد الرب:لقد أعطيتنا ثوبا أبيض يوم معموديتنا ولكننا نجسناه وأعطيتنا ثوبا أبيض آخر في ساعة التوبة والندم وانسكاب النفس أمام الله وهذا أيضا نجسناه. وأعطيتنا ثوبا يوم نضحت علينا بزوفاك فطهرنا ولكننا رجعنا مرة أخري فاتسخنا وتنجست ثيابنا!! أما تلك الأسماء القليلة في ساردس فلم ينجسوا ثيابهم,بل هم الذين قد احتفظوا بطهارتهم وقداستهم وبتوليتهم,هؤلاء هم المعروفون منك بالاسم كما تقول أعرف خرافي وأناديها باسمائهايو10. هؤلاء سيمشون معك في ثياب بيض لأنهم مستحقون ولكن ماذا يفعل يارب كل من قد نجس ثيابه؟ هل سوف يحرم من دخول الملكوت مثل هؤلاء المستحقين أصحاب الثياب البيض؟!كلا يارب فأنت لاتشاء موت الخاطيء بل أن يرجع ويحياحز18:23..هذا الذي تنجست ثيابه يصرخ إليك قائلا:أعطني ثيابا أخري نقية.قلبا نقيا أخلق في يا الله وروحا مستقيما جدده في أحشائيمز51:10. أعطنا ثوبا أبيض من عندك وأعطنا أن نحتفظ بنقاوته فلا يتنجس مرة أخري..نريد أن نحتفظ بنقاوة ثيابنا حتي نمشي معك مع أولئك المستحقين.. ليس كمستحقين بل كمحتاجين..لأننا نسجد في انسحاق عند قدميك ونعترف من منا منذ أن ولد مرة أخري في المعمودية قد احتفظ ببياض ثوبه حتي الآن وسيحتفظ بالثوب الأبيض حتي الوفاة!!بل من منا استطاع أن يحتفظ بثوبه الأبيض منذ توبته فلم يتنجس مرة أخري. يقول الربسيمشون معي في ثياب بيض لأنهم مستحقون ويقولمن يغلب,فذلك سوف يلبس ثيابا بيضارؤ3:5 فما هو رمز تلك الثياب البيض؟ الملابس البيض ترمز إلي ثياب الملائكة الذين كانوا يظهرون في ثياب بيض كما قيل عن ملائكة القيامة الذين رهم النسوة في ثياب بيض فالملاك الذي دحرج الحجر عن فم القبر كانلباسه أبيض كالثلجمت28:3والنسوة حاملات الطيب,لما دخلن القبر رأين ملاكا جالسا عن اليمين لابسا حلة بيضاءمر16:5ومريم المجدلية لما انحنت لتنظر القبر نظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدا عند الرأس والأخر عند رجلينيو20:12 ويوحنا الرائي رأي الرب في السماءوأجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه علي خيل بيض لابسين بزا أبيض ونقيارؤ19:14 والثياب البيض-كما في ثياب الملائكة هي أيضا ثياب الآباء الكهنة والثياب التي ظهر بها الشهداء والأبرار الذين بيضوا ثيابهم في دم الخروف. فيقول القديس يوحنا في سفر الرؤيا عن الأربعة والعشرين قسيسا حول العرش الإلهي :وحول العرش أربعة وعشرون عرشا ورأيت علي العروش أربعة وعشرين قسيسا جالسين متسربلين بثياب بيض وعلي روؤسهم أكاليل من ذهبرؤ4:4. وقال عن نفوس الشهداء قتلوا من أجل كلمة الله وكانوا تحت المذبح أنهم أعطوا كل واحد ثيابا بيضا وقيل لهم أن يستريحوا زمانا يسيرا أيضا حتي يكمل العبيد رفقاؤهم وإخواتهم العتيدون أن يقتلوا مثلهم أيضارؤ6:11,9 ويقول القديس يوحنا الرائيبعد ذلك نظرت وإذا جمع كثير لم يستطع أحد أن يعده من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة واقفون أمام العرش وأمام الحمل متسربلين بثياب بيض وفي أيديهم سعف النخلرؤ7:9وقيل لههؤلاء المتسربلين بثياب بيض..هم الذين أتوا من الضيقة العظمي وقد غسلوا ثيابهم وبيضوها في دم الخروفرؤ7:14,13. فهل أنت يا أخي متسربل بثوب أبيض كهؤلاء؟ليت كل واحد منا يتمل ثوبه ويري هل هو أبيض أم كثرت فيه البقع؟أم أتسخ؟أم تنجس؟ قال الرب:سيمشون معي..لأنهم مستحقون. عجبا من ذا الذي يكون مستحقا أن يمشي مع الرب هذا الذي قيل عنه أنه ساكن في نور لايدني منه1تي6:16هذا الذي عندما سلم الوصايا كان الشعب مرتعدا من أن يكلمه فقالوا لموسي النبي تكلم أنت معنا فنسمع ولا يتكلم معنا الله لذلا نموتخر20:19. نسمع عن أخنوخوسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذهتك5:24. ولكن من مثل أخنوخ ونسمع عن إيليا النبي الذي صعد إلي السماء في مركبة نارية2مل2:11وعن موسي النبي الذي قضي أربعين يوما علي الجبل..نسمع عن هذين الاثنين أنهما ظهرا علي جبل التجلي يكلمات مع الربمر9:4. ولكن من الناس في درجة موسي أو إيليا اللذين ظهرا مع الرب. ويشهد الرب لأصحاب هذه الأسماء القليلة أنهم مستحقون. إنها شهادة من فم الرب نفسه حقيقية وغالية جدا كثير من الناس يشهدون بكلمات مديح أو مجاملة ولكنهم لايعرفون حقيقية من يمدحونه وما في قلبه ولكن يعرفها حقافاحص القلوب والكليرؤ2:23فإن كان فاحص القلوب يقول عن جماعة أنهم مستحقون فما أغلاها شهادة وما أصدقها.. لقد شهد الرب شهادات مماثلة لبعض قديسيه: شهد ليوحنا المعمدان أنه أفضل من نبي وأنه ملاك وأنه أعظم من قد ولدته النساءمت11:9-11. وشهد في العهد القديم عن أيوب الصديق أنه رجل كامل ومستقيم يتقي الله ويحيد عن الشر وليس مثله في الأرضأي1:8أي2:3وشهد الرب لصاحب الخمس وزنات ولصاحب الوزنتين بقوله لكل منهما نعما أيها العبد الصالح والأمين كنت أمينا في القليل فأقيمك علي الكثير أدخل إلي فرح سيدكمت25:21-23 ليتنا نهتم بشهادة الرب عنا في يوم الدين وليس بشهادات البشر الذين يحكمون حسب الظاهر أما القلب فيعرفه الله. صدقوني إنه تواضع من الرب أن يقول عن البعض أنهم مستحقون! من فينا مستحق؟ألم يقل الكتابالكل زاغوا معا وفسدوا ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحدمز14:3وفي العهد الجديد يقول الرسول:إن قلنا إننا لم نخطيء نضل أنفسنا وليس الحق فينا1يو1:8وكلنا نقول في صلواتنا كرحمتك يارب ولا كخطايانا!ودخولنا إلي الملكوت يكون إذن برحمة من الله لا باستحقاق منا. يقينا إن الله لو حاسبنا بموازينه العالية لايخلص منا أحد.. لكنه يقول عبارة لأنهم مستحقونبدافع من رأفته وحنانه ناظرا إلي ضعف طبيعتنا لا إلي سمو مقاييسه كما يقول المرتل في المزمور:كما يتراءف الأب علي البنين يتراءف الرب علي خائفيه لأنه يعرف جبلتنا يذكر إننا تراب نحنمز103:14,13 يقول:من يغلب فذلك سيلبس ثيابا بيضا ولن أمحو اسمه من سفر الحياة وسأعترف باسمه أمام أبي وأمام ملائكتهرؤ3:5إن الذين سيلبسون ثيابا بيضا في السما من الغالبين إنما هم الذين كانوا يمشون علي الأرض بثياب بيض لم ينجسوها.. إذن لتحتفظ بهذه البركة عليك أن تحفظ ثيابك بيضاء علي الأرض أما عبارةلن أمحو اسمه من سفر الحياة. فتعني إمكانية محو الاسم بالنسبة إلي البعض!!شيء مخيف 0كم من أناس كان أعضاء في الكنيسة وخداما ومبشرين ثم محيت أسماؤهم منهم ديماس زميل القديس بولس الرسول في الخدمة وقد نعاه الرسول القديس بقولهديماس تركني لأنه أحب العالم الحاضر2تي4:10وقال عن آخرينلأن كثيرين ممن كنت أذكرهم لكم مرارا والآن أذكرهم أيضا باكيا وهم أعداء صليب المسيح الذين نهايتهم الهلاك الذين الههم بطنهم ومجدهم في خزيهم الذين يفتكرون في الأرضياتفي3:19,18,ونحن هل تكتب أسماؤنا في سفر الحياة حينما ننال الميلاد الجديد في المعمودية وحينما نسلك في حياة التوبة ونتعرض لأن تمحي أسماؤنا حينما نرتد لاسمح الله إن الذي يرتد إنما يمحو اسمه بنفسه من سفر الحياة. يقول الرب عن الذي يغلب:وسأعترف باسمه أمام أبي وأمام ملائكته. اعترف باسمه فأقول هذا من خرافي من تلاميذي من جندي علي الأرض ,نعم سأعترف له بعكس الذين قلت عنهممن ينكرني قدام الناس أنكره أننا أيضا قدام أبي الذي في السمواتمت10:33. نعم اعترف به قدام أبي وملائكته لكي ينضم إلي مسكن الله مع الناسرؤ21:3حيث الله مع ملائكته وقديسيه,نعم,آمين. |
12 - 04 - 2014, 09:42 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: تأملات في سفر الرؤيا 15
ربنا يباركك
|
||||
|